رئيس جامعة كفر الشيخ يتفقد أعمال امتحانات "نصف الترم"    وزيرة التضامن ومحافظ الفيوم يتفقدان مشروع خدمة المرأة العاملة بالحادقة    "من أجل قلوب أطفالنا"، الكشف الطبي على 288 حالة في مبادرة جامعة بنها    حزب الأحرار يثمن توجيهات الرئيس السيسى للهيئة الوطنية بشأن الانتخابات    البورصة المصرية تخسر 14.6 مليار جنيه بختام تعاملات الاثنين 17 نوفمبر 2025    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية    صادرات مصر من السلع نصف المصنعة بلغت 868.7 مليون دولار خلال يوليو 2025    مبعوث واشنطن السابق لإيران: ضربات إسرائيل وأمريكا على مواقع طهران عواقبها ستطول المنطقة    أسير إسرائيلي مفرج عنه يهاجم حكومة نتنياهو: أعاني 10 نوبات هلع يوميا    رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة تعقب على حكم الإعدام.. ماذا قالت؟    تقرير: هاوسن سليم وجاهز لمواجهة إلتشي    ضبط 3 طلاب تعدوا على زميلهم بالضرب أمام المدرسة بأسيوط    القبض على المتهم بإطلاق النار على سائق لشكه بإقامة علاقة مع طليقته بالهرم    طقس الغد.. تغيرات في درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 26    انهيار وصراخ ورفض أدلة.. ماذا جرى في جلسة محاكمة سارة خليفة؟    الأطباء أوصوه بالحصول على فترة راحة.. تحسن ملحوظ في الحالة الصحية للموسيقار عمر خيرت    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية    متحف شرم الشيخ ينظم ورشة «حماة التراث» بمشاركة مصريين وأجانب    لا تُجيد القراءة والكتابة.. الحاجة فاطمة تحفظ القرآن كاملًا في عمر ال80 بقنا: "دخلت محو الأمية علشان أعرف أحفظه"    بعد بيان السيسي.. مرشح واقعة فتح صناديق الانتخابات قبل انتهاء التصويت: سنقدم الطعون ونسبة تفاؤلي ارتفعت من 50 ل 90%    الصحة تعلن نتائج حملة قلبك أمانة للكشف المبكر عن أمراض القلب بشراكة مع شركة باير لصحة المستهلك    مولاي الحسن يحتضن مباراة الأهلي والجيش الملكي    شاهد مناورة ودية.. "بث مباشر" مباراة مصر والجزائر اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025    تشكيل منتخب مصر المشارك في كأس العرب لودية الجزائر    هبوط المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 0.35% بختام تعاملات جلسة الإثنين    شيخ الأزهر يستقبل وزير التعليم العالي التشادي ويناقشان تعزيز التعاون الدعوي والعلمي    وكيل تعليم بني سويف تتابع انتظام الدراسة بمدارس المحافظة    انسحاب مئات العناصر من قوات الحرس الوطني من شيكاغو وبورتلاند    مياه كفر الشيخ: دورة تدريبية لرفع كفاءة العنصر البشري وتعزيز الثقافة العمالية    مجمع البحوث الإسلامية يطلق مسابقة ثقافية لوعاظ الأزهر حول قضايا الأسرة    الجيش الملكي يعلن تغيير ملعب مباراته أمام الأهلي.. اعرف السبب!    المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية في التحقيقات : صليت العصر وروحت أقتله    تعرف على حورات أجراها وزير التعليم مع المعلمين والطلاب بمدارس كفر الشيخ    توم كروز يتوّج ب أوسكار فخري بعد عقود من الإبهار في هوليوود    انتخابات النواب 2025| «حماة الوطن» ينظم مؤتمرًا جماهيريًا كبيرًا بالإسماعيلية    أبو الغيط: الحوار العربي- الصيني ضرورة استراتيجية في مواجهة تحولات العالم المتسارعة    مدير متحف الهانجول الوطني بكوريا الجنوبية يزور مكتبة الإسكندرية    موعد التصويت بمحافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    كاتب أمريكي: حملة ترامب للضغط العسكري على فنزويلا تتصاعد بلا هدف نهائي    وزير الخارجية يؤكد لنظيره السوداني رفض مصر الكامل لأي محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها    موعد قرعة الملحقين الأوروبي والعالمي المؤهلين ل كأس العالم 2026    مصلحة الجمارك: منظومة ACI تخفض زمن الإفراج الجمركي جوا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    محافظ كفر الشيخ: الكشف على 1626 شخصا خلال قافلة طبية مجانية فى دسوق    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    إعادة الحركة المرورية بعد تصادم بين سيارتين على طريق "مصر–إسكندرية الزراعي"    كوريا الجنوبية تقترح محادثات مع نظيرتها الشمالية لترسيم الحدود    صحة بني سويف: افتتاح عيادة جديدة للأوعية الدموية بمستشفى الواسطى المركزي    شريهان تدعم عمر خيرت بعد أزمته الصحية: «سلامتك يا مبدع يا عظيم»    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    «العمل» تكثف التفتيش على 668 منشأة وتمهلها لتصويب العقود    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    السيطرة على حريق نشب في سيارة ملاكي و4 موتوسيكلات بأرض فضاء بالزاوية الحمراء    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا صفقة سوبر وشيكو بانزا «غير سوي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسوان.. وحقوق الإنسان
نشر في المصري اليوم يوم 04 - 08 - 2010

سافرت الأسبوع الماضى إلى بلدى الحبيب ومسقط رأسى أسوان بعد غياب لم يطل، وإنما هو الشوق الذى أكابده لتلك المدينة الساحرة وناسها الطيبين، ورغم حرارة الطقس التى تقارب الخمسين درجة مئوية فى هذا التوقيت هناك لم أتردد فى قبول دعوة كريمة من صديقى المحامى محمد هاشم لإلقاء محاضرة حول مقتضيات المحاكمة العادلة ضمن برنامج يرعاه المرصد المصرى للعدالة لتدريب المحامين الشبان.
اعتدت زيارة أسوان سنويا فى صحبة أسرتى خلال الشتاء نقضى بعض الأيام تمتعا بطقسها الساحر فى تلك الأوقات من كل عام، وحرصاً على استمرار الصلة ببلدى وأهلى وعشيرتى، وفى كل مرة يشعر أولادى بلذة البلدة وهدوئها وطيبة شعبها وتبقى فرصة لكل فروع الأسرة للتنزه معنا والتردد على أماكن أثرية أو طبيعية ما كان لهم أن يذهبوا إليها لولا فرصة التجمع الأسرى.
لم أزل أردد مقولة عباس العقاد الخالدة وهو من أبناء أسوان البارزين «كل شىء فى أسوان ثابت لا يتغير إلا الزمن» فقد رصد بتلك العبارة «حالة خاصة» تتمتع بها أسوان، حالة الهدوء الذى يتخلل مناظرها ومشاهدها الطبيعية، وحالة «الطيبة» التى تميز أهلها، هى فعلا موادعة لا تجدها إلا هناك، شعبها مسالم جدا وزاهد جدا لا يعبأون بمنظومة العنصرية والقبلية التى تحكم حياة كل مدن الصعيد ومحافظاته إلا أسوان!!
لا تعرف تفرقة بين الأسوانيين أهل البلد وغيرهم ممن أقاموا فيه ووفدوا إليه من محافظات شتى من قبلى أو بحرى، ولا أغرب من أن يمثل أسوان فى البرلمان كثيرون ممن يمكن تصنيفهم ب«المغتربين» وتعقد الصفقات فى النقابات المهنية لإقصاء أبنائها الخُلص وهم راضون لا يشعرون بأى تفرقة ويلتئم الجسد فى صفاء ورضا، لذلك يصنفها البعض خارج تقسيمات الصعايدة.
كان معنا فى رحلتنا الأخيرة بعض الأصدقاء المحامين ضمن وفد المرصد المصرى للعدالة يزورون أسوان للمرة الأولى، لاحظت المتعة على تقاسيم وجوههم وهم يتنقلون فى رحلات نيلية بمراكب شراعية بين جزرها وجبالها وزراعاتها الخلابة، قال أحدهم وهو المحامى البارز مبروك عبدالمقصود، عضو مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، «كنت أعتقدها بلدة صغيرة فقيرة شوارعها ترابية ومبانيها طينية!!» وضحكنا على هذه الملاحظة الغريبة فاستطرد: كنا نسمع أن الموظف إذا غضب عليه رؤساؤه نقلوه لأسوان!! ضحكنا وقلنا له فى صوت واحد: كان زمااااااااااان.
رحم الله محافظها السابق «سمير يوسف» فقد أحدث طفرة إنشائية رائعة فيها طالما كتبت عنها وعنه كلما زرتها لسنوات طويلة شغل هو خلالها منصب المحافظ، وتولدت بينى وبينه صداقة قوية لم تنته بخروجه منها وهاتفته راجيا قبول دعوتى له لإقامة حفل تكريم له هناك، فاعتذر بلباقة حتى لا يشوش على صديقه المحافظ الجديد اللواء مصطفى السيد وطلب تقديم كل العون له ووعد بأن يلبى الدعوة فى مناسبة عيد أسوان القومى، غير أن المنية وافته قبل أن تدور الأيام دورتها فى حادث أليم، تأثرت لغيابه، خاصة وأنا أستمع للمعلومات التى تتحدث عن كثيرين استفادوا منه وتربحوا، غرزوا خناجرهم فى لحمه من صنف الذين يهتفون: مات الملك عاش الملك. وبقيت عازفا عن مقابلة خلفه، فلم يكن لدىّ لهفة مقابلة الكبراء والوزراء والسلاطين، حتى التقيته بغير إعداد فى حفل عام وعرس هناك فأخجلنى تواضعه وفاجأتنى لباقته وابتسامته حتى نسيت من منا المحافظ ومن المواطن!!
وشيمة التواضع لا يقدر عليها إلا القليلون من المسؤولين، لذلك أشفقت كثيرا عليه فى أزمة السيول وتذكرون أنى كتبت منتقدا بعض تصرفاته فى تلك الأزمة ووجدته يهاتفنى بكل مودة وتواضع يفند ما عددته، وأشفقت عليه مرة أخرى وهو يواجه الدكتور ممدوح حمزة، المهندس الاستشارى الشهير، ومعه إعلاميون بارزون يساندونه ضد محافظ أسوان ومحامون وسياسيون، اتصلت به مبديا مناصرتى له فالرجل معه مسؤولية رجل الدولة وحمزة لديه الميديا والمال والصوت العالى، غير أن صلابة الرجل مكنته من مواجهة الأزمة ولم يزل يواجهها.
كان شغف محامى أسوان باديا فى الإلمام بتفصيلات أزمة طنطا الشهيرة فجعلتها نموذجا لمقتضيات المحاكمة العادلة، وتناقشنا معا واتفقنا أن المحاكمة التى جرت للزميلين إيهاب ساعى ومصطفى فتوح افتقدت مقتضيات المحاكمة العادلة، لم يستطع دفاعهما القيام بمهمته أمام محكمة أول درجة التى صمت آذانها عن سماع البيان وحكمت من فورها بلا دفاع ولا دفوع، ربما كان الوضع أفضل أمام محكمة جنح المستأنف وأعطت المحكمة فرصة الدفاع، لكن أنى لها أن تستظهر العدالة وجزء مهم من الأوراق حجب عنها، فقد أحال النائب العام نصف الحدث إلى المحكمة وأبقى نصفه الآخر لاستجلاء التحقيقات ولا عجب فالمتهم فيها عضو النيابة الذى بادر بالاعتداء على ما جاءت به رواية المجنى عليه المحامى المظلوم وزميله الذى تحول من مركزه القانونى كشاهد إلى ما أريد له أن يبقى فى قفص الاتهام.
لا أظن الحكم الذى سيصدر فى الجلسة المقبلة من الشهر المقبل هو نهاية المطاف فى تلك الأزمة حتى لو صدر بالبراءة، لسبب بسيط أن هناك متهمين غائبين خارج قفص الاتهام، حال بينهم وبين المثول فى القفص اعتبارات ما أنزل الله بها من سلطان وأف لقوم إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق القوى تركوه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.