«الأحمر يشعرك بالجوع والأزرق يخفض الضغط».. تعرف على تأثير الألوان عليك

أكد علم نفس أن للألوان تأثير كبير على سلوكياتنا وعواطفنا، فبينما تحفز الألوان الدافئة الطاقة والإبداع، تعزز الألوان الباردة الهدوء والاسترخاء، مما يؤثر على ردود أفعالنا، وهو ما يستغلها العاملون في مجال الدعاية والتسويق، فمثلا اللون الأحمر يحفز لدينا مشاعر الجوع، لذا فلا تستغرب إن وجدت معظم طلاء المطاعم من الداخل باللون الأحمر.
الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقال تحفز الطاقة والجوع
فمن المعروف أن الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر تحفز الشعور بالطاقة والإبداع وحتى الجوع، وهذا ليس مصادفة، إذ غالبًا ما تدمج المطاعم هذه الألوان في تصميماتها لإثارة التفاعلات الحيوية وزيادة الشهية.
وبحسب ما جاء بموقع «تايمز أوف إنديا» فيمكن للون الأحمر وحده أن يزيد من معدل ضربات القلب ويكثف المشاعر ولهذا السبب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحب والعاطفة، ولكن أيضًا بالحذر والخطر.
الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر تعزز الهدوء
من ناحية أخرى، تعمل الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر والأرجواني على تعزيز الهدوء، وتُفضّل هذه الألوان في الأماكن المصممة للاسترخاء، مثل غرف النوم أو المنتجعات الصحية، نظرًا لخصائصها الهادئة.
اللون الازرق يخفض ضغط الدم
وقد ثبت أن اللون الأزرق يخفض ضغط الدم وينظم التنفس، مما يجعله الخيار الأفضل للمساحات التي تخفف التوتر، ويرمز اللون الأخضر، الذي يرتبط غالبًا بالطبيعة، إلى النمو والتوازن، ويضيف الانسجام إلى البيئات مثل المستشفيات ومراكز العافية.
اللون الأبيض يرتبط بالحداد في الثقافات الآسيوية
وبعيدًا عن علم الأحياء، فإن التفسيرات الثقافية تشكل استجاباتنا للألوان، ففي المجتمعات الغربية، قد يمثل اللون الأبيض النقاء بينما يرمز في العديد من الثقافات الآسيوية إلى الحداد، واللون الأحمر هو منارة الحظ في الصين، ولكنه لون تحذيري في أماكن أخرى، ولهذا فإن علاقتنا العاطفية بالألوان ليست علمية بحتة، بل هي مزيج من التأثير الثقافي والخبرة الشخصية.
الألوان في عالم الموضة والتصميم
في عالم الموضة والتصميم، تتزايد قوة اللون في تحسين الحالة المزاجية ويستخدم مصممو الأزياء ومصممو الديكور الداخلي الألوان كأداة لخلق أجواء وتأثير على القرارات.
استخدام الألوان في التسويق
وفي التسويق، تلعب الألوان دورا استراتيجيا بنفس القدر؛ فغالبًا ما تختار العلامات التجارية للوجبات السريعة اللونين الأحمر والأصفر لتحفيز الجوع والشعور بالإلحاح، وتظهر الدراسات أن الأجواء الحمراء تشجع على اتخاذ القرارات السريعة، في حين تعزز الأجواء الزرقاء التأمل المدروس.
إن فهم هذه التأثيرات من خلال علم نفس الألوان يمكن أن يساعدنا في اتخاذ خيارات مدروسة لمحيطنا وأسلوبنا الشخصي سواء كان ذلك طلاء غرفة أو اختيار ملابس، وكل خيار يمكن أن يعزز بشكل خفي تجربتنا اليومية من خلال تحديد نغمة تفكيرنا.
في النهاية، عندما نختار الألوان، فإننا لا نقوم فقط بتزيين المكان بل إننا نشكل طريقة تفاعلنا مع بيئتنا ،فالألوان المناسبة يمكن أن تجعلنا نشعر بمزيد من التفاؤل والإنتاجية والاسترخاء، مما يؤثر على كيفية تعاملنا مع أنفسنا واستجابتنا للعالم من حولنا. لذا، في المرة القادمة التي تختار فيها الألوان التي ستملأ مساحتك، تذكر أنك تخلق جوا يمكن أن يبعث على البهجة أو التهدئة أو تنشيط الطاقة، مما يجعلها طريقة قوية وبسيطة لضبط الحالة المزاجية لكل يوم.