سمَّاه الفلسطينيون «الرجل الذى رأى»، عندما تصدر وسائل الإعلام، عقب الاستهداف الإسرائيلى لمستشفى المعمدانى، ثانى أكبر المستشفيات فى قطاع غزة، وأمامه العديد من جثث الأطفال والمرضى، وخلفه الطاقم الطبى، ليتحول غسان أبوستة، الطبيب البريطانى من أصل فلسطينى، إلى شاهد على حرب غزة، منتقلًا منها بعد أشهر، ليصبح رئيسًا لجامعة جلاسكو الاسكتلندية. قال «أبوستة» إن الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة يتعمد تدمير المنظومة الصحية والجامعية بشكل رئيسى لعدم توثيق جرائم الحرب التى يرتكبها منذ أكثر من 6 أشهر كاملة فى الوقت الذى لم تتبقَ فيه مستشفيات أو منظومة بحثية يمكنها إثبات أثر الأسلحة المحرمة دوليًا على زيادة انتشار السرطان وأثر الإشعاع على الأطفال والمواليد. «أبوستة» أضاف ل«المصرى اليوم» أن إسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دوليًا، حيث وثّق خلال تواجده فى غزة أهدافًا واضحة ورئيسية للاحتلال تتمثل فى المنهجية بإبادة وإزالة أحياء كاملة، ورأى قنابل يتم إلقاؤها على 5 و6 مرات من نوعية الألفى رطل، على عدد من الأحياء، ما يجعلها تختفى ومن بها بالكامل فور تلقى هذه الكميات الكبيرة من القنابل المميتة، مؤكدًا أن الفكرة كانت الإبادة الجماعية. وأوضح «أبوستة» أن الهدف الأساسى من الدور الذى يراه نتيجة عمله فى جامعة جلاسكو ألا يكون لها أى أسهم بشركات صناعة الأسلحة التى تورد إسرائيل أجزاء من أسلحتها، وأيضًا إنشاء صندوق لدعم الطلاب الفلسطينيين باسم الشهيدة «ديمة الحاج»، وهى من خريجات الجامعة، التى استشهدت نتيجة استهداف الاحتلال. وأشار «أبوستة» إلى أن شخصيات من الدولة العميقة البريطانية «لوردات، قضاة سابقين، محامين كبار»، وقَّعوا على عريضة تطالب الحكومة بوقف وحظر بيع الأسلحة لإسرائيل، ما يعد فى رأيه ليس مرتبطًا فقط بقتل عمال الإغاثة، لكن بفكرة أن الإسرائيلى ليس لديه أى خطة، إلا أن يستمر القتل بلا نهاية، وليس هناك أى إنجاز إسرائيلى إلا القتل المستمر للشعب الفلسطينى.
