أستاذ علوم سياسية أردني ل«المصري اليوم»: تصريحات ترامب «التأزيمية» جزء من عدم احترام العلاقة التاريخية مع مصر والأردن

اعتبر الدكتور حارث الحلالمة، أستاذ العلوم السياسية الأردني، إن تجديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب دعوته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة نحو مصر والأردن إنما تعبر عن ابتعاده عن الواقع وتماهيه مع طروحات حكومة اليمين المُتطرف التي تريد تهجير الفلسطينيين وتفريغ الأراضي الفلسطينية من المكون العربي وتغليب المكون اليهودي الصهيوني الاسرائيلي، وقال إن ترامب يمارس نوعًا من الابتزاز السياسي من خلال ملف المساعدات للضغط على مصر والأردن.
وأضاف « الحلالمة » في تصريحات ل «المصري اليوم» أن ما شاهده العالم من أمواج العودة الفلسطينية نحو منازلهم في شمال القطاع وتمسكهم بأرضهم رغم كمية الدمار الموجوده يعد رسالة لترامب وللاحتلال وللعالم أجمع أن هذا الشعب لن يترك أرضه، وهذا يتماهى ومدعوم مع موقف أردني مصري واضح منذ اليوم الأول للحرب، حيث أغلق البلدين ملف التهجير وكان الإعلان لكل العالم بأن مصر والأردن لن يسمحها بتهجير الفلسطينيين اليهم وأن مكان الفلسطيني هو أرضه وله كل الحق في إقامة دولته على ترابه الوطني على حدود 1967.
وتابع أن تصريحات ترامب التأزيمية جزء من عدم احترام العلاقة التاريخية مع مصر والأردن فهو توقع أنه سيتمكن من لي ذراعهما بملف المساعدات وأنها ستقبل باستقبال الفلسطينيين مقابل حفنة المساعدات لكنه تفاجىء برد الرئيس السيسي والملك عبدالله على التأكيد بأن مكان الفلسطيني هو أرضه وأنهم لن يرضوا بحلول على حساب مصر والأردن ضمن أيضًا مخطط معد له سابقا بتهجير أبناء الضفة الغربية نحو الأردن أيضا.
وأكد «الحلالمة »أن هذه المواقف مستندة لتأييدات شعبية واسعه تقف خلفها، سواء في مصر أوالأردن، فما نراه من تأييد لقرار الرئيس المصري من قبل الشعب بكافة مكوناته ومؤسساته ومارأيناه اليوم في تظاهرات المصريين عن معبر رفح تؤكد أن لقرار رفض التهجير سيل شعبي عارم يدعم الرئيس في ذلك وتعطيه الشرعية الكافية لذلك، كذلك الالتفاف الشعبي الأردني خلف الملك عبدالله حول رفض مخطط التهجير والوقوف خلف القرار يعطي الملك ومؤسسات الدولة المساحة الكافية على الإصرار والثبات للموقف منذ اليوم الأول والذي اعتبرته الأردن هو بمثابة اعلان حرب عليها.
ورجح أنه في ظل التوازنات الإقليمية وطبيعة العلاقات المؤسسية مع الولايات المتحدة سيكون هناك إعادة للنظر في تعاطي الإدارة الأمريكية الحالية مع القضية الفلسطينية، فدول بحجم مصر والأردن والعلاقة الاستيراتيجية بينهما ستدفع بأن يكون هناك تماهي أمريكي مع الرغبة المصرية الأردنية برفض التهجير والذهاب باتجاه حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.