تصاعد النشاط الزلزالي في إثيوبيا خلال الأيام الماضية بشكل كبير. هذا البلد الذي كان يشهد في المتوسط من 3 إلى 6 زلازل سنويًا، سجّل 130 زلزالا خلال 14 يومًا فقط، وسط مخاوف من اندلاع ثورات بركانية نتيجة الهزات المتكررة. وتسبب النشاط الزلزالي الأخير في إثيوبيا في إجلاء نحو 80 ألف شخص بعد سلسلة من الهزات التي ضربت مناطق عفار وروميا وأمهرة يومي الجمعة والسبت، بينها زلزال بقوة 5.8 درجات. إلا أن النشاط الزلزالي الأخير في إثيوبيا، والذي يتركز في منطقة الأخدود الإفريقي العظيم ليس وليد اللحظة بل هو نشط منذ زمن بعيد، وهو نتاج البراكين التي تنشط بين الحين والآخر على فترات زمنية متباعدة تتراوح بين عشرات وآلاف السنين. وقال أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن النشاط الزلزالي في إثيوبيا طبيعي، حيث تعدّ إثيوبيا الدولة الأولى في النشاط الزلزالي في القارة الإفريقية. وأضاف في مقابلة مع قناة «المشهد» أن هذا النشاط يعود إلى وجود الأخدود الإفريقي الذي يقسم الدولة الإثيوبية إلى نصفين، حيث خرجت من هذا الأخدود مجموعة كبيرة من البراكين منها ما هو حديث وعددها نحو 59، ولكن كل هذه البراكين خاملة عدا بركان واحد فقط. وأشار شراقي إلى أن هذه البراكين كانت نشطة خلال فترات زمنية متفاوتة ربما مئات أو آلاف السنين، لافتا إلى أن الهضبة الإثيوبية تكونت في الأساس نتيجة نشاط بركاني كبير. وفي الوقت نفسه، يرى شراقي أن زيادة معدلات النشاط الزلزالي بشكل متتالٍ وعلى فترات متقاربة تطرح الكثير من الأسئلة حول الأسباب والمستجدات التي طرأت على المنطقة لتسبب هذا التطور. وقال إن هذا النشاط ربما يكون مقدمة لزلزال أقوى من الزلازل التي شهدتها إثيوبيا خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن هناك احتمالية لم يتم تأكيدها بالأبحاث العلمية أن يكون حدث تسرب مائي من بحيرة سد النهضة إلى هذه المنطقة من خلال الأخاديد الموجودة في المنطقة. وأوضح أن تحرك المياه بين الكتل الصخرية في جوف الأرض من الممكن أن يؤدي إلى سهولة في الانزلاقات الأرضية، وبالتالي وقوع زلزال. وأكد على ضرورة عمل المزيد من الدراسات العلمية للوقوف على هذه الظاهرة، مضيفا: «قوة الزلازل التي شهدتها إثيوبيا لن تؤثر على سد النهضة، ولكن ما يثير القلق هو احتمالية تعرض المنطقة لزلزال أقوى خلال الفترة المقبلة». وكشف الخبير الجيولوجي أن منطقة القرن الإفريقي هي منطقة زلازل، ولكن إثيوبيا تعد من أكثر المناطق المهددة بوقوع زلازل قوية لأنها ملتقى 3 صفائح تكتونية.