وزير الخارجية الإيراني في حوار خاص ل«المصري اليوم»: إسرائيل تطرح «بلدية فلسطينية» بلا سيادة

قال وزير الخارجية الإيراني في حوار خاص ل«المصري اليوم»، إن بلاده بلاده تدعم حل الدولة الواحدة، كحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية معللا ذلك بأن حل الدولتين بالمفهوم الإسرائيلي لن يكون عادلا بل تطرح إسرائيل«بلدية أو دويلة فلسطينية» بلا سيادة وبلا جيش ولا دبلوماسية مستقلة.
واعتبر عراقجي أن المفهوم الإسرائيلي ل«حل الدولتين» ذلك لن يجلب سلاما مستداما للمنطقة إنما سيؤجج الصراعات، كما ألمح لتفاعل إيران مع الرؤى الدولية التي تدفع نحو عالم متعدد الأقطاب مؤكدا أفول الهيمنة الأمريكية على العالم، مشددا على ضرورة التعويل على حل مستدام وعادل للقضية العادلة.
وأضاف «عراقجي» الذي يزور مصر ضمن جولة في المنطقة بدأها الأسبوع الماضي وسط ضغوط كبيرة على إيران، في لحظة فارقة تواجه فيها منطقة الشرق الأوسط خيارات صعبة واحتمالات مفتوحة حول حرب شاملة:«نعتقد بأن حل الدولتين لن يؤدي إلى إرساء سلام مستدام في المنطقة، وموقفنا هذا قد يكون مختلفًا عن موقف ورؤية العديد من الدول الأخرى، لكن وجهة نظرنا أن أفضل طريقة لإرساء الأمن والسلم المستدام في المنطقة هو حل القضية الفلسطينية على أساس»دولة واحدة«ديموقراطية على الأراضي الفلسطينية.
وتابع: «وفي مثل هذه الدولة يتعايش جميع السكان الأصليين الفلسطينيين، كيلمون ومسيحيون جنبا إلى جنب مع اليهود، وعلى أساس استفتاء هؤلاء السكان الأصليون يجرى تقرير مصيرهم ومستقبلهم عبر صناديق ديموقراطية. هذه الفكرة ليست غريبة بل حققت نجاحا حين جرى إنهاء الفصل العنصري»ابارتهايد«في جنوب أفريقيا واليوم يعيش البيض والسود جنبا إلى جنب في ظل نظام ديموقراطي.»
واستطرد بأن أما سيناريو الدولتين سيؤدي إلى استمرار التوترات بين الدولتين المحتملتين، وبالتالي استمرار الصراع«موضحا أن :» هذا الموقف منا انطلاقا من معطيات وله مبررات، لأنهم لا يريدون دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة إنما يطرحون نموذجا ل«بلدية فلسطينية» أو دويلة صغيرة لا تتمتع بسيادة مستقلة، بل تفتقر للسيادة ولن يكون لها جيش ولا سيادة مستقلة أو دبلوماسية مستقلة، هذا ما يقصدونه من طرحهم«دولتين»، وليس دولة حقيقية؛ لذا علينا أن نعول على حل الدولة الواحدة الديموقراطية بدلا عن التسليم بحل الدولتين، ولكن في النهاية نحن ندعم أي قرار يتخذه الفلسطينيين بأنفسهم، فقط نطرح رؤيتنا.«
وتابع في حواره ل«المصري اليوم»- الذي أجريناه قبل ساعات من اغتيال السنوار-أكد وزير الخارجية الإيراني أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة «بالغة الخطورة» تتطلب تنسيقًا إقليميًا عاجلًا لردع «جرائم الكيان الصهيوني».
وتقلد منصبه في ظرف استثنائي وتوقيت بالغ الحساسية، حيث تواجه بلاده تصعيدًا إقليميًا غير مسبوق مع إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك تزامنا مع التحديات والسيناريوهات «بالغة الخطورة» التي تواجه منطقة الشرق الأوسط مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد التوترات في لبنان في ضوء تمدد الحرب الإسرائيلية إلى الجنوب اللبناني.