قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، إن العالم الحالي دخل عالم الرقمنة وفرض على الجميع متطلبات تكنولوجية هائلة، وأصبحت الأجيال الجديدة تمتلك طموحات ونظرة للمستقبل مختلفة كثيرًا عن أجيال القديمة وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن كيفية التعامل مع الرقمنة. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «مستقبل التعليم في عصر الثورة الرقمية» ضمن سلسلة «حوارات الإسكندرية» اليوم الثلاثاء، تحدث فيها الدكتور حسام بدراوي؛ المفكر السياسي ومستشار الحوار الوطني لرؤية 2030. وأشار الدكتور أحمد زايد إلى أن الدكتور حسام بدراوي يعد علامة من علامات الفكر والثقافة والتعليم في مصر، وله إسهامات شديدة الأهمية في مجال الثقافة والتعليم، ساهم في وضع خطط لجودة التعليم، وشكل الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في المشاركة في جودة التعليم. وبدوره عبر الدكتور حسام بدراوي عن سعادته بالتواجد في مكتبة الإسكندرية الذي كان شاهدًا على بنائها، حيث كان يترأس اللجنة التي وقعت على القانون رقم 1 لسنة 2001 الخاص بإنشائها. وأضاف بدراوي أن الحديث حاليًا أصبح لا يتوقف على الرقمنة ومستقبل التعليم فقط ولكن اقترن بهم الذكاء الاصطناعي أيضًا، الذي أحدث تغيرات جذرية على كافة الأصعدة، خاصة أن أساليب التعليم التقليدية لن تجدي نفعًا أمام التطور التقني الحالي. وأشار بدراوي إلى رؤية مصر في التعليم، بأن يكون متاح بجودة عالية بدون تمييز، في ظل نظام مؤسسي كفء عادل مرتكز على المتعلم المتمكن تكنولوجيًا، وتحقيق الحوكمة، بالإضافة إلى بناء الإنسان المثقف القابل للتعددية الفخور بوطنه وهو ما يأتي من خلال ما يتعلمه في المدرسة، من خلال بناء علاقة بين التلميذ والمدرسة والمعلمين ووجود أنشطة رياضية وفنية. وأكد أنه لا يمكن لأحد اليوم أن يتجنب الذكاء الاصطناعي أو يحاربه لأنه أصبح حقيقية، ومن يمتلكه ويتعلمه هو من سيتحكم فيه، ونحن اليوم لا نمتلكه ولكن لابد أن يكون لدينا أمل كبير أن تمتلكه الأجيال الجديدة حتى لا نتأخر كثيرًا عن العالم، فاستخدام الذكاء الاصطناعى في الأسلحة يثير المخاوف ولابد من قواعد أخلاقية حاسمة تضبطها. وأوضح أن دورة الحياة التي كانت تستغرق مئات السنين أصبحت الآن تتحقق في عامين فقط بسبب الذكاء الاصطناعي، لذا فإن الأجيال الجديدة ولدوا رقميين وهذا ما فرضته عليهم الحياة، وهنا يقع على عاتق الأجيال الأكبر مساعدتهم وليس وضع عوائق أمامهم. وشدد بدراوي على أنه بالرغم من أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي يبشران بالتقدم إلا أن استخدامها السائد في الحروب والأسلحة يثير المخاوف، لذا تحتاج إلى قواعد اخلاقية حاسمة تضبطها، والتي سيضعها من أنتجها ويتحكم بها.