أردنية تواجه «التوحد» في الوطن العربى ب«بيان»

بقلب دافئ يحمل بداخله مشاعر أمومة، استطاعت الأردنية «فاطمة الصرايرة» أن تحول تجربتها الشخصية كأم لطفل ذى اضطراب طيف التوحد، وكإخصائية نفسية للتوحد، إلى مبادرة على أرض الواقع تحت عنوان «بيان»، وذلك من خلال تقديم مجموعة دورات تدريبية تقدم تجارب وأنشطة مختلفة، لمساعدة الأمهات على التعرف على سلوك وشخصية أطفالهن وكيفية التعامل معهم، مع تقديم الدعم النفسى لأمهات أطفال طيف التوحد، على مستوى الوطن العربى، وليس على مستوى الأردن فقط.
«فاطمة»، 34 عامًا، روت ل«المصرى اليوم» خطوات مبادرتها عن التوحد، قائلة: «قصتى بدأت عام 2010، بعد إنجابى طفلى سالم، وحينما لاحظت سلوكيات غير مطمئنة مثل سوء المزاج والعصبية وعدم النوم وإيذاء الذات، بدأت رحلة الأطباء وتم تشخيصه باضطراب التوحد، مما أدى إلى دخولى فى اضطراب ما بعد الصدمة لمدة 8 سنوات، ولكن وقتها قررت أن أقوى نفسى ودرست تخصص علم النفس التطبيقى وأخذت دبلومات عن التوحد والتحليل النفسى وتعديل السلوك الإنسانى، وعملت معلمة لأطفال التوحد ثم إخصائية نفسية ثم أسست مبادرة بيان منذ عام فى الإمارات».
وأضافت: «المبادرة عبارة عن ورشة هدفها فصل العلاجات الوهمية عن التوحد من خلال البحوث العلمية وتقديم الوعى الصحيح علميًا، وذلك لتأهيل الأمهات وجعلهن الإخصائى والسلاح الأول لأطفالهن لمواجهة المعلومات الخاطئة، ومساعدتهن فى التعرف على الوظائف السلوكية وتحليلها حتى يتم التعامل مع أبنائهن بطريقة علمية».
وتابعت: «الورشة لم تكن على أرض الواقع فقط بل أسست أيضًا ورشًا (أون لاين)، وذلك لمساعدة الأمهات فى جميع الوطن العربى، فمن خلالها نقدم العديد من الإرشادات النفسية لأمهات التوحد، كما يتم تعلييمهن كيفية التأهيل باستخدام استراتيجيات العلاج المعرفى السلوكى والتعامل مع نوبات الغضب والضحك الهستيرى، وكذلك تدريب أطفال التوحد باستخدام استراتيجيات التحليل السلوك التطبيقى، وتقديم فيديوهات تحفيزية وتعليم المعلمين أيضًا كيفية التعامل مع فئة التوحد».
ولم تتوقف «فاطمة» على هذه المبادرة فقط بل سعت أيضًا إلى تأسيس مبادرات وأنشطة أخرى تزود الأطفال والأمهات بالخبرات، موضحة: «أسست أيضًا مبادرة أخرى وهى (نتوحد من أجلهم)، حيث شارك فيها بعض المتخصصين والطلاب وغيرهم، كما نشرت العديد من فيديوهات التوعية عن التوحد فى (جروبات) التوحد».
وألفت «فاطمة» كتابًا عن قصتها مع ابنها، والاكتئاب الذى أصابها، وأطلقت عليه اسم «فاطمة فى عالم التوحد».