غضب جماهيرى وليلة حزينة للأهلى

عاشت بعثة الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى ليلة من الحزن الشديد أمس الأول عقب الخسارة أمام باتشوكا المكسيكى فى نصف نهائى كأس إنتركونتيننتال ليضيع حلم خوض نهائى كأس العالم لأبطال القارات ومواجهة ريال مدريد الإسبانى.
وقدم الأهلى مباراة جيدة أمام فريق باتشوكا بطل الأمريكتين وتعادل معه سلبيًا فى الوقتين الأساسى والإضافى للمباراة قبل أن يخسر فى النهاية بركلات الترجيح بنتيجة 5-6 بعد سيناريو غريب.
وتقدم الأهلى بعد أول ركلتى ترجيح 2-0 قبل أن يهدر الثنائى محمود كهربا وعمر كمال عبدالواحد آخر ركلتين للأهلى ليتعادل الفريقان 3-3، ويتم اللجوء إلى ركلة وركلة انتهت بخسارة الأهلى بعد الركلة الثامنة.
وشنت الجماهير فى ملعب 974 فى العاصمة القطرية الدوحة هجومًا عنيفًا على اللاعبين والجهاز الفنى بقيادة كولر فى أرض الملعب، وحمَّلوا المدرب السويسرى مسؤولية الخسارة، كما شهد خروج اللاعبين من أرض الملعب مشادات ومناوشات مع عدد من الجماهير، أبرزها كان مع قائد الأهلى محمد الشناوى.
وعقب العودة إلى فندق الإقامة توجه اللاعبون إلى غرفهم مباشرة استعدادًا للسفر وسيطرت على الجميع حالة من الحزن الشديد، ورفض عدد كبير من اللاعبين تناول وجبة العشاء وتوجهوا مباشرة للمبيت، حيث كان الموعد مع العودة للقاهرة صباح أمس من مطار حمد الدولى الذى ظهر فيه اللاعبون أيضًا، وعلامات الحزن تكسو وجوههم.
وسيطرت على مسؤولى الكرة فى النادى الأهلى بقيادة محمود الخطيب ومحمد رمضان المدير الرياضى للنادى حالة من الاستياء بسبب الطريقة التى أدار بها كولر المباراة، وتحديدًا منذ منتصف الشوط الثانى حتى نهاية المباراة بعد التغييرات التى أجراها، فضلًا عن ترتيب اللاعبين فى تنفيذ ركلات الترجيح وتأخير لاعبين بأعينهم معروف عنهم التميز فى تسديد ركلات الترجيح، خاصة الثنائى عمرو السولية وبيرسى تاو.
وينتظر أن يعقد محمود الخطيب خلال الساعات المقبلة جلسة عاجلة مع السويسرى كولر من أجل معرفة سبب الإخفاق والخسارة بهذا السيناريو الغريب بعد أن كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من المباراة النهائية، فضلًا عن معرفة أسباب تراجع النتائج مؤخرًا لاسيما وأن مباراة باتشوكا كانت الرابعة على التوالى فى مختلف البطولات التى يفشل الفريق فيها فى تحقيق الفوز، وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة.
ووفقًا لمصدر فى النادى الأهلى فإن الخطيب ومسؤولى قطاع الكرة يرون أن أغلبية اللاعبين أدوا ما عليهم وقدموا مباراة جيدة، ولكن عدم التوفيق وسوء الاختيار فى التغييرات وتنفيذ ركلات الترجيح وراء الخسارة.
كما تم الاستقرار على ضرورة تنفيذ طلب محمد رمضان بالتعاقد مع مدير كرة جديد قوى وقريب من اللاعبين للسيطرة على غرفة الملابس، وتحفيز اللاعبين وحل كل مشكلاتهم، وهو ما وضح أن الفريق يفتقده فى الفترة الماضية.
وسيتم التطرق خلال الجلسة مع كولر لكل ما حدث فى المباراة والتغييرات وترتيب تنفيذ ركلات الترجيح وعدم الاستعانة بعدد من اللاعبين بصورة مستمرة، مثل كريم الدبيس الذى تألق رفقة منتخب مصر الأوليمبى ولا يجد له أى دور مع كولر، خاصة بعدما تعرض يحيى عطية الله للإصابة، ورغم ذلك لم يفكر المدير الفنى فى الدفع به.
كما يحسم الخطيب مع كولر الصفقات العاجلة التى يحتاج إليها الفريق، والتى تم الاتفاق مع المدير الفنى عليها، وفى الأولوية التعاقد مع مهاجم وجناحين مميزين وسريعين ومدافع قوى.
من جهته، عبَّر مارسيل كولر، عقب نهاية المباراة مع باتشوكا، عن شعوره بالإحباط نتيجة الخسارة فى نصف ‏نهائى كأس إنتركونتيننتال، موضحًا أن الأهلى خلق العديد من الفرص خلال المباراة، ولكن لم يتم استغلالها بشكل مثالى، لتذهب المواجهة إلى ركلات ‏الترجيح.‏
وأوضح أن اللاعبين لم يحتفلوا مبكرًا أثناء ركلات الترجيح، وأن عامل التركيز كان له دور كبير فى حسم النتيجة.‏
وقال كولر: «ما حدث أمام باتشوكا غير مقبول، من الصعب تقبل الخسارة بهذا الشكل، وقد انتاب بعض اللاعبين الشد العصبى والتوتر الزائد عن الحد، مما كان سببًا فى إهدار ركلات الترجيح».
فيما قال مروان عطية إن لاعبى الأهلى قدموا مباراة كبيرة ولكن لم يكن التوفيق حليفهم، موضحًا: «كنا الطرف الأفضل طوال 120 دقيقة، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية، إلا أن ركلات الترجيح تعتمد على الحظ والتوفيق اللذين لم يكونا من نصيبنا».
وأضاف: «لاعبو الأهلى درسوا باتشوكا بشكل جيد للغاية، والجميع كان يعرف مدى قوته خاصة بعد فوزه بنتيجة كبيرة على بوتافوجو البرازيلى، والتطلعات كانت قوية لخوض المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسبانى، إلا أن التوفيق غاب عن الأهلى بعدما قدم مباراة كبيرة».