اصطحبت نيابة الشيخ زايد، اليوم الثلاثاء، الطالبين المتهمين بقتل جارهما عمرو علي، ابن سفير مصر سابقًا بإحدى الدول، بمحل سكنه بكمبوند شهير، لتمثيل جريمتهما بالاشتراك مع المتهم الثالث- «سايس» والذي اتفق معهما على التخلص من الجثمان مقابل حصوله على مبلغ مالي، والتصرف في المسروقات التي استوليا عليها من شقة المجني عليه، وحال دون ذلك القبض عليهما في محافظة البحيرة عقب هروبهما. صاعق كهربائي وسكينتان وخنجر وقررت النيابة عرض المتهمين على الأدلة الجنائية، لأخذ عينة «دي.إن.إيه» منهما ومضاهاتها بالبصمات التي عثر عليها بمسرح الجريمة والأسلحة والمضبوطات المستخدمة في ارتكاب الواقعة. اعترف «يوسف»، المتهم الأول، أمام النيابة برئاسة المستشار إيهاب العوضي، بأنه تعرف إلى «عمرو»، 38 عامًا، لدى سفرهما معًا في رحلة «سفاري»، واختمرت في ذهنه فكرة إزهاق روحه، فأخبر صديقه المتهم الثاني «مارك»، بأن جارهما ابن السفير السابق، الذي يعيش وحده بشقة سكنية بالعقار محل سكنه ويعد حفلات خاصة، بمثابة صيد ثمين بالنسبة لهما، إذ اتفقا من قبل على ضرورة السرقة لتحقيق الثراء السريع وتكوين مبالغ مالية كبيرة لمغادرة البلاد للعيش بأي بلد أوروبي. وروى المتهم الأول، خلال التحقيقات، أنه اتفق مع صاحبه «مارك» على قتل جارهما، كونه يمتلك ثروة مالية تقدر بملايين الجنيهات، وتمكن من معرفة ذلك، خلال حكيه له أنه يعمل بإحدى الشركات في السعودية، ويمتلك سيارتين إحداهما خصصها لرحلات السفاري والأخرى فارهة، ويعد حفلات بمسكنه كل يوم خميس، فأعدا لمخططهما الإجرامي سكينتين وصاعقًا كهربائيًّا، للإجهاز على ابن السفير لدى دخولهما شقته الكائنة بالطابق الأخير «روف». 20 ألف جنيه للتخلص من الجثمان وقال للنيابة إنه رفض السفر مع والدته وزوجها وإخوته للاصطياف، باعتبار مغادرتهم المنزل فرصة سانحة لارتكاب جريمته مع صاحبه «مارك»، وكون أمه رئيس اتحاد ملاك العقار الذي يقطنه جاره «عمرو»، ابن السفير، سرق منها مفاتيح السطوح، ليقفز منه مع صديقه إلى شقة ضحيتهما، ولما وجداه نائمًا صعقاه بالآلة الحادة، وتعديا عليه بالضرب، ولدى مقاومته لهما ومحاولته فتح باب الشقة والاستغاثة بالجيران، سددا له طعنتين بسكين و«خنجر» خاص بالمجني عليه، حيث عثرا عليه بالشقة، ورشقاه في صدره لفترة طويلة، ولم ينزعاه سوى بعد لف جثمان المجني عليه داخل سجادة، للتخلص من أداة الجريمة. وشرح المتهم الثاني «مارك»، في التحقيقات، أنهما احتارا في أمر التخلص من الجثمان، فجلسا سويًّا ليلة كاملة بالشقة محل الجريمة، واحتسيا زجاجتي «بيرة» ودخنا السجائر بشراهة، حتى قادهما تفكيرهما للاستعانة بالمتهم الثالث «إبراهيم»، سايس، 22 سنة، فاتفقا معه على تخليصهما من الجثة مقابل حصوله على 20 ألف جنيه، والتصرف لهما في تحويل مبلغ نحو ألف ريال سعودي للجنيه المصري، والذي استوليا عليه من شقة ابن السفير السابق، وكذلك هاتفه المحمول، إلى جانب مشاركتهما في بيع السيارة ملك الضحية، حيث قاداه إلى محيط مول تجاري شهير وقاما بركنها في «جراج» لحين التصرف فيها. الهروب إلى البحيرة وقال «مارك»، أثناء تمثيل الجريمة، إنهما عادا إلى شقة ابن السفير السابق مُجددًا يوم الخميس، وقضيا اليوم بها، حيث نظفا آثار الدماء ولفا الجثمان في سجادة، مضيفًا أنهما اشتريا مواد منظفة من الماركت الشهير لأن جثمان المجني عليه بدأت تنبعث منها روائح كريهة، وخشيا أن يفتضح أمرهما، لافتًا إلى أنهما دخلا الشقة تلك المرة بصورة عادية، لأنهما استوليا على المفاتيح من الضحية بعد قتله. وأضاف قائلًا: «يوم الجمعة الماضي، فوجئنا بالشرطة والنيابة العامة تملأ المنطقة، خفنا وغادرنا الكمبوند محل سكننا، إلى منزل مهجور ملك لجدي في محافظة البحيرة، حيث ألقي القبض علينا من هناك، ووصلنا النيابة لمباشرة التحقيقات، وكان دافعنا وراء الجريمة سرقة متعلقات وأموال المجني عليه، للسفر إلى الخارج». القفز على «روف» المجني عليه وأشار إلى أن صديقه حرضه على تلك الجريمة، حتى إنه فكر في التراجع وخاف القفز من أعلى السطوح إلى «روف» ابن السفير، كون وزنه ثقيلًا، لكن صاحبه أحضر حبالًا وربطها في «ماسورة» ليسحبه بها، فوجد نفسه متورطًا وارتكب الواقعة، ولولا حضور الشرطة في اليوم الثالث من مقتل ابن السفير السابق إلى الشقة محل الجريمة، لكانا وصديقه مع المتهم الثالث «إبراهيم» تخلصوا من الجثمان وفق مخططهما الإجرامي. وطلبت النيابة إرسال الأدوات المستخدمة في الجريمة إلى الطب الشرعي والأدلة الجنائية.