«وفا»: تطاير مئات الخيام للنازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة

تعرضت مئات الخيام في غزة، التي تؤوي آلاف النازحين، للتطاير جراء الأمطار والرياح الشديدة التي هبّت على المناطق الشمالية من القطاع، والغربية من دير البلح وسط القطاع، وبات الكثير منهم ليلتهم بالعراء في ظل البرد القارس، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن ومرضى في ظروف إنسانية صعبة، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وطالب النازحون الجهات الأممية والدولية بضرورة توفير مراكز إيواء لهم في ظل الأوضاع الصعبة والحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع لليوم ال165.
وترك معظم النازحين منازلهم في مختلف مناطق القطاع على وجه السرعة أملا في النجاة من قصف طائرات ومدفعية الاحتلال، حاملين معهم القليل من الملابس والأغطية والمقتنيات الشخصية، فيما يعاني نصف سكان غزة من جوع «كارثي».. بينما يُتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع «في أي وقت» في الفترة الممتدة حتى مايو المقبل وفق ما جاء في تقييم للأمن الغذائي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31819، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 73934 منذ بدء العدوان، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» أن 28% من الأطفال أقل من عامين في خان يونس ووسط قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأوضحت أن أكثر من 10% من الأطفال في هذه الفئة العمرية يعانون من الهزال الشديد في تلك المناطق.
وفي إطار السعي للوصول إلى مفاوضات من أجل إبرام هدنة لوقف إطلاق النار، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في حركة «حماس»، أنه لم يتم تسجيل أي تقدم في المحادثات الجارية سعيًا للتوصل إلى اتفاق لإعلان هدنة وتبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، مؤكدا أن الكرة أصبحت في ملعب نتنياهو، وذلك بعدما قدّمت حماس الأسبوع الماضي مقترحا للتهدئة في قطاع غزة يقوم على مرحلتين ويفضي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار في الحرب مع إسرائيل، وتتضمن المرحلة الأولى هدنة 6 أسابيع والإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين بينهم للمرة الأولى مجندات، على أن تُفرج إسرائيل عن 20 إلى 30 أسيرًا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي، وعن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا مقابل كل جندي أو جندية، وفي المرحلة الثانية، تفرج الحركة عن كافة المحتجزين لديها في مقابل عدد يتم الاتفاق بشأنه من الأسرى الفلسطينيين.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «سما»، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض وصل أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تتواصل المحادثات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس بموجب اتفاق يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، فيما ذكرت أنه من اللافت غياب رئيس الشاباك، رونين بار، عن الوفد الإسرائيلي الذي يترأسه رئيس الموساد، دافيد برنياع، وفقا لما نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان».. وسط توقعات بأن تكون المحادثات «طويلة وصعبة»، لأنها ستجرى بشكل غير مباشر مع قادة حماس.
وقال مسؤول إسرائيلي إن تل أبيب تهدف من خلال المحادثات إلى تأمين هدنة مدتها 6 أسابيع في غزة، على أن تطلق حماس بموجبها سراح 40 رهينة.
وقدر المسؤول أن هذه المرحلة من المفاوضات قد تستغرق أسبوعين على الأقل، مؤكدا أن هناك صعوبات قد يواجهها مفاوضو حماس في التواصل مع قادة الحركة داخل القطاع المحاصر بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب.
بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن ألون كان قد طالب الكابينيت بتوسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض، محذرًا من إمكانية «ضياع الفرصة وفشل المحادثات» في ظل الصلاحيات المحدودة للوفد المفاوض، مضيفا أن العملية تتم بين إسرائيل والسنوار وليس مع الوسطاء، وبالتالي فإن المفاوضات ستستغرق وقتًا.
وتابع أن هناك حماس الخارج في قطر وحماس الداخل في الأنفاق، ويستغرق نقل أي رسالة بين 24 و36 ساعة، والمفاوضات ليست مقابل حماس الخارج، التي لا قوة لها ولا قدرة على اتخاذ قرار، وإنما فقط مقابل السنوار الموجود في الأنفاق، حيث يعتبر هو العقل المدبر لعملية «طوفان الأقصى»، وهذا يجعل العملية صعبة جدا، وينبغي خفض التوقعات بالتوصل إلى اتفاق سريع.
وعلى الجانب الآخر، هناك توتر في جبهة اليمن، حيث قالت القوات المسلحة الأمريكية إنها نفذت ضربات تندرج ضمن الدفاع عن النفس ضد طائرات مسيرة وصواريخ وحاويات تخزين أسلحة في مناطق اليمن التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وذكرت القيادة العسكريّة الأمريكيّة الوسطى «سنتكوم» أن أسلحة الحوثي شكّلت تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة.