شهدت مدينة المنصورة فى محافظة الدقهلية، أمس تشييع جثمان العقيد فتحى سويلم الذى لقى مصرعه على يد عميل داخل بنك مصر بالفيوم، فى جنازة عسكرية حضرها اللواء حسام عبدالعزيز مدير أمن الدقهلية وعدد من قيادات وزارة الداخلية، وشارك الجنازة العشرات من أهالى مدينة المنصورة، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيد فى مسجد النصر بالمنصورة عقب صلاة الظهر، وأصيبت أسرته بحالة انهيار وتم دفنه بمقابر العائلة. وقررت النيابة بإشراف المستشار مصطفى أبو الخير رئيس نيابة الفيوم إعداد تقرير مفصل بسبب الوفاة وتفريغ كاميرات المراقبة الداخلية والخارجية للبنك والتحفظ على المتهم تحت حراسة مشددة داخل مستشفى الفيوم العام وطلب تحريات المباحث حول الواقعة. المتهم يدعى «م. م. ب» 36 سنة «محام حر»، وأكد مسؤول فى فرع بنك مصر أن المتهم تردد على الفرع أكثر من 6 مرات مطالبا بالحصول على عوائد ادخارية لوديعة له وفى كل مرة كان الموظفون يوضحون له أن موعد صرف العوائد لم يحل لكنه كان يتشاجر ويذهب ثم يعود فى اليوم التالى إلى أن وقع الحادث. كان اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارًا من العميد حسن أبو عقرب مأمور قسم شرطة ثان الفيوم يفيد بتلقيه بلاغا من مدير بنك مصر بتشاجر أحد العملاء مع موظفى البنك والاعتداء عليهم. على الفور، انتقلت قوات الشرطة للسيطرة على الموقف وضبط المتهم الذى تبين أنه تشاجر مع الموظفين بسبب مطالبته بعوائد ادخارية قبل حلول موعد صرفها حيث اعتدى على بعضهم وصعد إلى مكتب مدير البنك وحاول الاعتداء عليه وتمكن أفراد أمن البنك وبعض الموظفين من إغلاق باب المكتب عليه بعدما خرجوا جميعا. عند محاولة الشرطة إخراج المتهم من مكتب المدير هاجمهم بسلاح أبيض ما أسفر عن استشهاد العقيد فتحى عبد المنعم سويلم مفتش مباحث قسم ثان بندر الفيوم، وأصابة كل من النقيب عبدالوهاب أشرف الغندقلى معاون مباحث قسم شرطة أول بندر الفيوم والنقيب محمد حسام الدين وأمين شرطة محمد كامل عبد الرحمن وأمين شرطة محمد سيد أحمد وأمين شرطة سعيد جمعة إسماعيل مصاب. أكد مصدر طبى داخل مستشفى الفيوم العام أن حالة أمين الشرطة سعيد بدأت تستقر بعد إجراء عمليتين جراحيتين له لإيقاف نزيف الدم مؤكدا أن فصيلة دمه نادرة. وقالت إسراء مصطفى عميلة بالبنك، شاهدة عيان على الواقعة، إنها ذهبت إلى البنك حوالى الساعة 11 لإنهاء بعض المعاملات الخاصة و«كان فيه عميل يزعق مع الموظفين ويتعامل بعصبية شديدة وصعد للدور الثانى ودخل مكتب مدير البنك وحاول الاعتداء عليه لكن أمن البنك أغلق عليه باب مكتب المدير وتركوه وخرجوا جميعا». تابعت: «مدير البنك اتصل بالشرطة اللى حضرت والعقيد الشهيد فتحى سويلم وحاول تهدئة العملاء المذعورين ونبه على قوة الشرطة بضرورة التعامل بحرفية لكن المتهم هاج وعلا صوته لدى وصول الشرطة الذين قاموا بفتح غاز طفايات الحريق إلا أن المتهم فتح نافذة شباك مكتب المدير وكان يتنفس منها وبعد حوالى عشر دقائق حاول العقيد الشهيد إخراجه بهدوء إلا أن المتهم رفض وعندما حاول رجال الشرطة السيطرة عليه هاجمهم بسلاح أبيض كان فى يده وكان أول من أصيب العقيد الشهيد ورغم أنه كان ينزف دما كان يحاول السيطرة على المتهم وخلال ذلك أصاب عددا من رجال الشرطة الذين لم يتركوه رغم أنه أصاب معظمهم حتى تمكنوا من أخذ السلاح الأبيض منه». وتابعت: «عشنا لحظات صعبة وكانت أصوات البكاء والصراخ تتعالى عند رؤيتنا المتهم يوجه بسلاحه الأبيض طعنات لكل من يقترب منه فقام رجال الأمن والشرطة بإخراجنا من الباب الخلفى للبنك ونحن فى صدمة من هول ما حدث».