بعد 365 يومًا على 7 أكتوبر.. أبرز نجاحات عمليات حماس ودلالة «المثلث المقلوب» (قدرات قتالية)

فجر 7 أكتوبر 2023، هاجمت فصائل فلسطينية، تتقدمها حركة حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة «غلاف قطاعها»، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردًا على جرائم الاحتلال المستمرة منذ عشرات السنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى.
شن الاحتلال عدوانا غير مسبوق ضد القطاع، ودخل جنوده في وحل الهزائم والخسائر، إذ استقبلته «حماس» وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، بتكبيده الخسائر منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه القطاع، مستخدمة الكمائن النوعية، من خلال تفخيخ عيون الأنفاق، وتفجير حقول للألغام، ومباغتة قواته وآلياته.
وتنوعت قذائف «كتائب القسام» من «الياسين 105» وال«TBG»، وعبوات سجيل، وغيرها من القذائف والصواريخ، بل أعادت استخدام صواريخ الجيش الإسرائيلي التي أطلقت ضد مدنيي غزة ولم تتفجر، ووجهتها ضد الجنود والآليات الإسرائيلية، إلى جانب المواجهة المباشرة «المسافة صفر» التي كانت تنفذها «حماس» ضد جيش الاحتلال من مسافة لا تتعدى السنتيمترات.
كمين الشجاعية
في ديسمبر من العام الماضي، -في حصيلة هي الأقسى من نوعها-، أعلن جيش الاحتلال، عن مقتل 10 من جنود وضباط لواء النخبة «جولاني» خلال معارك حي الشجاعية شمال قطاع غزة مساء الثلاثاء 12 ديسمبر، وكانت مجموعة من اللواء جولاني اقتحمت أحد المباني في الحي المذكور، لتقع في كمين لحركة حماس.
كمين المغازي
أسفرت عملية لحركة حماس في مخيم المغازي وسط قطاع غزة عن مقتل 21 عسكريًا إسرائيليًا، أعلنها جيش الاحتلال، ووصفها بأنها الأصعب منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في 27 أكتوبر الماضي، حيث احترق جنود إسرائيليين في استهداف ناقلة جند.
وفي يونيو الماضي، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري ل«حماس»، تنفيذ كمين مُركَّب ضد آليات الاحتلال في تل السلطان غربي رفح جنوبي القطاع.
وأوضحت «القسام» أنها استهدفت جرافة من نوع «دي 9» بقذيفة «الياسين 105» في الحي السعودي بتل السلطان، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح، وفور وصول قوة إنقاذ استهدفنت ناقلة جند من نوع نمر بقذيفة «الياسين 105» مما أدى إلى تدميرها ومقتل جميع أفرادها.
وأقر جيش لاحتلال بمقتل 8 جنود بتفجير ناقلة الجند، وقال إن من بين القتلى نائب قائد سرية في لواء «الهندسة 601»، إذ أفاد الإعلام العبري حينها أن ناقلة الجند استُهدفت أثناء تحركها، مضيفة أن جيش الاحتلال استغرق ساعتين للوصول إليها.
قصف تل أبيب
في أكتوبر 2023، قصفت «القسام» تل أبيب بوابل من الصواريخ ردًا على استهداف المدنين في قطاع غزة.
وعلى إثر صواريخ «القسام»، أطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ بمنطقة تمتد من أسدود جنوبًا إلى هرتسليا شمالاً مرورًا بتل أبيب ومنطقة وسط إسرائيل، حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن طائرة ركاب إسرائيلية كانت قادمة من العاصمة الإسبانية مدريد، اضطُرت لإلغاء الهبوط في مطار بن جوريون.
ومع دخول الدقائق الأولى من عام الجديد 2024 نشرت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر إطلاق رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب وضواحيها، وسط تكبير واحتفالات الأهالي.
وفي مايو، أعلنت أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة.
وفي أغسطس، قصفت «القسام» تل أبيب بصاروخ من طراز «مقادمة إم 90» ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين وتهجير الشعب الفلسطيني.
ودوت صفارات الإنذار، حينها في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، حيث تم رصد صاروخ أطلق من جنوب قطاع غزة وسقط، وفقا لما أعلنه جيش الاحتلال حينها.
وإلى جانب كتائب القسام، دأبت فصائل أخرى، أبرزها، سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، على تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال، وإيقاعها القتلى والجرحى في صفوفه.
المثلت المقلوب
ارتبطت علامة «المثلث المقلوب» بعمليلت «القسام»، والتي استخدمته للإشارة إلى أهدافها من جيش الاحتلال، حتى بات رمزًا لها، وعن دلالة الرمز، أشار البعض إلى أن العلامة تشبه المثلث الموجود بالعلم الفلسطيني، ولكن لا يوجد شئ رسمي للتأكيد على ذلك.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن 726 جنديًا إسرائيليًا قتلوا، بينهم 346 قتلوا في المعارك داخل غزة، مشيرًا إلى أن 13200 صاروخ انطلقوا على إسرائيل من غزة.
كان قد قال أبوعبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، إن عدد قتلى وخسائر الجيش الإسرائيلي أكثر بكثير مما يعلنه الاحتلال.
وبعد مرور عام على عدوان الاحتلال على قطاع غزة، ردًا على 7 أكتوبر، لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وهو ما يقر به سياسيون إسرائيليون، فلا أنفاق مُحيَّت ولا المقاومة مازالت مستمرة.