أطلقت المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية حملة «من بدرى أمان»، فى العاصمة الإدارية، بهدف تقديم خدمات الكشف المبكر عن الأورام السرطانية والأمراض المزمنة، وتستمر الحملة فى الفترة من 26 يناير حتى 30 يناير، فى الجراج الملحق بمبنى الهيئات، التابع لوزارة الصحة بالحى الحكومى. وخلال الحملة تم تقديم التطعيم المجانى للفتيات من سن 9 إلى 20 عامًا ضد فيروس الورم الحليمى البشرى، الذى يُعد المسبب الأول لإصابة بسرطان عنق الرحم. وأوضح الدكتور محمد العزب، استشارى أمراض النساء والتوليد، منسق لجنة سرطان عنق الرحم بالمبادرة، أن الحملة تسعى إلى تعزيز الحماية والوقاية من الأورام السرطانية من خلال توفير خدمات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمى البشرى للعاملين فى الحى الحكومى. وأشار إلى أن الحملة تقدم خدماتها فى جميع الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية، حيث يتطلب من المواطنين إجراء استبيان لتحديد الأورام التى تستدعى الكشف المبكر بناءً على الأعراض، ويتم توجيههم إلى أقرب مستشفى يقدم الخدمة. وأكد أن الحملة تعمل على مدار الساعة لنشر الوعى الصحى وتسهيل الخدمات للمواطنين، خصوصًا العاملين الذين يصعب عليهم ترك أعمالهم. وأوضح أن التطعيم يستهدف الفئة العمرية من 9 إلى 20 سنة، بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية، إذ يُعد العمر المثالى للتطعيم من 9 إلى 15 سنة بسبب قلة الجرعات المطلوبة وفاعلية المناعة لدى الأطفال، مع توسيع الفئة المستهدفة إلى 20 سنة لتقديم المزيد من الحماية. وأكد الدكتور العزب أن التطعيم آمن تمامًا ولا يؤثر على القدرة الإنجابية، حيث تم توزيع أكثر من 270 مليون جرعة عالميًا دون أى آثار جانبية، موضحًا أن التطعيم يقلل احتمالية الإصابة بفيروس الورم الحليمى البشرى بنسبة تتراوح بين 80 و90٪، والتى تُستكمل بالكشف المبكر لتصل نسبة الحماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم إلى 100٪، مشيرًا إلى أنه يعد وسيلة فعالة لحماية الأطفال والشباب من 7 أنواع من السرطانات، بما فى ذلك سرطان عنق الرحم والقناة المهبلية والأعضاء التناسلية الخارجية والعضو الذكرى، بالإضافة إلى سرطانات الرأس والرقبة والفم والحلق. وأوضح أن الحملة تقدم خدمات التطعيم والكشف المبكر للعاملين فى الحى الحكومى بداية من 26 حتى 30 يناير، كما يتم توفير التطعيم فى المدارس الإعدادية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية. وأشار إلى خطط توسع الحملة لتشمل مناطق الصعيد، حيث ستتواجد الحملة يوم 30 يناير فى معهد أورام سوهاج لتقديم الخدمات لأهالى الصعيد، مشيرًا إلى وجود خطة للتوجه إلى بنى سويف والتوسع فى صعيد مصر، إلى جانب استمرار الجهود لنشر الوعى الصحى فى جميع أنحاء الجمهورية. من جانبها، أعلنت الدكتورة هالة عدلى حسين، السكرتير العام للجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، أن الجمعية تتعاون مع المبادرات الرئاسية ببروتوكول يهدف إلى التركيز على سرطان عنق الرحم ضمن جهود الكشف المبكر عن الأورام. وأشارت إلى أن المبادرات الرئاسية تشمل الكشف على أربعة أنواع من السرطانات: القولون، الرئة، البروستاتا، وعنق الرحم، إلى جانب استمرار مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدى. وأوضحت د. هالة أن المبادرة تعمل على تسجيل المستفيدين باستخدام الرقم القومى من خلال نظام معلوماتى دقيق، حيث تُطرح مجموعة من الأسئلة لتحديد الحالات المستهدفة بناءً على الأعراض، ويتم توجيه الحالات إلى المراكز أو المستشفيات المختصة لإجراء الفحوصات أو الإجراءات اللازمة، مثل منظار القولون وغيره من الاختبارات المكملة. وأكدت أن جميع الخدمات المقدمة مجانية بالكامل، بما فى ذلك تطعيم فيروس الورم الحليمى البشرى للأطفال والسيدات المتزوجات. ولفتت د. هالة إلى أهمية تطعيم الأطفال، حيث يتم إعطاء جرعتين للفئة العمرية من 9 إلى 15 سنة، وبينهما ستة أشهر، بينما يتم إعطاء ثلاث جرعات لمن تجاوزوا 15 سنة. وأكدت أن منظمة الصحة العالمية أوصت بالتطعيم فى هذا العمر بسبب قدرة الجهاز المناعى على إنتاج أجسام مضادة بكفاءة عالية، مشيرة إلى أن فيروس الورم الحليمى البشرى مسؤول عن سبعة أنواع من السرطانات، منها سرطان عنق الرحم، الذى يُعد الوحيد المرتبط بفيروس معروف. وشددت د. هالة على أن التطعيم آمن تمامًا، وليس له أى تأثيرات سلبية على الصحة الإنجابية أو أى آثار جانبية، إذ تم استخدامه عالميًا منذ عام 2000 دون ظهور أى مشاكل. وأشارت إلى أن تكلفة التطعيم تصل إلى 1340 جنيهًا، ولكنه يُقدم مجانًا ضمن المبادرة، كما لفتت إلى استراتيجية منظمة الصحة العالمية لإنهاء سرطان عنق الرحم بحلول 2030، التى تهدف إلى تطعيم 90٪ من الأطفال، والكشف على 70٪ من السيدات، وعلاج 90٪ من الحالات المصابة. وأشارت إلى أن اختيار الحى الحكومى كموقع للحملة يأتى تيسيرًا على الموظفين والموظفات، إذ تم توفير الحملة لمدة أسبوع لإتاحة الفرصة للعاملين للتسجيل والكشف والتطعيم بسهولة، مؤكدة على التنسيق مع الوزارات والهيئات الحكومية لضمان استفادة العاملين وأسرهم من الحملة. كما أكدت د. هالة على وجود متابعة وبروتوكول علاج للحالات الإيجابية، حيث يتم ذلك عبر النظام الإلكترونى، حيث يتم تسجيل بيانات المواطنين وأرقامهم القومية والتواصل معهم عند الحاجة، كما أعربت عن تفاؤلها بزيادة الإقبال على الحملة خلال الأيام المقبلة نتيجة الوعى المتزايد بأهميتها، إذ تجاوزت أعداد المستفيدين 500 فى اليوم الثانى للحملة، وهو عدد يفوق أعداد المقبلين باليوم الأول، مؤكدة على تزايد الأعداد بشكل يومى. وقالت الدكتورة نانى عمر، منسقة مبادرة دعم صحة المرأة ومبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، إن انطلاق حملة «من بدرى أمان» فى الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية يستهدف الموظفين والموظفات فى جميع الوزارات ممن تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا فما فوق. وأوضحت أن المبادرتين تستهدفان فحص الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أى أعراض صحية، حيث يتطلب من المواطن أو المواطنة التوجه إلى نقاط الحملة مع بطاقة الرقم القومى لتسجيل بياناتهم وإجابة بعض الأسئلة التى يحدد النظام بناءً عليها إذا كانوا مستهدفين بالفحص ونوع الفحص المطلوب. وأضافت أن مبادرة دعم صحة المرأة تتضمن إجراء فحوصات تشمل قياس الضغط والسكر والطول والوزن، بالإضافة إلى الفحص المبكر لسرطان الثدى، وهو الهدف الرئيسى للمبادرة، مضيفة أنه فى حال الحاجة إلى أشعة «ماموجرام» أو سونار، يتم توجيه الحالة إلى السيارات المتنقلة المجهزة التى توفر هذه الخدمات فى مكان الحملة، كما يتم تحويل الحالات التى تستدعى إجراء مزيد من الفحوصات أو أخذ عينات لإجراء التحليل الباثولوجى إلى مستشفيات ووحدات صحية تابعة للحملة فى حالة حاجتها لأجهزة طبية لا يمكن تنقلها، كما تتم متابعة الحالة حتى تلقى العلاج مجانًا إذا تم اكتشاف ورم. وأكدت أن الفحص المبكر يساعد فى اكتشاف الأورام فى مراحلها الأولى، مما يزيد من فرص الشفاء بنسبة تصل إلى 90٪. أما مبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية فتستهدف الكشف عن أربعة أنواع من الأورام، وهى سرطان الرئة، والقولون، والبروستاتا، وعنق الرحم. مشيرة إلى أن الحالات المستهدفة بسرطان الرئة تُحوَّل لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، بينما يتم إجراء تحليل بسيط للبراز للاطمئنان على صحة القولون، مع ظهور النتائج على النظام الإلكترونى للمبادرة ليتمكن المواطن من معرفتها بسهولة، أما فحوصات البروستاتا فتشمل تحليل «PSA»، بينما يتم إجراء مسحة عنق الرحم للسيدات، وتحليل النتائج على النظام الإلكترونى أيضًا، أما الحالات الإيجابية لأى من الفحوصات فيتم تحويلها إلى المستشفيات المتخصصة لاستكمال الفحوصات وتلقى العلاج مجانًا. وأشارت إلى أن التطعيم الخاص بفيروس «HPV»، المسبب الرئيسى لسرطانات عنق الرحم، متوفر للفتيات من سن 9 إلى 20 عامًا، ويُعطى بشكل مجانى دون أى آثار جانبية. وأوضحت أن اختيار الحى الحكومى كموقع لإطلاق الحملة يأتى نظرًا لوجود تجمع كبير للموظفين الذين قد لا يجدون وقتًا كافيًا للتوجه إلى الوحدات الصحية أو المستشفيات. وأكدت أن جميع الفحوصات والخدمات المقدمة من خلال المبادرتين مجانية تمامًا، وتشمل كافة الفحوصات والتحاليل والأشعات والعلاج، مع ضمان استخدام أحدث البروتوكولات العالمية. كما شددت على أهمية الفحص المبكر، ليس فقط للكشف عن الأورام ولكن أيضًا للوقاية منها، وأشارت إلى نجاح المبادرات الرئاسية فى توعية المواطنين بأهمية الفحص الدورى، مضيفة أن المبادرتين تتابعان الحالات الإيجابية لضمان تلقيها العلاج المناسب فى مستشفيات الأورام والمستشفيات الجامعية. وأشارت إلى وجود خطة للحملة للتوسع فى إجراء الفحوصات للمواطنين، حيث يتم عن طريق ممثلى المديريات والفرق المتنقله الخاصة بهم عن طريق التوجه إلى مديريات التربيه والتعليم، ومديريات الشباب والرياضة، ومصانع الهيئات، مع وجود فرق متنقلة لتوسيع نطاق الفحص ليشمل جميع المواطنين، بالإضافة إلى وجود برامج توعية لجميع المواطنين بصورة مستمرة. وأضافت أن عدد الحالات الإيجابية المكتشفة ضمن مبادرة دعم صحة المرأة وصل إلى أكثر من 30 ألف حالة إصابة بسرطان الثدى، وجميعهن بدأن رحلة العلاج بنجاح، أما بالنسبة لمبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، والتى انطلقت منذ شهر 6 عام 2023، فقد أُجرى أكثر من 8 ملايين استبيان حتى الآن، ومن بين هذه الحالات تم اكتشاف 11 حالة سرطان رئة، و10 حالات أورام حميدة. وأوضحت أنه فيما يتعلق بأورام القولون تم اكتشاف 79 حالة أورام سرطانية بالإضافة إلى 534 حالة أورام حميدة، ومن بين هذه الحالات تبين أن 61 حالة كانت خلايا ما قبل سرطانية، حيث تم استئصال هذه الخلايا قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية، وهو ما يؤكد أهمية الكشف المبكر فى الوقاية من الأمراض، أما بالنسبة لسرطان البروستاتا فتم اكتشاف 87 حالة إيجابية، وبدأ أصحابها العلاج بالفعل، أما عنق الرحم فقد تم اكتشاف 118 حالة إيجابية لفيروس «HPV»، المسبب الرئيسى لسرطان عنق الرحم، وتم التعامل مع هذه الحالات وفقًا للإجراءات الطبية المناسبة، مؤكدة أن هذه الأرقام توضح أهمية الفحص المبكر ودوره المحورى فى اكتشاف الأمراض فى مراحلها الأولى، مما يساهم فى تحسين نسب الشفاء بشكل كبير. ولاقت الحملة إقبال العديد من الفتيات والسيدات على المشاركة فى المبادرة الخاصة بالكشف المبكر، حيث أبدين اهتمامهن عبر منصات السوشيال ميديا، حيث أشارت جنى جمال، إحدى المستفيدات من المبادرة، التى تبلغ من العمر 18 سنة، إلى أنها كانت فى البداية قلقة لكنها قررت المشاركة بعد أن قرأت عن المبادرة عبر حسابات الوزارة على الإنترنت، وعندما حضرت إلى الموقع شعرت براحة كبيرة، مؤكدة أن الموضوع ليس مقلقًا كما كانت تتصور، وقد استفادت من التطعيم والكشف المجانى عن السرطان، أما نيرة هانى، البالغة من العمر 20 عامًا، فقد جاءت للمشاركة بعد أن سمعت عن المبادرة عبر السوشيال ميديا، وأكدت أهمية الكشف المبكر لتفادى المشاكل الصحية. أما مريم رضا أحمد، 23 سنة، وإحدى المستفيدات من خدمات المبادرة، فقد قررت المشاركة فى المبادرة للاستفادة من التطعيم والفحص، خاصة أنها مقبلة على الزواج فى المستقبل القريب، حيث أكدت وجميع المشاركات أن الخدمة كانت مريحة وعملية، ولم تكن هناك أى صعوبة أو قلق فى إجراء الفحوصات.