يحتفل أسطورة الكرة السويدية السلطان زلاتان إبراهيموفيتش، نجم ميلان الإيطالي السابق، اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024، بعيد ميلاده الثالث والأربعين. بدأ إبراهيموفيتش مسيرته الكروية في فريق الشباب بنادي مالمو السويدي، عام 1995، ثم تم تصعيده إلى الفريق الأول عام 1999 واستمر معهم حتى 2001، وسجل 18 هدفًا في 47 مباراة. وفي عام 2001 انتقل إلى آياكس أمستردام الهولندي في صفقة قُدرت ب 8 مليون يورو- وهو رقم كبير للغاية آنذاك- ولعب تحت قيادة المدرب الهولندي رونالد كومان، وسجل 35 هدفًا في 74 مباراة، وتُوج معهم بالدوري الهولندي مرتين، وكأس هولندا مرة، وشكَلَ ثنائية قوية مع النجم المصري أحمد حسام ميدو. رحلة جديدة في الكالتشيو انتقل إبرا في صيف 2004 إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل 16 مليون يورو، وسجل 23 هدفًا في 70 مباراة، وتُوج بالدوري عامي 2004 و2005، قبل أن يتم سحب اللقبين من السيدة العجوز بعد فضيحة المراهنات، وهبط الفريق إلى الدرجة الأدنى. ورفض زلاتان ووكيله الشهير مينو رايولا البقاء مع يوفنتوس في الدرجة الثانية، ليرحل إلى الغريم التقليدي إنتر ميلان في أغسطس 2006، مقابل 25 مليون يورو، وحقق مع النيراتزوري لقب الدوري ثلاثة مرات أعوام 2007 و2008 و2009، والسوبر المحلي 2006 و2008، وسجل 57 هدفًا في 88 مباراة. رحلة لم تكتمل مع برشلونة انتقل إبراهيموفيتش إلى برشلونة الإسباني صيف 2009، في صفقة أثارت جدلًا كبيرًا، حيث تم استبداله بالنجم الكاميروني صامويل إيتو مهاجم البارسا في ذلك الوقت، بالإضافة إلى 30 مليون يورو قام مسؤولو برشلونة برئاسة خوان لابورتا بسدادها إلى ماسيمو موراتي مالك نادي إنتر. ولعب إبرا 29 مباراة بقميص البلوجرانا، وسجل 16 هدفًا، وتُوج معهم بالدوري، كأس العالم للأندية، السوبر الأوروبي، والسوبر المحلي، ورحل بعد خلافاته المتكررة مع بيب جوارديولا مدرب الفريق في ذلك الوقت، والمدير الفني الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي. وفي أغسطس 2010 انتقل إلى ميلان الإيطالي، ولعب بقميص الروسونيري 61 مباراة وسجل 42 هدفًا، وحقق لقب الدوري مرتين، والسوبر المحلي مرة. مشروع باريس سان جيرمان أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في يوليو 2012 تعاقده مع زلاتان إبراهيموفيتش بعد قدوم ناصر الخليفي إلى نادي العاصمة الفرنسية، ورغبته في وضع النادي على الطريق الصحيح. ونجح إبرا في قيادة الفريق الباريسي لتحقيق أربعة ألقاب للدوري، ولقبين لكأس فرنسا، و3 ألقاب لكأس الرابطة الفرنسية، ولعب 180 مباراة سجل خلالها 156 هدفًا. التجربة الأولى في البريميرليج انتقل زلاتان إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2016 بناءً على رغبة البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق في ذلك الوقت، ولعب مع الشياطين الحمر 53 مباراة، مسجلًا 30 هدفًا. وقاد إبرا، مانشستر يونايتد لتحقيق لقب اليوروبا ليج، وكأس الرابطة الإنجليزية، وكأس الدرع الخيرية. وفي مارس 2018 انتقل إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي، وخاض مع الفريق 58 مباراة، وسجل 53 هدفًا. العودة إلى ميلان عاد السلطان إبراهيموفيتش إلى ميلان في ديسمبر 2019 وسجل 33 هدفًا في 60 مباراة، ونجح في إعادة الألقاب للروسونيري بعد غياب 10 أعوام، حيث قاد الفريق لحصد لقب الدوري فور عودته. وفي يونيو 2023 أعلن السلطان اعتزاله اللعب نهائيًا، وودعته جماهير ميلان في اللقاء الختامي أمام هيلاس فيرونا، لكنه عاد للعمل بمجلس إدارة النادي. منتخب السويد لعب إبراهيموفيتش 121 مباراة بقميص المنتخب السويدي، وسجل 62 هدفًا، وشارك في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وقاد المنتخب لتصدر المجموعة السادسة برصيد 5 نقاط، رغم وجود إنجلترا والأرجنتين ونيجيريا في المجموعة ذاتها، لكن المنتخب السويدي ودع المونديال في دور الستة عشر بعد الهزيمة أمام نظيره السنغالي 1-2. وشارك إبرا في كأس العالم 2006 بألمانيا وقاد السويد للتأهل كوصيف للمجموعة الثانية التي كانت تضم إنجلترا وباراجواي، بالإضافة إلى منتخب ترينداد وتوباجو، لكن المنتخب السويدي ودع المونديال في دور الستة عشر، بعد هزيمته أمام صاحب الأرض والجمهور المنتخب الألماني بثنائية لوكاس بودولسكي الذي حصد جائزة أفضل لاعب شاب في المونديال. كما شارك زلاتان في يورو 2004 بالبرتغال، وسجل هدفًا أمام بلغاريا في المباراة الأولى التي حسمها المنتخب السويدي بخماسية نظيفة، ثم سجل هدفاً رائعاً «بالكعب» أمام إيطاليا في المباراة الثانية، وقاد بلاده لصدارة المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط، ثم ودع البطولة في دور الثمانية بعد الخسارة أمام الطواحين الهولندية بركلات الترجيح، وحقق المنتخب اليوناني اللقب آنذاك على حساب البرتغال بهدف أنجيلوس خارستياس. وشارك زلاتان في يورو 2008 التي أقيمت في سويسرا والنمسا، ورغم تسجيله هدفاً في مرمى اليونان وأخر في اسبانيا، إلا أن المنتخب السويدي ودع البطولة من الدور الأول، ثم شارك في يورو 2012 ببولندا وأوكرانيا، وسجل خلالها هدفين، الأول في أوكرانيا، والثاني في فرنسا بطريقته الرائعة المعتادة «خلفية مزدوجة»، لكن السويد ودعت البطولة من الدور الأول. وفي يونيو 2016 اتخذ قراره باعتزال اللعب الدولي، قبل أن يعدل عنه في مطلع 2018 بعد تأهل المنتخب السويدي إلى كأس العالم بروسيا، أملأ أن يتواجد في المونديال، إلا أن المدرب ياني أندرسون فاجأ الجميع بعدم استدعاء السلطان إلى قائمة السويد للمونديال، ورغم غياب إبرا عن مونديال روسيا إلا أن المنتخب ظهر بشكل أفضل من النسختين اللتين شارك فيهما، وخرج من الدور ربع النهائي أمام الإنجليز بثنائية هاري ماجواير وديلي ألي. جوائز فردية لإبراهيموفيتش عاد زلاتان إبراهيموفيتش في مارس 2021 إلى صفوف المنتخب السويدي، بقرار من المدرب ذاته الذي استبعده من كأس العالم 2018، ليعلق إبرا على القرار بأسلوبه الساخر المعتاد، حيث نشر صورة له بقميص منتخب بلاده معلقاً: «لقد عاد الأسطورة». و نال السلطان العديد من الجوائز الفردية، حيث حصد جائزة القدم الذهبية عام 2012، كما حصد جائزة بوشكاش كأفضل هدف عام 2013 عن هدفه الشهير في مرمى جو هارت حارس مرمى المنتخب الإنجليزي. ورغم جميع الألقاب التي حققها السلطان في مسيرته، إلا أن «النحس» ظل يلاحقه في التتويج بذات الأذنين دوري أبطال أوروبا، وهو أمر غريب سخرت منه الصحف العالمية، إلا أن إبرا علَق على ذلك الأمر بغروره المعتاد بشكل كوميدي قائلاً: «ربما لا يريد هذا اللقب أن يدخل التاريخ ويعانق زلاتان». وفي 2008 أبدى مسؤولو مانشستر يونايتد الإنجليزي اهتمامهم الشديد بضم زلاتان وفقاً لرؤية السير أليكس فيرجسون المدير الفني للفريق في ذلك الوقت، إلا أن اللاعب فضَل البقاء في صفوف إنتر ميلان، فحقق مانشستر يونايتد لقب دوري أبطال أوروبا. وفي 2009 ومع الطفرة الكبيرة التي أحدثها بيب جوارديولا مع برشلونة ونجح في قيادتهم للتتويج بلقب دوري الأبطال على حساب مانشستر يونايتد، تعاقد النادي مع إبراهيموفيتش في الموسم التالي قادماً من إنتر ميلان، في صفقة تبادلية انتقل على إثرها الكاميروني صامويل ايتو إلى النيراتزوري. وفور رحيل إبرا عن الإنتر، حقق الفريق لقب دوري أبطال أوروبا بعد غياب 45 عامًا، تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، والطريف في الأمر أن إنتر بوجود صامويل ايتو أقصى برشلونة بحضور إبراهيموفيتش في الدور نصف النهائي. ورحل إبرا عن برشلونة وانتقل إلى إيه سي ميلان بحثاً عن التتويج بذات الأذنين مع الروسينيري صاحب السبعة ألقاب، وفور رحيل إبرا عن برشلونة، نجح رفاق ليونيل ميسي في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 2011 أمام مانشستر يونايتد. ورغم اعتياده على إثارة الجدل في تصريحاته، والتحدث بعبارات يصاحبها الغرور والتعالي، إلا أنه أحد أفضل الأساطير في تاريخ كرة القدم، حيث تجاوز حاجز الخمسمائة هدف في مسيرته الكروية الحافلة، محققاً 32 لقبًا مع الأندية التي لعب بصفوفها.