سجل التاريخ العسكري حافل بحكايات البطولة والشرف، بعد مرور 57 عاما على حرب 1967 عثر على جثمان الشهيد فوزي محمد عبدالمولى أبوشوك، في صحراء الفيروز، وكأنه يريد أن يحتفل بذكر نصر أكتوبر وسط أهله، حيث أقامت القوات المسلحة جنازة عسكرية للشهيد ثم دفن بمقابر عائلته. وعلى مدار 57 عاما لم تفقد أسرته الأمل في العثور عليه، داعيين المولى عز وجل بعودة جثمانه، أسرة أبوشوك لم تترك مكانًا منذ نصف قرن إلا وبحثت عنه، حتى تم إعلانه شهيدًا، خلال عمليات حرب 67، وكانت الأسرة تأمل أن تجده وورثت هذا الأمل للأجيال جيلا بعد جيل على مدار 5 عقود مضت. وقال الحاج عبدالمولى محمد عبدالمولى أبوشوك، شقيق الشهيد الأصغر: «إنني فقدت الشهيد كنت في عمر ال20 عاما تقريبا، وكان الشهيد فوزي التحق بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة العسكرية وذهب في بداية الخدمة للحرب في اليمن وبعد عودته من حرب اليمن جاء في إجازة لمدة 28 يوما قام خلالها بكتب كتابه، ثم عاد لاستكمال خدمته العسكرية، وبعد عودته انقطعت رسائله عنا، ثم تم إبلاغنا أنه من ضمن مفقودي الحرب. وأضاف «عبدالمولى»، أنه تم اقامه جنازة له دون جثمان بحضور الأسرة ووالدتي رحمها الله، وبعد مرور 57 عاما على فقدانه فوجئنا بإبن شقيقي محمود يقول أنه وجد صور للشهيد على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي تؤكد على عثور رفاة الجثمان وبحيازته مجموعة من الصور والمتعلقات الشخصية. بينما أكد محمد محمود محمد عبدالمولى أبوشوك، إبن شقيق الشهيد فوزي انه فوجئ أثناء تصفحه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بإحدى الصفحات التي تؤكد العثور على شهيد من شهداء حرب 67 فانتابني الفضول لمشاهدة الصور وفوجئت أنها صور عمي ووالدي وأقاربي التي كانت بحيازة الشهيد، فتوجهت على الفور لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية، الذين وجهوني لزيارة الأمانة العامة لوزارة الدفاع بالعباسية، ثم تم التواصل معي لإبلاغي أن الجثمان في مستشفى السويس العسكري، وطلب أحد أشقاء الشهيد لعمل تحليل DNA فجاء معي عمي عبدالمولى، وبعد ما يقرب من شهر تقريبا تم إبلاغنا بتطابق العينة ولابد من استلامنا الرفاه تمهيدا لدفنه في مقابر العائلة، بجنازة عسكرية تليق بالشهيد. وتقدم محمد بالشكر والتقدير لقيادة المنطقة الشمالية والعسكرية والأمانة العامة لوزارة الدفاع على تعاونها معنا خلال الفترة الماضية، واصرار جميع قيادات القوات المسلحة الذين تواصلوا معي على عمل جنازة عسكرية تليق بالبطل الشهيد. وتضيف حياة محمد عبدالمولى أبوشوك، إن فوزي كان أصغر مني بما يزيد عن العشرة سنوات فأنا كنت بمثابة والدته وهو كان صاحب سيرة طيبة بين الناس والجيران، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى حضور والدتي جنازته واستلام جثمانه.