التفاصيل الكاملة لاتهام طبيبة نساء بكشف أسرار غير مشروعة.. وتحرك عاجل من 3 جهات رسمية

تحت عنوان «التوعية الاجتماعية»، أشعلت الطبيبة وسام شعيب، أخصائية النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار، مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من الجدل الكبير بعد نشرها لمقاطع فيديو عبر حسابها على «فيسبوك»، حيث تحدثت عن قصص لعدد من المريضات، متناولة حالات حمل غير شرعي وفضحت ما اعتبرته واقعًا مؤلمًا يشهده المجتمع المصري، والذي قالت إنه يجب توعية الأهل بشأنه.
الطبيبة وسام أكدت في تصريحاتها المتعددة أن الهدف الأساسي من الفيديو لم يكن السعي وراء الشهرة أو جذب المتابعين، بل رغبتها في دق ناقوس الخطر بشأن قصص ترى أنها قد تتكرر بسبب غياب التوعية الأسرية، وأن نشرها للفيديو جاء بدافع صادق لحماية الفتيات الصغيرات.
وأكدت وسام في تصريحات نشرتها عبر حسابها أن نيتها كانت إبراز مشاكل حقيقية، مشيرة إلى أنها رفضت عروضًا من إعلاميين وصحفيين حاولوا التواصل معها بعد انتشار الفيديو، حيث أرادت أن تكون رسالتها موجهة إلى الأهل بشكل مباشر. ورغم الانتقادات الحادة التي طالتها، أشارت إلى أن هناك ردود فعل إيجابية أيضًا، حيث أبدى بعض الأشخاص استعدادهم للتبرع لأطفال ولدوا في ظروف غير شرعية، مؤكدة أن هذا التفاعل الإيجابي كان كافيًا لتشعر بأن رسالتها قد وصلت إلى المجتمع.
لكن النقطة الأبرز في القضية تمثلت في الاتهامات الموجهة إليها بانتهاك خصوصية المرضى، حيث قالت الدكتورة وسام إنها لم تذكر أي تفاصيل شخصية تخص الحالات التي تحدثت عنها في الفيديو، وإنها لم تتجاوز إطار الحديث العام عن أمثلة تشبه ما يتم عرضه في البرامج الطبية أو القانونية في وسائل الإعلام. وأضافت أنها تحترم كل من انتقدها بشكل مهذب، مشيرة إلى أن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي، وأن رسالتها كانت تهدف فقط إلى خدمة المجتمع.
مع انتشار الفيديوهات، تصاعد الجدل حول مدى التزام الطبيبة بأخلاقيات المهنة، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية للتحرك، حيث ألقت القبض عليها ووجهت إليها تهمًا تتعلق بانتهاك الخصوصية وإثارة الرأي العام، النيابة الإدارية بدورها أصدرت بيانًا أعلنت فيه أنها بصدد التحقيق في محتوى الفيديو للتحقق مما إذا كان يشكل خرقًا لأخلاقيات مهنة الطب واعتداءً على حقوق المريضات، حيث أوضحت أن الواقعة تتطلب النظر الدقيق لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات التي تمس ثقة المرضى بأطبائهم.
نقابة الأطباء هي الأخرى لم تتأخر عن التدخل، حيث أعلنت عن تلقيها شكاوى من عدة جهات تتهم الطبيبة بالتشهير بالمرضى واستخدام ألفاظ لا تتناسب مع قواعد وآداب مهنة الطب. وأكدت النقابة أنها بدأت تحقيقًا رسميًا عبر لجنة آداب المهنة، حيث أبدت استنكارها لأي أفعال فردية تسيء للمهنة وتضر بالمجتمع. النقابة شددت على أن أي طبيب يثبت تجاوزه لآداب المهنة سيواجه إجراءات صارمة قد تصل إلى شطبه من النقابة.
وفيما يتعلق بالانتقادات الدينية التي طالتها، صرحت وسام أنها استندت إلى التعاليم الإسلامية في تناولها لقضايا الزنا وحمل السفاح، مضيفة أنها أرادت تسليط الضوء على مساوئ هذه الظواهر التي وصفتها بالخطيرة، والتي تعتقد أنها تتزايد في المجتمع المصري. وأوضحت أنها تسعى لحماية حقوق الأطفال الأبرياء الذين قد يجدون أنفسهم في ظروف قاسية أو ينتهون في دور رعاية بسبب ممارسات غير قانونية.
كما ردت الطبيبة على اتهامها بتشجيع العنف ضد الأطفال بقولها إن حديثها كان يستند إلى تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التربية السليمة، موضحة أنها لم تكن تدعو إلى العنف بل كانت تدعو إلى تربية سليمة ومتابعة دقيقة للأبناء. وبررت موقفها بقولها إن البعض قد يفسر كلماتها بحسب هواه، لكن نيتها كانت واضحة وتهدف إلى الإصلاح.
وفي نهاية المطاف، وبعد تصاعد الحملة الإعلامية والمجتمعية ضدها، قررت الطبيبة وسام شعيب حذف الفيديو من حسابها، رغم أنها كانت قد أكدت في البداية أنها لن تحذفه، موضحة أن هدفها كان توعية المجتمع وحماية الأطفال من عواقب العلاقات غير الشرعية.
وقامت الأجهزة الأمنية بالقبض على الدكتورة وسام شعيب، بتهمة نشرها فيديوهات مثيرة للجدل عبر حسابها على «فيسبوك»، وأكد في بيان لها أنها قامت بتحرير محضر بالواقعة وإحالتها إلى النيابة العامة بتهمة انتهاك لخصوصية المرضى.