كشف عماد مهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين والمتخصص في الآثار المصرية القديمة، عن الأسباب والأعذار التي كان يُقدمها المصريين القدماء للتغيب عن العمل أو الحصول على إجازة. وأوضح مهدي خلال استضافته عبر القناة الأولى المصرية، أن وثيقة بالمتحف البريطاني مكونة من كسر الأحجار وشقف الفخار المكسور مدون عليه بالخط الهيراطيقى التعاملات اليومية للمصريين القدماء. وأضاف أن تلك الوثيقة تناولت العام ال40 في حكم الملك رمسيس الثاني تحديدًا ال280 يوم عمل من السنة، إذ تناولت معلومات عن 42 عامل وأسباب غيابهم، موضحًا أن أعذار التغيب تضمنت «لدغني عقرب» أو «أمرأتي حائض». وتابع عضو اتحاد الأثريين المصريين، أن العامل المصري القديم كان صادق فكان لا يبحث عن أي حُجج للتغيب عن العمل ولم يكن «بيزوغ». أما بخصوص عدد ساعات نوبات العمل عند القدماء المصريين أو ما يُعرف ب«الشيفت»، فذكر مهدي أنه كان مرتبط بالإنارة، وذلك وفقًا للوثائق التي تم الحصول عليها، إذ أن العامل كان يصطحب معه «تاكاو» وهو مصباح على شكل فخار له فتيل في زيت السمسم يعمل لمدة 4 ساعات، فكانت نوبات العمل تستمر لمدة 4 ساعات وعند انتهاء الفتيل وانطفاء الإنارة يحصل العامل على وقت راحة لمدة نصف ساعة على سبيل المثال، ثم يعود لاستكمال النوبة الأخرى لمدة 4 ساعات. ولفت إلى أنه لتجنب إصابة جدران المعابد ب«الهباب الأسود» كان المصري القديم يستخدم ملح النطرون مع زيت السمسم أو الشحوم الحيوانية المستخدمة، وهو ما ينتج عنه حدوث تفاعل كيميائي، فالمياه الناتجة في الزيت مع عملية الاحتراق في ملح النطرون كانت تمنع «الهباب الأسود».