«الألتراس»: من «التحرير» إلى «بورسعيد» عام من المواجهات والدم

فى 2 فبراير من العام الماضى، وقف شباب «الألتراس» يحرسون ميدان التحرير، بينما كان البلطجية يقتحمونه بالجمال والخيول محاولين تفريق المتظاهرين داخل الميدان بالقوة، وكان ل«الألتراس» دور فى التصدى لهذا الهجوم، لن ينساه التاريخ، عندما صنعوا بأجسادهم دروعا بشرية لحماية المتظاهرين، وبعد مرور عام كامل على ما سمى «موقعة الجمل»، تعرض شباب «الألتراس» لهجوم أكثر شراسة، هذه المرة فى استاد بورسعيد، الأربعاء ، أثناء لقاء الأهلى والمصرى، فى إطار مباريات الدورى العام، أسفر عن سقوط حوالى 77 ضحية.
كانت «موقعة الجمل» يوما فارقا فى تاريخ ثورة 25 يناير، ليس فقط لسقوط ما يقرب من 11 شهيدا و2000 جريح، بل لأنه كان خطوة كبيرة فى الطريق لإسقاط النظام السابق. ومثلما كان «الألتراس» منظمين فى المدرجات.. كانت لهم فى الميدان مهام محددة أيضا، فمنهم من صنع دروعا من الأخشاب أو قطع المعدن، وآخرون كانوا يجمعون الحجارة، وفريق ثالث تولى نقل المصابين. واشتركت جماهير «الألتراس» بعد ذلك فى كل المواجهات التى نشبت مع الأجهزة الأمنية خلال العام الماضى، واستشهد العديد من شبابهم، سواء فى «ألتراس أهلاوى» أو «الوايت نايتس»، ويعد إسلام بكير، الذى توفى فى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب، 28 يناير 2011، أول شهدائهم، وفى الإسكندرية، استشهد حسين طه، فى اليوم نفسه، كما توفى محمد مكوة، فى مسقط رأسه بالسويس، وجميعهم أعضاء فى «الوايت نايتس».
وفى أحداث شارع محمد محمود، التى نشبت فى نوفمبر الماضى، استشهد شهاب الدين، من «الوايت نايتس»، كما لقى محمد مصطفى، أحد أعضاء «ألتراس أهلاوى»، مصرعه فى أحداث مجلس الوزراء. وفى ذكرى موقعة الجمل، فقد «الألتراس» أكثر من 70 من أعضائه، وأصيب المئات، فى أكبر أحداث عنف شهدتها الملاعب المصرية.