مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فجر الأحد، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لخروج العشرات من سجون الأسد ومحاولة قوات الإنقاذ فتح ما وصفوه ب«السجون المحصنة تحت الأرض والتي تضم مئات المحبوسين»، باتت سجون الأسد محط الأنظار حول العالم، ما يطرح تساؤلات حول ما حدث داخل سجون الأسد، وأساليب التعذيب الوحشية التي عانى منها السجناء على مدار السنوات؟. ووفقًا ل صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عانى الآلاف من 72 نوعًا من التعذيب واختفى 157000 شخص، بينما يتم الكشف عن أحداث جديدة كل ساعة. وبحسب شهادات لسجناء سابقين، يقول أحدهم: كان حارسًا يدعى «هتلر» في سجن في قاعدة المزة الجوية بدمشق، وكانت ساديته لا تنضب حتى بمعايير سوريا الأسد، ولقد أطلق على نفسه اسم هتلر وكان يحب تقديم «الترفيه»، ولتسلية ضيوفه على العشاء، كان يجبر السجناء الموجودين تحت مسؤوليته على التصرف كالكلاب أو الحمير أو القطط أو الحيوانات الأخرى. وبحسب الصحيفة، كان أولئك الذين فشلوا في القيام بدورهم يتعرضون للضرب، ويتذكر أحد السجناء السابقين: «كان على الكلب أن ينبح، وعلى القطة أن تموء، وعلى الديك أن يصيح، كان هتلر يحاول ترويضهم، وعندما يربت على كلب كان على الكلب الآخر أن يتصرف بغيرة». وفي سجن المزة، كان الحراس يعلقون السجناء بشكل منتظم على السياج وهم عراة ويرشونهم بالماء خلال الليالي الباردة. وقال السجين: إن أحد الضباط أخبره ذات مرة أن هناك امرأة تصرخ أيضًا في السجن ولكن بعيدًا عن الأنظار كانت والدته، وأحصى 19 من زملائه في الزنزانة ماتوا بسبب المرض أو التعذيب أو الإهمال في شهر واحد. وهناك مشاهد لرجال يحفرون في ألواح فولاذية ليكشفوا عن طبقات من السجناء المنحشرين في الأرض في زنازين مخفية تحت الأرض، ويظهر مقطع فيديو نشر على «X»، مجموعة من السجناء المفرج عنهم وهم يجرون في الشوارع، يسأل أحدهم المصور: «أنا في السجن منذ عشر سنوات. ماذا حدث؟». وقال رجل آخر شهد إطلاق سراح السجناء، إن بعضهم ظل هناك لفترة طويلة لدرجة أنهم اعتقدوا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين – الذي أُعدم في عام 2006– هو الذي حررهم. وبحسب الصحيفة، لا شيء يجسد سادية نظام بشار الأسد الهمجية أكثر من سجونه، لقد كانا رمزًا ووسيلة لوحشية النظام وتكتيكاته القمعية، نتيجة حملتها الممنهجة لاعتقال أي شخص تعتبره عدوًا – سواء كانوا متظاهرين أو مدافعين عن حقوق الإنسان أو معارضين سياسيين أو أطباء عالجوا المتظاهرين أو شخصيات معارضة، فضلًا عن أفراد عائلات. من ناحية أخرى، تزعم الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011، لا يزال أكثر من 157 ألف شخص قيد الاعتقال أو المختفين قسريًا- من بينهم 5274 طفلًا و10221 امرأة، كما تزعم أن أكثر من 15000 شخص لقوا حتفهم تحت التعذيب في ذلك الوقت. وتُظهر لقطات جديدة من داخل أحد السجون جهاز ضغط على الجسم، يعود إلى العصور الوسطى في همجيته، ويبدو أنه تم استخدامه لكسر العظام وإعدام السجناء. ووثقت شبكة حقوق الإنسان 72 طريقة مختلفة لتعذيب النظام، وتشمل صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء أو تعليق الأثقال عليها؛ الحرق بالزيت أو القضبان المعدنية أو البارود أو المبيدات القابلة للاشتعال؛ سحق الرؤوس بين الجدار وباب الزنزانة؛ إدخال إبر أو دبابيس معدنية في الأجسام؛ حرمان السجناء من الملابس والاستحمام والمراحيض وما إلى ذلك. من هي مريم خليف؟ نقلًا عن صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، سُجنت مريم خليف لتزويدها الإمدادات الطبية للمتمردين، احتُجزت في زنزانة في الطابق السفلي مساحتها ثلاثة أقدام مربعة كانت تضم ست نساء أخريات. وعلق الحراس مريم خليف على الجدران وضربوها، وتزعم أنها رأت ذات مرة سجينًا يشكو من الجوع، لكن الحراس حشووا وجهه بالبراز. وكان العنف الجنسي متوطنًا، وتعرضت مريم للاغتصاب مراراً وتكراراً، وتقول شبكة حقوق الإنسان: «في منتصف الليل، كانوا يأخذون الفتيات الجميلات إلى العقيد سليمان جمعة، رئيس فرع أمن الدولة السورية 320 في حماة، لاغتصابهن، وكان هو وأصدقاؤه يعتدون عليهم في غرفة نوم مجاورة لمكتبه المزين بصورة الأسد، كما كانوا يرشون العرق – وهو مشروب كحولي قوي – على الضحايا. ومع فراغ السجون، يشعر السوريون في كل مكان باليأس للحصول على أخبار عن أحبائهم- العديد منهم مفقودون منذ سنوات. سجن صيدنايا: يعتبر سجن صيدنايا هو المثال الأمثل لوحشية الأسد الصناعية، ويقع خارج دمشق، على تلة وتمتد على مساحة 1.4 كيلومتر مربع – أي ما يعادل 184 ملعب كرة قدم – ومحاطة بحقلي ألغام. ووفقاً لتقرير لمنظمة العفو الدولية لعام 2017، قتل الآلاف في عمليات شنق جماعية في صيدنايا، والتي وصفتها بأنها «مسلخ بشري»، حيث يُقتل ما بين 20 إلى 50 شخصاً كل أسبوع، عادة في ليلتي الاثنين والأربعاء. وقدرت منظمة العفو الدولية أنه تم إعدام ما بين 5000 و13000 شخص بين سبتمبر2011 وديسمبرالأول 2015. وتم إرسال السجناء إلى «المحاكمة» في إحدى المحكمتين الميدانيتين في مقر الشرطة العسكرية في حي القابون بدمشق، وستستغرق هذه المحاكمات «من دقيقة إلى ثلاث دقائق» ولم تكن أكثر من محاكاة ساخرة للإجراءات القانونية الواجبة. وفي يوم الإعدام، أُخبر السجناء أنهم سيُنقلون إلى سجن مدني في مكان آخر، ولكن بدلاً من ذلك تم نقلهم إلى الطابق السفلي وتعرضوا للضرب المبرح، قبل نقلهم إلى مركز احتجاز آخر داخل صيدنايا لشنقهم. وتم احتجاز بعض الضحايا تحت الأرض في زنزانات الحبس المتجمدة المصممة لشخص واحد بأبعاد 8 × 5 أقدام، ولكنها تستوعب ما يصل إلى 15 شخصًا في المرة الواحدة.