شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الثلاثاء، احتفالية إطلاق أول دفعة من الأنسولين المحلي «جلارجين» ممتد المفعول، بالتعاون بين شركة «إيفا فارما» المصرية وشركة «إيلي ليلي» العالمية. وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، خلال كلمته في الاحتفالية، أن الدولة المصرية تولي أهمية قصوى لتوطين صناعة الدواء محليًا، معربًا عن اعتزازه بقدرات شركات الأدوية المصرية التي نجحت في إنتاج الأنسولين، أحد أهم الأدوية الأساسية لمرضى السكري، داعيا إلى مواصلة الجهود لتوسيع نطاق توطين الأدوية، وصولًا إلى إنتاج الأدوية البيولوجية محليًا وفتح أسواق جديدة في القارة الإفريقية. أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الوزير استهل كلمته بتقديم الشكر للحضور وتثمين التعاون بين «إيفا فارما» و«إيلي ليلي» لإنتاج عقار حيوي لمرضى السكري، مؤكدًا أن قطاع الأدوية المصري يعد من الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا، بفضل صناعته الدوائية الراسخة التي تشمل الأدوية البشرية والبيطرية. وأضاف عبدالغفار، أن الوزير أشار إلى أن إنتاج الأدوية محليًا بجودة عالمية مكّن مصر من تصديرها إلى عشرات الدول، ما عزز ريادتها في تصنيع الأدوية المنقذة للحياة. وأثنى الوزير على جهود شركة «إيفا فارما» والشركات الوطنية، مؤكدًا أن توطين صناعة الدواء يمثل قضية أمن قومي، حيث يتم إنتاج 90% من احتياجات الأدوية محليًا، فيما يتم استيراد 10% فقط. وتابع عبدالغفار: أن الوزير ذكر أن 15.5% من المصريين مصابون بالسكري، وهو ما يتوافق مع المعدلات العالمية، لافتًا إلى تأسيس 175 مركزًا متخصصًا لعلاج السكر بجانب المعهد القومي للسكر، موضحًا أن تزايد أعداد المصابين في أفريقيا، والتي تصل حاليًا إلى 24 مليون حالة، ومرشحة للارتفاع إلى 55 مليونًا بحلول 2045، يعكس الحاجة الملحة لتوفير الأدوية بأسعار مناسبة. وأشار إلى أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو تعزيز قدراتها الصحية والدوائية، ما يؤهلها لتكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى المنطقة، مؤكدًا التزام الدولة بتوفير خدمات صحية متكاملة ذات جودة عالية لجميع المواطنين، وتعزيز صناعة الدواء محليًا بهدف تحقيق الريادة العالمية في هذا المجال. واختتم الوزير زيارته بتفقد خطوط الإنتاج، حيث استمع إلى شرح مفصل حول مراحل التصنيع ودورة الإنتاج داخل المصنع. من جانبه أشاد الدكتور رمضان أبوجناح، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة الليبي، بجهود مصر في توطين صناعة الأدوية، مؤكدًا أهمية هذه الخطوة لدعم القارة الإفريقية والدول العربية، لافتًا إلى أن جائحة كورونا كشفت أهمية اعتماد الدول على صناعاتها المحلية لضمان توافر الأدوية الحيوية. ووجه الدكتور بهاء الدين زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، الشكر للدكتور خالد عبدالغفار لدعمه المستمر لتوطين صناعة الدواء، مؤكدا أن الهدف من إنتاج الأنسولين محليًا هو تلبية احتياجات مرضى السكري في مصر، مع السعي لتوسيع الإنتاج ليشمل القارة الإفريقية والشرق الأوسط. وشدد الدكتور على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، على أن إطلاق أول دفعة من الأنسولين المحلي يمثل إنجازًا وطنيًا وخطوة فارقة في مسيرة صناعة الدواء، موضحًا أن هذا النجاح يعكس الجهود المبذولة لتعزيز القدرات التصنيعية الوطنية ودعم الاكتفاء الذاتي وفق توجيهات القيادة السياسية. وأعرب الدكتور وسام منقولة، المدير الإقليمي لشركة «إيلي ليلي» لشمال أفريقيا، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، واصفًا إنتاج الأنسولين المحلي ب«بارقة الأمل» للقارة الإفريقية، موجها الشكر للحكومة المصرية لدعمها توطين صناعة الدواء بما يحقق أهداف القارة في الوصول إلى علاجات عالية الجودة. وقال الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة «إيفا فارما»، إن توطين إنتاج الأدوية الأساسية يمثل نقلة نوعية في تحقيق العدالة الصحية عالميًا، موضحًا أن التعاون مع «إيلي ليلي» يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية لما يقرب من 30 مليون شخص في المناطق محدودة الموارد بحلول 2030. يذكر أنه انطلق التعاون بين الشركتين في ديسمبر 2022 بهدف إنتاج الأنسولين البشري والأنسولين التناظري بشكل مستدام، حيث وفرت شركة «إيلي ليلي»، المواد الفعالة بأسعار مخفضة مع نقل التكنولوجيا لشركة «إيفا فارما»، من خلال هذا التعاون. وتمكنت «إيفا فارما» من إنشاء مصنع جديد لتصنيع المستحضرات البيولوجية، والقيام باختبارات الثبات وإتمام الموافقات التنظيمية اللازمة، ما أسفر عن إطلاق أول دفعة من الأنسولين المحلي «جلارجين» في السوق المصري. وتقدمت الشركتان بطلب للحصول على موافقة هيئة الدواء المصرية لإنتاج الأنسولين البشري، بالتزامن مع السعي للحصول على التأهيل المسبق من منظمة الصحة العالمية لضمان توافق الإنتاج مع المعايير الدولية للجودة.