تعافٍ تدريجى حذر من «عطل مايكروسوفت»

عادت شركات الطيران، وقطاعات الرعاية الصحية، والشحن، والشؤون المالية، إلى العمل تدريجيا، أمس، بعد توقف دام نحو يومين، وذلك بعدما أوقف عطل رقمى عالمى أنظمة مايكروسوفت، وفقا لتقرير نشره موقع «بلومبرج».
وقال تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» إن الشركات والخدمات فى جميع أنحاء العالم تتعافى ببطء، بعد عطل تقنى كبير أثر على أنظمة الكمبيوتر يومى الخميس والجمعة، مشيرا إلى أن الشركات والبنوك والمستشفيات وشركات الطيران من بين الأكثر تضررا بعد أن أصدرت شركة الأمن السيبرانى الأمريكية «كراود سترايك» تحديثا خاطئا لأحد برامجها أثّر على نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز».
بينما بدأت بعض خدمات شركات الطيران تعود إلى طبيعتها، بعد إلغاء آلاف الرحلات الجوية، حيث يتوقع المشغلون استمرار بعض التأخير والإلغاءات منذ أمس وحتى اليوم.
واعتذر الرئيس التنفيذى لشركة «كراود سترايك» عن هذا الخلل، وقال إنه جرى إصدار إصلاح، لكنه اعترف بأن الأمر قد يستغرق «بعض الوقت» قبل إعادة تشغيل جميع الأنظمة.
وأبلغ مشغلو المطارات عن مشكلات فنية تعطل خدماتهم من أمستردام إلى زيورخ ومن سنغافورة إلى هونج كونج، فى الوقت الذى أوقفت فيه بعض المطارات جميع الرحلات الجوية، اضطر موظفو شركات طيران فى مطارات أخرى إلى تسجيل الركاب يدويا، فى الوقت الذى أشارت فيه التقارير الواردة من هولندا وبريطانيا إلى احتمال أن تكون الخدمات الصحية تأثرت بالاضطرابات.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية «فرانس برس»، أشار إلى أن عدة شركات طيران أمريكية ومطارات فى أنحاء آسيا بدأت استئناف عملياتها مع عودة خدمات تسجيل الركاب فى هونج كونج وكوريا الجنوبية وتايلاند والهند وإندونيسيا وفى مطار شانجى فى سنغافورة اعتبارا من بعد ظهر أمس، بينما توقع خبراء تكرار المشكلات، مؤكدين أن الإصلاح الكامل يحتاج مزيدا من الوقت.
وتتعامل الشركات مع تراكم الرحلات الجوية المؤجلة، والملغاة، وكذلك المواعيد الطبية والطلبيات التى لم تصل إلى وجهتها ومشكلات أخرى، حسب «بلومبرج»، التى قالت: «ربما تستغرق أياماً لحلها، وتواجه الشركات أيضاً تساؤلات بشأن كيفية تفادى انقطاع الخدمات مستقبلاً بسبب التكنولوجيا التى يُفترض أن تحمى أنظمتها».
وأشار تقرير «فرانس برس» إلى أن الوضع يعود تدريجيا إلى طبيعته منذ أمس، بعدما شهدت مطارات حول العالم تكدسا للركاب أمس الأول بعد إلغاء عشرات الرحلات، فيما بذل المشغلون جهودا حثيثة لمواصلة العمليات، بعدما تسبب تحديث يشوبه خلل لبرنامج للأمن السيبرانى لمجموعة كراودسترايك الأمريكية بعطل عالمى عند تنزيله على أنظمة تشغيل مايكروسوفت ويندوز.
ولفت إلى أن عدة شركات طيران أمريكية ومطارات فى أنحاء آسيا أعلنت بدء استئناف عملياتها مع عودة خدمات تسجيل الركاب فى هونج كونج وكوريا الجنوبية وتايلاند والهند وإندونيسيا وفى مطار شانجى فى سنغافورة اعتبارا من بعد ظهر أمس.
ونقل تقرير عن رئيس مطارات تايلاند، قوله للصحفيين، فى مطار دون ميوانج فى بانكوك إن «أنظمة تسجيل الركاب عادت إلى طبيعتها (فى المطارات الرئيسية الخمسة فى تايلاند). لم تعد هناك طوابير انتظار كالتى شهدناها أمس».
وأعلنت شركة «مطارات القابضة»، التى تُشرف على تشغيل 27 مطارا فى السعودية عودة العمليات التشغيلية لوضعها الطبيعى فى مطار الملك خالد الدولى بالرياض، ومطار الملك عبدالعزيز الدولى فى جدة، ومطار الملك فهد الدولى بالدمام، ومطارات تجمع مطارات الثانى. كما أعلنت الهيئة الوطنية للأمن السيبرانى فى السعودية أن التأثير على الجهات الوطنية فى المملكة يعد محدودا.
من جانبها أكدت إدارة الطيران المدنى الكويتية عودة جميع الأنظمة التقنية وجميع الأنظمة الخاصة بشركات الطيران العاملة فى مطار الكويت الدولى إلى وضعها الطبيعى، بعد تأثر بعض الرحلات فى المطار بالعطل التقنى العالمى.
فى حين قالت شركة كراودسترايك إنها نشرت برمجية لإصلاح المشكلة وقال رئيسها جورج كورتس لقناة سى إن بى سى الإخبارية الأمريكية إنه يريد «الاعتذار شخصيا من كل مؤسسة وكل مجموعة وكل شخص طاله الضرر»، مضيفة أن عودة الوضع إلى طبيعته ستستغرق بضعة أيام.
وأعلن البيت الأبيض، فى بيان، أن فريق الرئيس الأمريكى جو بايدن يتواصل مع كراودسترايك والمتضررين من الخلل وعلى استعداد لتقديم المساعدة حسب الحاجة.
وقال مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية: تفيد معلوماتنا بأن عمليات الطيران استؤنفت فى أنحاء البلاد، رغم بعض الازدحامات.
وأشارت التقارير الواردة من هولندا وبريطانيا إلى احتمال أن تكون الخدمات الصحية تأثرت بالاضطرابات، ما يعنى أن الحجم الكامل للضرر قد لا يكون معروفا بعد.
وتأثرت مؤسسات إعلامية أيضا، وقالت قناة سكاى نيوز البريطانية إن الخلل أدى إلى وقف بثها الإخبارى صباح الجمعة، فيما أبلغت شبكة إيه بى سى الأسترالية بدورها عن صعوبات كبيرة.
بينما حذرت السلطات الأسترالية من زيادة محاولات الاحتيال والتصيد الالكترونى عقب العطل، بما فى ذلك من أشخاص يعرضون المساعدة فى إعادة تشغيل أجهزة الكمبيوتر ويطلبون معلومات شخصية أو تفاصيل بطاقات الائتمان.
كما أفادت بنوك فى كينيا وأوكرانيا عن مشكلات تتعلق بخدماتها الرقمية، فيما تعطلت بعض شركات الهاتف المحمول وخدمات الزبائن فى عدد من المؤسسات. ونقل التقرير عن خبير الأمن السيبرانى فى معهد الهندسة والتكنولوجيا البريطانى جوناد على قوله: «حجم هذا العطل غير مسبوق وسيسجله التاريخ بلا شك»، مضيفا أن آخر حادثة قريبة من هذا الحجم كانت فى 2017.
ولفت التقرير إلى أن مشغلى المطارات أبلغوا عن مشكلات فنية تعطل خدماتهم من أمستردام إلى زيورخ ومن سنغافورة إلى هونج كونج، فى الوقت الذى أوقفت بعض المطارات جميع الرحلات الجوية، اضطر موظفو شركات طيران فى مطارات أخرى إلى تسجيل الركاب يدويا.
وأمرت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية فى البداية بوقف جميع الرحلات الجوية بغض النظر عن الوجهة، وإن أعلنت شركات طيران فيما بعد إعادة تشغيل خدماتها.
وأعلنت شركة إينديجو كبرى شركات الطيران الهندية فى منشور على منصة إكس عن حل المشكلة، قائلة أمس: رغم حل الانقطاع وعودة أنظمتنا إلى الإنترنت، نعمل جاهدين لاستئناف العمليات العادية، ونتوقع أن تستمر هذه الإجراءات حتى نهاية الأسبوع.
بينما قال أحد الركاب ل«فرانس برس»: «الوضع فى مطار دلهى كان يعود إلى طبيعته بحلول منتصف ليل السبت مع تأخر بسيط فقط فى الرحلات الدولية».
وقالت شركة إيرإيجا للرحلات منخفضة التكلفة إنها لاتزال تحاول إعادة الاتصال بالإنترنت وإنها تعمل على مدار الساعة لاستعادة أنظمة التحكم الخاصة برحلات المغادرة بعد العطل العالمى. وطلبت من المسافرين الوصول باكرا إلى المطارات والاستعداد «للتسجيل اليدوى» لدى مكاتب الخطوط الجوية.
وفى الصين ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن مطارات بكين لم تتأثر بالعطل.
أما فى الغرب، وتحديدا أوروبا، أفادت مطارات رئيسية، من بينها برلين التى علقت كافة الرحلات الجوية فى وقت سابق أمس الأول، أن رحلات المغادرة والوصول استؤنفت.
وفى سياق متصل، سارعت الشركات لإصلاح أنظمتها ومسح الأضرار، وحاول المسؤولون الحد من الذعر باستبعاد حصول أى هجوم إلكترونى.
وقال كورتس من «كراودسترايك» فى بيان إن فرقه «معبأة بالكامل» لمساعدة الزبائن المتضررين و«تم نشر برمجية» تصليح الخلل.
لكن خبراء آخرين أكدوا أن الحادثة يجب أن تدفع إلى إعادة النظر على نطاق واسع فى مدى اعتماد المؤسسات على عدد قليل من شركات التكنولوجيا لمثل هذه المجموعة من الخدمات.
وفى هذا الصدد، قال الأستاذ بجامعة يورك فى بريطانيا جون ماكديرميد: «علينا أن ندرك أن مثل هذه البرمجيات قد تكون سببا شائعا لفشل أنظمة متعددة فى نفس الوقت»، مضيفا أن البنية التحتية ينبغى أن تكون مصممة «لتكون قادرة على الصمود فى مواجهة مثل هذه المشاكل العائدة لأسباب مشتركة».
فى حين قال الأستاذ بجامعة لوبورو البريطانية أولى باكلى كان واحدا من العديد من الخبراء الذين شككوا فى سهولة نشر برمجية مناسبة لمعالجة المشكلة.
وأضاف: «فيما يمكن للمستخدمين ذوى الخبرة تنفيذ الحل البديل، فإن توقع قيام الملايين بذلك أمر غير عملى».