بتوديعها إلى مأواها الأخير، انتهت قصة «شريهان عثمان صدقى» ضحية ميكروباص أسيوط الذى انقلب فى ترعة الإبراهيمية قبل أيام، والتى اختارت الموت وأنقذت طفلتيها. 10 أيام من البحث والقصص الحزينة عن تضحيتها، وكيف أنها طلبت من أحد الذين حاولوا إنقاذها أن ينقذ الطفلتين قبل أن تبتلعها المياه وتفارق الحياة، انتهت بالعثور على الجثمان على بعد أقل من 10 كيلومترات من موقع الحادث على يد صياد أسماك أمام قرية «نزلة سرقنا» دائرة مركز أسيوط. الآلاف من أهالى ديروط الشريف وبعض القرى المجاورة شيعوا، فى الساعات الأولى من صباح أمس، جثمان «شريهان» بعد أداء صلاة الجنازة عليها وسط انهيار أسرتها وزملائها وأصدقائها ومحبيها الذين جاءوا لتوديعها بينما سقطت والدتها مغشيًا عليها. شقيق الضحية مصطفى قال: «10أيام كاملة نبحث عن شريهان فى مياه ترعة الإبراهيمية، والكل كان يرجح أن التيار جرفها بعيدًا فى محافظة أخرى كما حدث مع الضحية الثانية الدكتورة دعاء التى تم العثور عليها فى محافظة المنيا. وأضاف: «شريهان أختى أم عظيمة فقد ألقت بطفلتيها ألما وراما، من شباك الميكروباص عقب انزلاقه فى الترعة لتتمكن من إنقاذ حياتهما قبل أن تغرق هى بلحظات ورغم حزننا على فقدها وفراقها لكننا نفتخر ببطولتها وسنروى لبناتها كيف كانت أمهما سيدة عظيمة». شهود عيان من أسرة الضحية قالوا: «شريهان كانت متوجهة برفقة طفلتيها للكشف الطبى عليهما وأثناء ركوبها فى الميكروباص وهما معها انزلق بسبب عدم شد الفرامل وسقط فى الترعة، ولم تفكر فى نفسها ولكن كان كل همها إنقاذ الطفلتين وألقت بهما من الشباك لتتمكن من إنقاذهما، بينما بقيت هى داخل الميكروباص لتغرق فى قاع الترعة».