BMW تختبر السيارة فئة «M» فى ألمانيا والنمسا

عندما تجتمع القوة مع الإنسيابية والشكل الجميل و الخطوط التصميمية الراقية والأداء المبهر على الطريق والسلامة والأمان لجميع الركاب على السرعات العالية.. فالمؤكد إنك على متن سيارة ألمانية لها تاريخ عريق وحاضر مشرق ومستقبل واعد.. إسمها BMW ! رحلة طويلة وشاقة وصعبة.. ولكنها ممتعة لأقصى درجة.. خضتها ممثلاً عن جريدة المصرى اليوم لإجراء واحدة من أقوى التجارب الشخصية للسيارات.. وأكثرها جدية وإحترافية بالتأكيد.. بدعوة خاصة من شركة «جلوبال أوتو» وكلاء BMW فى بلدنا.. هدفها التعرف على القدرات الحقيقية والإمكانيات العالية المتوافرة فى طرازات الشركة الألمانية العريقة.. التى تنتمى لفئة «M» الأكثر قوة وشراسة على الطريق.. و«رهبة» للجميع.. «الأصدقاء قبل المنافسين».. ودائماً كان حرف «M» له عشق خاص لأحباء BMW فى مختلف بلدان العالم.. يرمز للأداء الخارق و المحركات الجبارة و التسارع المذهل والأمان التام على الطريق.. ودائماً -أيضاً- يكون ملاك هذه الفئة من السيارات من «المحظوظين جداً».. الذين ينالوا كل درجات المتعة فى القيادة على الطرق السريعة.. بدرجات أعلى وأرقى تماماً من نظرائهم فى أى سيارة أو شركة أخرى!.
البداية.. «مكالمة تليفون» !
البداية معنا كانت قبل حوالى شهرين كاملين.. بمكالمة تليفونية من الصديق مهاب أحمد رئيس قطاع التسويق بجلوبال أوتو.. وبادرنى قائلاً: «إدارة الشركة قررت إقامة أول اختبار قيادة من النوع الإحترافى للغاية بمشاركة 9 سيارات هائلة مرة واحدة.. و 16 صحفى وإعلامى مصرى بخلاف فريق خاص من الشركة بعدد 4 أشخاص وفريق تدريبى على أعلى مستوى من الألمان بقوام يصل إلى 20 شخصاً ونحن نوجه لك الدعوة رسمياً لحضور هذا الحدث الضخم الذى سيكون بمثابة تحول كبير فى حاضر وتاريخ تجارب السيارات للصحفيين فى بلدنا»!.
فى البداية إعتقدت أنه يتحدث عن تجمع لكل هذا العدد من الصحفيين فى مضمار بالقاهرة أو شرم الشيخ.. يصلح لل « M DRIVING EXPERIENCE» التى تحدث معى عنها.. وقلت أنه حدث كبير وضخم للغاية.. ولكنه فاجأنى بأن الحدث سيتم فى ألمانيا والنمسا.. وأن هذا «الجيش» من الإعلاميين ووفد الشركة سينتقلوا جميعاً لخارج البلاد وينضم لهم الفريق الألمانى المحترف لقضاء ثلاثة أيام داخل هذه السيارات الرهيبة.. فقط من أجل «عيون» عشاق BMW فى بلدنا.. ليتعرفوا من خلالنا على قدرات وإمكانيات مجموعة من السيارات التى يعتبرها محبى القيادة ومحترفيها بمثابة «الحلم الجميل» بالنسبة لهم.. وطموحاتهم دائماً –فى الحياة – أن يقتنوا واحدة منها.. وبالمناسبة أنا لا أتحدث عن أحلام بعض المصريين فقط.. ولكنها -يا سادة- هى أحلام العالم كله بإقتناء سيارة BMW فئة «M» الرهيبة!.
طبعاً قرارى بالموافقة على السفر وتمثيل «المصرى اليوم» فى هذه الإحتفالية الكبيرة.. كان فورياً.. و «على التليفون» مع مهاب قلت له: «نعم بالتأكيد.. Count me in»
التجمع فى صالة3 !
فى الموعد المحدد.. الأحد قبل الماضى.. تجمع «الوفد المصرى» بأكمله داخل مطار القاهرة صالة 3 للسفر إلى ميونخ الألمانية على طائرات شركتنا الوطنية.. الجميع كان متحمسا للغاية.. هى رحلة غير كل الرحلات التى تنظمها شركاتنا المحلية.. هى الأضخم عددا والأقوى تنظيما والأكثر إبهارا من ناحية نوعية السيارات التى ستكون «فى حوزتنا» خلال فترة الرحلة.. خاصة بعد أن وصلنا «برنامج الرحلة» والذى يقول أن القيادة لمدة ثلاثة أيام.. من الصباح وحتى غروب الشمس.. فقط سنستريح ونخلد للنوم داخل الفندق.. وتبدأ فى تجربة جديدة من فجر اليوم التالى.. وهكذا.
سيارات جامحة ومتمردة !
السيارات التسعة التى كانت فى إنتظارنا بميونيخ أقل ما توصف به أنها «رهيبة وجبارة».. ومن يفهم «سيارات» و«محركات» و«قدرات» و«قيادة على سرعات مجنونة» يعلم تماماً ما أقوله وأتحدث عنه.. الفكرة داخل هذه السيارات لا تتعلق بقصة الشعور بالمتعة فى القيادة ولا الإستمتاع بالقدرات الجبارة أو الأداء الخارق.. كل هذه الصفات وأكثر موجودة على متن عجلة القيادة.. المشكلة الحقيقية فى كيفية نجاحك فى التحكم فى هذه السيارات.. و «كبح جماحها» والسيطرة عليها وأنت «على الأسفلت».. تماماً كما لو كنت تمتطى فرساً قوياً ومتمرداً لأقصى درجة ممكنة.. ستستمتع معه بالتأكيد ولكنك ستبقى حذراً جداً فى التعامل معه لأن أى «تصرف طائش» سيضعك فى موقف حرج جداً.. وهذا ما شعرنا به تماماً ونحن «فوق دواسة البنزين» لسيارات «M».. هى جامحة ومتمردة وقوية فوق الوصف.. عليك التعامل معها بحذر دون «جنون» أو تهور لأن قوتها وجبروتها لا حدود لهما أبداً.
تجربة جديدة وشاقة !
فى اليومين الأول والثانى كان برنامج القيادة صعباً وطويلاً ومرهقاً.. يجب أن أعترف بذلك.. وبصراحة شديدة لم نعتاد كثيراً –فى بلدنا – هذه الأجواء الشاقة و «الإحترافية» جداً فى مجال تجربة السيارات.. فأحياناً كنا نختبر سيارة رائعة وجميلة وغالية الثمن من خلال «لفة» حول الفندق أو مكان الإحتفال.. «أخرنا» كانت رحلة إلى العين السخنة.. نصل إليها «هلكانين» و«تعبانين» ونتفرغ بعدها للأكل وقضاء وقت ترفيهى قبل أن ندخل فندق الإقامة أو نعود بالأتوبيس السياحى !..
سيارات تمتعك و تحمى حياتك !
فجأة.. وجد الجميع نفسه أمام قيادة حقيقية وتجربة إحترافية.. وسواقة لمدة 20 ساعة من مجموع 48 ساعة فقط.. على متن سيارات رهيبة وعلى طريق «أوتوبان» يتطلب منك الحذر التام والإنتباه لكل التفاصيل والمواقف.. وطبعاً «الفهلوة» المصرية فى القيادة لا تنفع ولا تصلح.. و «الغرز» على الصحراوى غير مسموح بها على الإطلاق.. والإلتزام بالسرعات المحددة أمر حتمى لا جدال فيه.. علامة 80 كيلو معناه أنك ستسير على سرعة 80 كيلومتراً وإلا ستتعرض لمخالفة سير قاسية تغرمك حوالى 230 يورو مع كل مرة تتجاوز فيها السرعة.. وعلامة «السرعة المفتوحة» معناها أيضاً أنك قادر على السير بسرعة 250 كيلومتراً.. وهذا بالتأكيد كان الجزء المثير والحماسى للغاية فى التجربة.. أنت تقود سيارة «خاصة جداً» من جميع النواحى.. الطريق ممهد ورائع.. و «جيرانك» على كافة «حارات السير» ناس ملتزمة بكل التعليمات والقواعد.. وقتها أنت متفرغ تماماً لتشعر بأحلى «لذة» فى الدنيا.. تنطلق بأى سرعة تحلم بها.. وأنت فى أمان تام.. وداخل سيارة تعرف جيداً كيف توفر لك أقصى متعة وأجمل إحساس وأحلى نشوة.. وأيضاً تعرف كيف تحافظ على حياتك وتصونها وتحميها ما دمت تتعامل معها وفقاً «للتقاليد والأعراف».. والعقل السليم!.
رحلة القرن !
كنا نعود من رحلة القيادة اليومية «منهكين» و «تعبانين» جداً.. ولكن مستمتعين إلى أقصى درجة.. الكل يعلم أنه يخوض تجربة جديدة ومثيرة.. بالتأكيد كلنا قدنا سيارات عديدة مرات كثيرة لساعات طويلة خارج البلاد.. ولكن بنفس التفاصيل وقوة الطرازات و «الصحبة الحلوة» و الأجواء الإيجابية.. لا أعتقد أنها تكررت معنا أبداً.. على الأقل أتحدث عن نفسى وأنا قضيت 26 عاماً كاملة متنقلاً بين بلدان العالم.. جالساً على متن «عجلة قيادة» لمئات السيارات من علامات أوروبية أو أمريكية أو أسيوية ولكن «رحلة القرن» التى أجمعنا أنا وزملائى الإعلاميين الأعزاء على تسمية هذه الرحلة بها.. كانت «حاجة تانية» وحكاية مثيرة.. من شارك فيها «محظوظاً» ومن فاتته من حقه أن يغضب ويحزن ويندم كثيراً!.
وصلنا لنهاية الجزء الأول من تجربتنا لسيارات BMW الرياضية فئة «M».. الأسبوع القادم نستكمل هذه المغامرة الشيقة والساخنة التى شهدت انطلاق بأقصى سرعة على حلبة «الفورمولا وان».. وكذلك منافسات ساخنة بين المشاركين.. فإبقوا معنا ولا تذهبوا بعيدا