الأطفال صاروا هياكل عظمية.. مطران القدس: رقعة المجاعة في غزة تتسع والضمير العالمي مات

قال المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، مطران القدس، إن المجاعة في غزة تتسع ووصلت إلى مراحل متقدمة، وهناك انعدام لوجود المواد الغذائية الأساسية والمواد الطبية، أما ما يتعرض له الأطفال فإنما هو حرمان كلي من الطعام والحليب حيث أصبح الأطفال في غزة هياكل عظمية من شدة الجوع وانعدام الطعام.
وأضاف خلال لقائه وفود كنيسة وطنية، الأربعاء، «إن أهل غزة يتضورون جوعًا فأين هو العالم مما يحدث ولماذا فشلت حتى هذه الساعة الجهود التي بذلت من أجل وقف الحرب، ولماذا يعامل أهلنا في غزة بهذه القسوة وكأنهم ليسوا بشر يستحقون الحياة؟»، مستطردًا: «أهل غزة بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان ويستحقون الحياة التي يستحقها كل انسان، ومعاملتهم بهذه القسوة إنما يدل على انعدام القيم الإنسانية في هذا العالم».
وتساءل: «متى يصحو الضمير العالمي الذي مات ومتى يتحرك العرب بشكل فاعل من أجل وقف هذه الكارثة الإنسانية المروعة ؟، نحن نعيش حالة صدمة وذهول أمام مشاهد الموت المرعبة والمخيفة في غزة ولكننا أيضا مصدومين من موت الضمير في كثير من الأماكن والمواقع في هذا العالم» .
وتابع: «نحن في الشهر التاسع من الحرب وشهدائنا ليسوا ارقاما والأطفال الذين يتضورون جوعا ليسوا ارقاما فلكل إنسان كرامته وحقه في الحياة»، مطالبًا بوقف الكارثة والمحنة التي فيها يموت أهل غزة بسبب موت الضمير في أكثر من مكان في هذا العالم .
ووجه حديثه للوفود قائلًا: «إن القدس يجب أن يكون لها صوت وموقف واضح وجريء في المطالبة بوقف العدوان وفي المناداة بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، فإذا ما قال الفلسطينيون إن القدس عاصمتهم فالعاصمة لها أيضا دور وصوتها الوحدوي في المناداة بإنهاء الإنقسامات وترتيب الأوضاع الفلسطينية الداخلية لكي يكون الفلسطينيون أكثر قوة ولُحمة في مواجهة التحديات والمؤامرات التي يتعرض لها شعبنا».
وأشار إلى أن ما يحدث حرب همجية يتعرض لها أهلنا في غزة، ننادي بأن تتوقف، أما ما تتعرض له الضفة الغربية فهو أمر في غاية الخطورة حيث الاقتحامات والاعتداءات والتحريض والتنكيل بالفلسطينيين، والتي باتت ظاهرة يومية، ناهيك عن القدس وما تتعرض له من تحديات ومشاريع احتلالية لم تتوقف منذ سنين .