مسلسلات النصف الأول من رمضان فى ميزان خبراء الدراما .. نقاد: أعمال درامية متنوعة وعصرية وعودة للكوميديا الراقية

انتزع عدد من الأعمال الدرامية إعجاب الجمهور وإشادة النقاد بين عدد كبير من المسلسلات المشاركة في موسم رمضان 2024، وبعضها انتهت حلقاته لكنها لاتزال تحظى بإعجاب وحديث الجمهور ومنها مسلسلات «أعلى نسبة مشاهدة» و«أشغال شقة» و«صلة رحم» و«مسار إجبارى» و«نعمة الأفوكاتو» و«عتبات البهجة» و«إمبراطورية ميم»، بينما يستمر عرض أعمال تحظى بجاذبية كبيرة في مقدمتها «الحشاشين» حتى نهاية شهر رمضان.. ونرصد في السطور التالية آراء النقاد وخبراء الدراما حول الأعمال الفنية التي عرضت خلال النصف الأول من رمضان، والذين أشاد بعضهم بالمستوى التمثيلى والتقنى والإخراج والكتابة، وكذلك يقيمون تجارب أعمال ال 15 حلقة.
طارق الشناوى: «مسار إجبارى» حالة إبداعية سريعة الإيقاع.. «الحشاشين» عمل استثنائى..و«أشغا ل شقة» قدم حالة جميلة لا تهدف للإضحاك فقط
طارق الشناوي - صورة أرشيفية
اعتبر الناقد طارق الشناوي أن مستوى الدراما في رمضان 2024، أفضل بكثير، لافتا إلى أن عدد الأعمال ذات ال 15 حلقة ازداد، بل إنه يتوقع زيادتها خلال السنوات المقبلة، بل ستكون هناك حلقات ال 7 و8 و11 و16، وأشار في تصريحات ل«المصرى اليوم» إلى أن عدد الحلقات يتحدد بناء على المادة الدرامية والمحتوى الدرامى.
وأكد «الشناوى» أن مسلسل «أشغال شقة» نجح بشكل واضح، وأن الأخوين دياب، خالد وشيرين، ككُتاب النص، وأيضا المخرج خالد دياب، قدم حالة جميلة لأنه ليس هدفه الإضحاك فقط أو أن يأخذ من الأرشيف أو صندوق الكوميديا، لكنه دخل إلى مناطق مختلفة، مشيدا بفكرة تقديم نجوم كضيوف شرف في كل حلقة أو اثنتين يعطى روحا ونبضا جديدا للعمل فكان هذا اتجاها جيدا، مستشهدا بأن في كل حلقة دائما «شغالة» تنضم للأسرة لتجعل فرصا في كل مرة لإضافة كوميديا جديدة، مثلما انضم النجوم إنعام سالوسة، انتصار، إيمان السيد، وإنجى وجدان، ورحمة أحمد.
وحول الأعمال التي تميل إلى التراجيديا، أشاد «الشناوى» بمسلسل «صلة رحم» لجرأته الشديدة ومناقشة قضية يعيشها العالم بأجمعه وبالتالى عالمنا العربى ومصر، لافتا إلى أن «صلة رحم» موضوع مهم لأنه يمس الدين والقواعد الاجتماعية، والعلم، فهى منطقة شائكة، كتبها محمد هشام عبية، ورغم أن المخرج تامر نادى جديد لكنه يعلم جيدا كيف يضبط إيقاع العمل مع وجود ممثلين «هايلين» بسبب أن هناك مخرجا يقود بشكل جيد.
مشهد من مسلسل «مسار إجبارى»
أيضا أشاد الشناوى، بمسلسل «مسار إجبارى» للمخرجة نادين خان، والتى قدمت حالة إبداعية سريعة الإيقاع، وفى نفس الوقت دفعت للنجمين أحمد داش، وعصام عمر، ليتقلدا دور البطولة، ورغم أنها ليست المرة الأولى لهما، ولكنهما أخذا مساحات جيدة في توقيع مهم بشهر رمضان حتى حدث تلامس قوى مع الجمهور.
واعتبر «الشناوى» مسلسل «الحشاشين» عملًا استثنائيًا، ورغم أنه ممتد إلى 30 حلقة، لكنه يحمل جدية وجاذبية شديدة، وعلى المستوى البصرى، فهناك عمل جيد للمخرج بيتر ميمى، وكذلك المستوى السمعى، وكذلك الكاتب عبدالرحيم كمال، والذى اختار العامية ليس استسهالا، ولكنها الأصعب من الفصحى، لافتا إلى أنه كان حريصا ألا تكون مفرداته حديثة مثل هذا العصر الذي نعيشه، فالعمل ليس به كلمات مستحدثة وهذا يُحسب له.
وتابع «الشناوى»: «نعمة الأفوكاتو» الدراما الشعبية، الحالة التي ارتبط بها المخرج محمد سامى، مع الجمهور، وأغلب مسلسلاته التي تنجح له يكون فعلا وراءها حالة مطابقة خاصة جدا، فهو فقط من يعرف مفرداتها، وهذه المرة دفع بمى عمر، للبطولة ونجحت في عمل درامى شعبى، وضعها في مصاف النجمة التي يمكن الرهان عليها، خاصة أن المسلسل ليس به نجوم شباك بالمعنى أو نجوم توزيع، وكون البطلة هي مى عمر، وقدمت هذا النجاح فهذا يوضح أن هناك جزءا كبيرا لإرادة المخرج الذي استطاع صياغة مهمته بشكل جيد، لكن عليه في الأعوام المقبلة التنويع، وتابع: أتمنى ألا يكون بين «سامى» و«مى» لقاء دائم لأنى أخاف من ذلك لأنه يُقيد الطرفين، سواء المخرج أو البطلة.
ماجدة موريس: المسلسلات قدمت بشكل مختلف على المستوى التقنى والإخراج والكتابة
ماجدة موريس - صورة أرشيفية
أشادت الناقدة ماجدة موريس، بعدد من الأعمال الدرامية التي شهدتها ضمن موسم مسلسلات النصف الأول من دراما رمضان 2024، لافتة إلى أن بعضها جاء مختلفا بشكل كبير، سواء على المستوى التقنى أو رؤية المخرج، والكتابة.
واعتبرت «موريس» أن من الأعمال التي رأت أنها جيدة بشكل كبير «مسار إجبارى»، و«عتبات البهجة»، وكذلك مسلسل «صلة رحم» والذى قالت عنه إنه به جرأة وشجاعة في طرح القضية وما تضمنه أيضا المسلسل من قضايا أخرى متفرعة، وليس المهم طرح القضية بقدر طرح الأطروحات التي تخص الشخصيات والبشر المؤثرين داخل هذا العمل الدرامى، مشيرة إلى أن هذه الثلاثة أعمال لاقت إعجابها بشكل كبير.
إياد نصار فى مشهد من «صلة رحم»
وحول مسلسل «سر إلهى» أشارت إلى أنه عمل جيد على مستوى التصوير والكتابة والإخراج، منتقدة فقط أن به أمورًا غير مفهومة بالنسبة لها خاصة في التحول الإنسانى، وأوضحت أن سبب تجربة قاسية يعانى من الإنسان فهذا يحدث للناس جميعا لكن في المسلسل هناك تحول جبار إلى العكس، وأن الشخصية التي قدمتها الفنانة روجينا، تتحول إلى النقيض بعدما تعرضت إلى تجربة صعبة بسبب أشقائها الذين أدخلوها السجن لأنهم مرتشون فهى في المقابل تتحول بشكل كبير، فالمسألة هنا بالنسبة لها لم تبد مقنعة.
وتابعت «موريس»: كما حدث أيضا من خلال مسلسل «صيد العقارب» والذى بدأ بشكل جيد حتى تخلل العمل حادثة غير مقصودة لتتحول كل الشخصيات الجميلة اللطيفة التي تحب بعضها إلى جيوش حرب ضد بعضها، مما اعتبرته تحولا غير متوقع وغير حقيقى، لافتة إلى أن التقييم يأتى من خلال الخبرات الحياتية.
وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلى أن مسلسل «نعمة الأفوكاتو» به شىء جيد جدا، ولكن على الجانب الآخر به أحداث «أوفر» تصل إلى درجة الكوميديا، لافتة إلى أن الشخصية من المفترض أن تكون مؤثرة ونموذجا مهما لكن هناك «أفورة» وافتعال بشكل مقصود ومتعمد، وبالنسبة للفنانة مى عمر، فهناك تقدم وتطور في أدائها بشكل كبير وتقديمها شخصية مختلفة عما قدمته من قبل وأظهر أن لدى الفنانة إمكانيات أخرى وكذلك تمتلك مى عمر، خفة ظل لم تكن متواجدة من قبل فالمسلسل خدمها بشكل كبير.
وأشادت أيضا «موريس» بمسلسلى «إمبراطورية ميم»، و«الحشاشين» ولكنها تنتظر لاستكمال الأحداث لنهاية الحلقات، و«الحشاشين» على المستوى الفنى والتقنى والتصوير والأماكن مبهر بشكل كبير، ويقدم مرحلة جديدة للعمل التاريخى المصرى، وبداية مرحلة جديدة خاصة للتقنيات وأسلوبه حتى استخدام الجيوش والأدوات، سواء الملابس، والأسلحة والتى لم تكن موجودة من قبل، أو كانت موجودة في أعمال قديمة بشكل محدود ومتواضع، وهناك إمكانيات في التصوير وكذلك مساحات الأماكن المفترض أن حسن الصباح، مر خلالها إلى عدة دول، ففيها تقدم كبير، إلى جانب القضية الخاصة به هي تتفاعل وتخترق دول عديدة خاصة أنه لم يقيم في مكان واحد حتى يقوم بعمل الحشاشين، لكنه اخترق دول وأماكن كثيرة منها أصفهان، والقاهرة، فجاءت التيمة في موقعها.
ماجدة خير الله: موسم جيد ومتنوع و«الحشاشين» عمل ممتع فكريًا وتقنيًا وتمثيليًا
ماجدة خير الله - صورة أرشيفية
اعتبرت الناقدة ماجدة خيرالله، أن أعمال النصف الأول من موسم رمضان بينها أشياء كثيرة جيدة ومتنوعة وممتعة بشكل عام، والبعض الآخر جاء تقليديا أو يحتوى على البلطجة عُرضت عنه من بداية الحلقات الأولى فلم تستكمل مشاهدته.
وأشادت «خيرالله» بمسلسل «صلة رحم»، والذى رأته لا يفرض حلا نهائيا ويترك المشاهد يتساءل عن مصائر الأبطال النهائية فهى قضية لطيفة وجديدة.
ورأت «خيرالله» أن مسلسل «مسار إجبارى» جميل وبه إيقاع حلو وإخراج طازج، موضحة أننا نرى من خلاله شوارع القاهرة وأزمات المجتمع وعلاقات إنسانية بين شابين المفترض أن كلا منهم ينتمى إلى أم وأب واحد ولكن علاقتهم طيبة جدا، فيوضح معنى الأخوة الحقة وأن الناس لا يجب وليس من المفترض أن تظل في حالة تصارع بسبب زواج الأب من زوجتين، فالعمل لا يحتوى على صراعات تقليدية.
مسلسل «أشغال شقة» - صورة أرشيفية
كما أشادت «خيرالله» بمسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، والذى اعتبرت أن موضوعه وطرحه لطيف وعصرى ويحمل إنسانيات وإن كانت النهاية غير لطيفة، لافتة إلى أنهم قدموا في الحلقة ال 16 لتبرئة ساحتهم من كل شىء ولو أن النهاية كانت من الممكن أن تكون أفضل من هذا، وشعرت بتعسف في النهاية وإدانة الفتاة في شىء لم تفعله، لأنها رقصت في فرح، وشخص ما صورها، بينما في المجمل الموضوع جديد وعصرى ويُحترم حتى قبل حلقة النهاية.
واعتبرت «خير الله» أن مسلسل «لحظة غضب» كان جيدا بشكل كبير خاصة أن السيناريو مختلف له تركيبة مختلفة، لافتة إلى أن الأبطال كانوا جيدين بشكل كبير سواء صبا مبارك، أو محمد شاهين، أو على قاسم، مشيدة بالنهاية التي اعتبرتها موضوعية ومنطقية خاصة أنه ينتمى إلى الكوميديا السوداء.
وحول الكوميديا في النصف الأول من دراما رمضان، أوضحت «خير الله» أنها راقية جدا، مستشهدة بمسلسلات «أشغال شقة» و«بابا جه» و«كامل العدد 2» والذى قالت أنه يضعنا أمام إشكالية جديدة ومن الممكن أن تسعد الناس وتنبسط من أشكال وكوميديا راقية مقارنة بما كان يُقدم في السابق من كوميديا تحمل تنمر على البعض، متمنية أن نحذو بذلك الحذو ونقدم مثل هذه الكوميديا الراقية، مطالبة بأن يتم رفض أعمال كوميدية في المستقبل تشجع على الفجاجة مرة أخرى بأى شكل.
واعتبرت «خيرالله» مسلسل «الحشاشين» عمل راق وفاخر ويذهب إلى منطقة في التاريخ لم يتطرق إليها أحد من قبل ويثير الجدل ويجعل المهتمين يقرأون مناطق جديدة، ما اعتبرته ميزة الأعمال التاريخية التي تفتح بعض الوقائع، مشيرة إلى أنه بعد ذلك إذا أراد البعض والمهتمين التحقق فسيذهبون إلى قراءة الكتب، فالتاريخ يكتبه عشرات الأشخاص لذا سيكون هناك تباين في بعض الوقائع والحقائق، وإذا أحد أراد أن يدرس بشكل متخصص فيرجع للكتب لكن المسلسل يتبنى وجهة نظر كاتبه، بالإضافة إلى الخيال، لافتة إلى أنه عمل ممتع فكريا وتقنيا وتمثيليا وشخصيات جيدة.
وحول مسلسل «نعمة الأفوكاتو» قالت إن ما شهده من خلاله وجدت به أداء مفتعل وغير منطقى، لافتة إلى أنها توقعت من الفنانة مى عمر أن تقوم بتقديم شىء جديد خاصة أنها تقدم شخصية شعبية.