أجمع عدد من الخبراء والمحللين الأردنيين على أن تجديد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، دعوته لمصر والأردن استقبال الفلسطينيين من أهالى غزة، تفتقر إلى أى أساس قانونى أو أخلاقى، وإنما تعكس تماهيه مع الاحتلال، معتبرين أن إصراره على مقترح التهجير قد يفضى إلى دوامة من العنف فى الشرق الأوسط، وهو ما سيحقق «الجحيم» الذى سبق وأن تحدث عنه قبل بدء لايته بأيام. وفى هذا الصدد قال الدكتور أمجد شموط، رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية سابقًا، ورئيس مركز «الجسر العربي» لحقوق الإنسان بالأردن، إن دعوة ترامب المتكررة لتهجير الفلسطينيين ليست بغريبة على الرئيس الأمريكى، الذى أظهر خلال ولايته الأولى والحالية تماهيًا وانحيازًا كاملًا وعنصريًا مع الصهيونية العالمية ومع القوة القائمة بالاحتلال. واعتبر أن سياسات ترامب ومخططاته ليست إلا تنفيذًا لأجندة الاحتلال. وأكد أن الطرح اللاإنسانى واللاقانونى الذى يقدمه ترامب يتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومع اتفاقيات جنيف ويعتبر جرائم حرب، كونه تهجيرا قسريا وفصلا عنصريا وترحيلا تحت سلطة الاحتلال. على صعيد متصل، اعتبر الدكتور حارث الحلالمة، أستاذ العلوم السياسية الأردنى، أن تجديد ترامب دعوته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة نحو مصر والأردن تعبر عن ابتعاده عن الواقع وتماهيه مع طروحات حكومة اليمين المُتطرف التى تريد تهجير الفلسطينيين وتفريغ الأراضى الفلسطينية من المكون العربى وتغليب المكون اليهودى الصهيونى الاسرائيلى. وقال إن ترامب يمارس نوع من الابتزاز السياسى من خلال ملف المساعدات للضغط على مصر والأردن. وأضاف «الحلالمة»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الموقف الرافض للتهجير فى مصر والأردن مستند لتأييدات شعبية واسعه تقف خلفها، ورجح أنه فى ظل التوازنات الإقليمية وطبيعة العلاقات المؤسسية مع الولاياتالمتحدة سيكون هناك إعادة للنظر فى تعاطى الإدارة الأمريكية الحالية مع القضية الفلسطينية، فدول بحجم مصر والأردن والعلاقة الاستراتيجية بينهما ستدفع بأن يكون هناك تماهٍ أمريكى مع الرغبة المصرية الأردنية برفض التهجير والذهاب باتجاه حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.