غابوا عن المشاركة في الأعمال الفنية بعد أن أغلقت الدراما أبوابها في وجوههم، لكنهم طلوا على جمهورهم من نافذة أخرى. كاميرا هاتف محمول وحامل لتثبت الكاميرا وإضاءة منزلية، هي كل الأدوات التي احتاجها عدد من الفنانين للتواجد على السوشيال ميديا عبر فيديوهات تمثيلية أو واقعية، المهم أن يستمروا في الظهور حتى لا ينسى الجمهور رصيدهم وتاريخهم، وفي الوقت نفسه يحققون مكاسب مادية تعينهم على الحياة التي أصبحت صعبة منذ أن غادروا استوديوهات التصوير. على الرغم من تاريخها الفني الطويل، وخفة ظلها في الأعمال الكوميدية، غابت الفنانة مها أحمد عن جمهورها لسنوات طويلة، ثم ظهرت فجأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعبر عن استيائها من ابتعادها عن الفن، مشيرة إلى أنها أصبحت موظفة في منصة تيك توك، بعد أن تعاقدت مع إدارتها منذ فترة. بنبرة حزن من الممثلة الكوميدية التي لطالما أسعدت جمهورها، ظهرت مها أحمد في بث مباشر عبر حسابها على «تيك توك» لتقول: «إحنا بنطلع عشان مابنشتغلش، ولقينا مجال زي السوشيال ميديا، ولو أنا مثلًا بعمل مسرح ولو فيه عائلة سعودية أو كويتية بيجيبولي هدايا، وعندي أصدقاء يمنيين بيجبولي فضة، فهل أقبل الهدايا وأنا في المسرح أو السينما ومش هقبلها في اللايف؟»، ثم واصلت بنبرة صوت أعلى: «لأ هقبلها.. وأنا حرة ومحدش له حاجة عندي». بثقة شديدة وكأنها تقف أمام كاميرا التليفزيون وليس كاميرا هاتفها المحمول، بررت مها أحمد لجمهورها سبب اتجاهها إلى تيك توك، مؤكدة أنها تريد أن تعمل ولذا وافقت على توقيع عقد مع إدارة التطبيق، وقالت في الفيديو الذي جعلها تتصدر تريند جوجل والسوشيال ميديا: «بفكر في أكل عيشي، وبفكر الناس بيا وبالCV بتاعي، بقول للناس أنا فنانة وموجودة حتى لو ماليش أعمال دلوقتي»، اتصلت «المصري اليوم» ب مها للتعليق ورفضت الاداء باي تصريحات في الازمة. تخرجت «مها» من المعهد العالي للفنون المسرحية واشتهرت بأدوارها الكوميدية والاجتماعية، بدأت مسيرتها الفنية عام 1994 من خلال مسلسل «حرب الفراولة»، وشاركت في العديد من المسلسلات والأفلام الناجحة، منها «سوق مجرى العيون» و«حلو الكلام» و«الدبابير» و«الوتد» و«أوبرا عايدة» و«حديث الصباح والمساء». وعلى الطريق نفسه سار الفنان الشاب فادي خفاجة، الذي فاجأ جمهوره بالظهور في فيديو انتشر بسرعة البرق على السوشيال ميديا، يقول فيه إنه يمر بأزمة نفسية بسبب قلة الأعمال الفنية المعروضة عليه ولذا لجأ إلى تصوير فيديوهات على تيك توك. ويبدو أن «خفاجة» كان محتقنا من الوضع الذي آل إليه فظهر منفعلا وفي حالة انهيار، وقال: «يا مخرجي ويا منتجي مصر، لما أنا بعد العمر ده كله مشتغلش مين يشتغل؟.. أنا أتحدى بموهبتي وخبرتي أي مخرج وأي شركة إنتاج، مشكلتي أني واثق من نفسي بفضل الله، وربنا الحكم العدل، ومطرح ما ترسي ندقلها». لم يكن مجرد ظهور طارئ، فما زال «خفاجة» يواصل بث فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودخل في خلافات مع متابعيه أكثر من مرة، وحاولت «المصري اليوم»، التواصل معه للحديث حول الأزمة، إلا أنه رفض التعليق على الموضوع، وبدأ فادي خفاجة حياته الفنية منذ الطفولة، وشارك في عدد من المسلسلات منها: «عمو فؤاد، جدو عبده، يوميات ونيس»، وشارك بعد ذلك في العديد من الأفلام منها: «خارج عن القانون»، و«عبده مواسم». ماكينة مشروبات ساخنة داخل شنطة سيارة ملاكي، هي المشروع الذي استعان به الفنان كريم الحسيني، بعد أن توقف -رغما عنه- عن التمثيل، إذ بحث عن طريقة يرتزق منها بسبب قلة طلبه في الأعمال الفنية، مؤكدًا في فيديو صوره من أمام مشروعه الخاص أنه فخور بهذا العمل داعيًا الفنانين المتوقفين مثله بالبحث عن فرصة عمل أخرى غير الفن، لأنه لم يعد مجالا آمنًا. حكى «الحسيني» تجربته في الفيديو قائلا إنه يحب التمثيل وما زال مستمرا فيه، لكنه قرر أن يكون له مشروع خاص حتى لا يمد يده للآخرين، في ظل قلة الأعمال الفنية المعروضة عليه: «كده كده الراجل مننا لازم يشتغل ومحدش يتكسف من شغله أبدا، عشان إنت شغال شغل شريف ومش بتمد إيدك لحد». لا يخجل»الحسيني«من مشروعه لكنه رفض الحديث مع»المصري اليوم«معتبرها مسألة شخصية. بعد غياب 8 سنوات عن المشاركة في الأعمال الفنية، عادت الفنانة مروة عبدالمنعم، ليس إلى شاشاة التليفزيون بل عبر منصة تيك توك لتقدم فيديوهات تغنيها عن الغياب الفني، وعندما سألناها عن سبب ذلك رفضت الحديث واكتفت ببضع كلمات، إذ قالت: «مش عايزة أتكلم في أسباب ده ومش عايزة أفتعل أزمات مع حد أو أتكلم عن حياتي الشخصية لكن أتمنى أرجع للفن بعمل كويس».