جددت مصر، على المستويين الرسمى والشعبى، رفضها تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، إذ أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، أهمية استدامة اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتثبيته وتنفيذ مراحله ال3، وضرورة بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه واحترام حقه فى تقرير المصير. ودعا «عبدالعاطى»، خلال اتصال هاتفى مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى، كايا كالاس، إلى مواصلة دعم الجهد الإنسانى من الاتحاد إلى قطاع غزة، ومضاعفة المساعدات الإنسانية والإغاثية، فضلًا عن التعاون لبدء مشروعات وبرامج للتعافى المبكر وإعادة الإعمار، بشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم فى القطاع. وشدد وزير الخارجية، خلال اتصال آخر مع المبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإيجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطينى- الإسرائيلى وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، وتحقيق السلام الدائم المنشود بالمنطقة. إلى ذلك، خاطبت 10 نقابات مهنية السفارة الأمريكيةبالقاهرة، معبرين بقوة عن رفض وإدانة تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تهجير الفلسطينيين. وقال جمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، ل«المصرى اليوم»، إن توقيع 10 نقابات مهنية على الخطاب هو رسالة واضحة وحاسمة برفض التهجير وإهدار حقوق الأشقاء فى إقامة دولتهم المستقلة. وأضاف أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين وإقامة دولة مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكدًا موقف مصر التاريخى الثابت الداعم للقضية والأشقاء. وإلى ذلك أدانت الجامعة العربية تجاهل إسرائيل دعوات ومطالبات المجتمع الدولى بوقف تطبيق القوانين الباطلة التى أقرها الكنيست بحظر عمل «أونروا» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. وأكدت الجامعة، فى ختام اجتماعها الطارئ على مستوى المندوبين، أن إصرار الاحتلال على تنفيذ القوانين الباطلة سيعوق عمل «أونروا»، الأمر الذى سيترتب عليه تبعات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين. وأوضحت أن حظر عمل المنظمة فى القدسالشرقية إجراء باطل ولا أثر قانونيًا له، ذلك أن إسرائيل لا تملك أى سيادة على الأراضى التى احتلتها فى 5 يونيو 1967. وأعلن قيادى بارز فى حماس أن الحركة جاهزة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية على الفور، حيث تمت مناقشة الخطوط العريضة لهذه المفاوضات خلال محادثات اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفًا: «أبلغنا الوسطاء خلال الاتصالات الجارية، ومحادثات تمهيدية عُقدت الأسبوع الماضى فى القاهرة، بأننا مستعدون لبدء جولة المفاوضات للمرحلة الثانية». وأشار إلى حرص الوسطاء على تطبيق كافة بنود الاتفاق ووقف دائم للحرب، مع التركيز على ما يتعلق بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال فى قطاع غزة، لافتًا إلى احتمال تقديم الجانب الإسرائيلى شروطًا جديدة، مخاطبًا الوسطاء بإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق وعدم المماطلة. وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر يرافق «نتنياهو» فى رحلته لواشنطن، بأن الأخير يسعى عبر لقائه «ترامب» إلى أن يحصل على الدعم الكامل لمواصلة القضاء على حركة حماس. فى سياق متصل، شهد المسجد الأقصى ومدينة القدس وعدد من مدن الضفة الغربية العديد من الانتهاكات الإسرائيلية، التى شملت مداهمات واقتحامات، إلى جانب اعتقال 14 مواطنًا فى الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. واقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى، كما واصل الاحتلال عدوانه على محافظات جنين، وطولكرم، وطوباس، خلال أيام متقاربة، مخلفًا 29 شهيدًا، وعشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف منازل، ونزوحًا قسريًا، وسط تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، استشهاد 70 مواطنًا فى محافظات الضفة الغربية، منذ بداية العام الجارى، غالبيتهم من محافظة جنين.