في صباح يوم مشمس، تقدمت ربة منزل تدعى «مريم» بخطى متثاقلة نحو بوابة محكمة الأسرة في القاهرة. مريم، التي تبلغ من العمر 32 عامًا، لم تتوقع يومًا أن تجد نفسها واقفة في هذا المكان، ترفع دعوى خلع ضد زوجها الذي ظنت يومًا أنه سيكون شريك حياتها الأبدي. لكنها اليوم هنا، تطالب بالخلاص من حياة مليئة بالمعاناة والقهر. تزوجت مريم منذ خمس سنوات في حفل بسيط، وكانت تحلم بحياة هادئة ومستقرة مع زوجها «أحمد». في البداية، كان كل شيء يسير بشكل جيد، لكن مع مرور الوقت بدأت الضغوط العائلية تظهر، تحديدًا من والدة أحمد. تلك الضغوط بدأت تتفاقم مع مرور السنة الأولى من الزواج دون أن تُرزق مريم بطفل. شعرت بالقلق، لكنها كانت متفائلة. إلا أن حماتها لم تكن متفائلة بالمرة. تقول مريم وهي تجلس في قاعة المحكمة، تتحدث بصوت مليء بالحزن: «كانت حماتي لا تترك فرصة إلا وذكرتني فيها بأني لم أُنجب. كان الأمر مؤلمًا جدًا، لكنني كنت أحاول أن أتجاهل تلك الكلمات حتى لا أخسر بيتي. ولكن الأمور بدأت تتغير عندما بدأ زوجي يردد نفس الكلام.» وافقت سارة على ذلك، وقامت بإجراء الفحوصات المطلوبة، لكنها لم تُبلّغ بالنتائج، فقد أخذت حماتها الفحوصات من مركز التحليل وقاموا بتزويرها، بعد أيام، أخبرتها حماتها بالخبر الذي هزّ كيانها: «التحاليل والأشعة أظهرت أنك عاقر.» وتواصل مريم حديثها وهي تحاول كبت دموعها: «بدأت حماتي وزوجي يعايروني دائمًا بأنني عاقر، وكأنني مذنبة. كانت الكلمة تتردد على مسامعي في كل نقاش، في كل لحظة.» لم تكن مريم وحدها من تحمل الألم، بل كانت والدتها تقف بجانبها وتحاول أن تجد حلًا. بإصرار من والدتها، قررت مريم زيارة طبيب آخر للحصول على رأي ثانٍ. بعد سلسلة من الفحوصات والتحاليل، جاءت النتيجة صادمة بالنسبة لمريم: «أخبرني الطبيب أنني لا أعاني من أي مشاكل صحية.» استغربت مريم الأمر، ولم تصدق في البداية، لكنها بدأت تشعر ببصيص من الأمل. عادت مريم إلى منزلها محملة بالأمل، لكنها وجدت جدارًا من الرفض عندما طلبت من زوجها أن يجري الفحوصات اللازمة. كان رفضه قاطعًا وغير مبرر. «رفض زوجي تمامًا أن يقوم بأي فحوصات، كان مقتنعًا أن المشكلة عندي فقط، واستمر في معايرتي والتقليل من شأني أمام أسرته.» مرت الأيام والأسابيع، وبدأت العلاقة بين مريم وزوجها تتدهور تدريجيًا. لم يعد المنزل ملاذًا للراحة، بل تحول إلى ساحة معركة يومية. ومع استمرار التهكمات والإهانات، قررت مريم أن تنهي هذا الزواج الذي لم يعد يحقق لها أي سعادة. تقول مريم: «بعد 5 سنوات من الإهانة والتعب النفسي، لم يعد لديّ خيار آخر سوى الخلع. شعرت أنني يجب أن أستعيد كرامتي