شارك صحافة من وإلى المواطن

عيد النيروز وأم الشهداء
فى 11 سبتمبر 2024 يحتفل أقباط مصر برأس السنة القبطية، الذى يُسمى ب«عيد النيروز». وكلمة «نيروز» مشتقة من الكلمة القبطية نيارؤ، بمعنى نهر. وهى مرتبطة بكلمة «إزمو» أى يبارك، فهى مشتقة من دعاء رددته المعابد المصرية منذ الأزمنة القديمة، والكنائس والأديرة منذ القرون الأولى الميلادية، أن يبارك الله نهر النيل، ويجعل من مياهه خيرًا ونعمة على أرضنا مصر. ومازالت «أوشية» (كلمة سريانية بمعنى طلبة) النهر تحتل مكانها بين صلوات القداسات اليومية، التى تقام فى كنائس وأديرة الكنيسة القبطية العريقة، التى يعود تاريخها إلى منتصف القرن الأول الميلادى، كأقدم كنيسة فى العالم بعد كنيسة أورشليم. هذا المعنى انتقل إلى الفُرس فأطلقوا على رأس سنتهم اسم «نيروز».
ثم عاد من جديد ليدخل فى صميم التقاليد المصرية، فى العصر المسيحى فيُطلق على رأس السنة القبطية أو المصرية أو بدء عام الشهداء. فتتجدد فيه ذكرى شهداء المسيحية فى القرن الثالث الميلادى، مرتبطة ببدء موسم الزراعة، أو بدء تجديد الحياة فى النبات والبذور والشجر. من هنا فإن الكنيسة القبطية الوحيدة بين جميع كنائس العالم، التى تحمل اسم «أم الشهداء»، وأقباط مصر يفتخرون بهذا الاسم. ومن هنا اعتاد أقباط مصر أن يطلقوا على أبنائهم وبناتهم أسماء الشهداء والشهيدات، تبركًا بتلك الأسماء.
وأيضًا من الأمور العجيبة، التى ميزت الكنيسة القبطية (نسبة إلى مصر) أو الكنيسة المرقسية (نسبة إلى القديس مرقس) أو كنيسة الإسكندرية (نسبة إلى مقر الكرازة بالإسكندرية) أن رعاة الكنيسة من آباء بطاركة وأساقفة وكهنة، كانوا يتقدمون صفوف الشهداء، فكانوا قدوة طيبة لشعبهم فى التمسك بالعقيدة المسيحية، دون خوف أو تردد أو شك. ظل التقويم القبطى مُستخدمًا فى المصالح الحكومية، واستطاع البابا كيرلس الرابع إقناع المسؤولين باستخدامه رسميًا فى الدولة سنة 1855 وألغى فى سنة 1875، واستخدم بدلًا منه التاريخ الميلادى، أيام الخديو إسماعيل نتيجة للتغلغل الأجنبى الغربى فى أيامه. فليكن العام القبطى الجديد عامًا سعيدًا على أرضنا الطيبة، يعم فيه الخير والسلام والاستقرار. وكل عام والجميع بخير.
د. مينا بديع عبدالملك- أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية
minab@aucegypt.edu
تجربة رائدة
تعتبر أجهزة المحليات عصب الحياة للمدن والقرى والمحافظات، كونها تتحمل توفير كافة مقومات الحياة، من رقابة على المبانى والأسواق، وتراخيص المحلات ومتابعة الطرق والكبارى، وأعمال النظافة والمياه والصرف الصحى والكهرباء والمخابز. حيث تتولى أجهزة المحليات والحكم المحلى الإشراف على كافة الأجهزة العاملة فى القرى والمدن والمحافظات. وقد سعدت بالاطلاع على تجربة رائدة، للمشاركة المجتمعية للمواطنين مع أجهزة المحليات، يدًا بيد، نظرًا لقرب قيادات المحليات من المواطنين، وتواجدهم الدائم بينهم فى الشوارع وأماكن تقديم الخدمات.
حيث أصبحت مدينة (مسير) بمحافظة كفرالشيخ واحدة من التجارب الرائدة على مستوى الجمهورية، بما شهدته من تعاون وتوافق تام بين قيادات المحليات وطلبات المواطنين وحل مشاكلهم. بما انعكس على المدينة، التى كانت قرية حتى وقت قريب.
إننا إذ نشيد بتلك التجربة، نتمنى من كل قياداتنا المحلية التواجد الدائم مع المواطنين، والخروج من المكاتب لحل المشاكل على الطبيعة. وهو ما يحقق لأجهزة المحليات ريادتها وتفوقها بامتياز لخدمة المجتمع.
د. طارق عبدالمجيد كامل