والدة «طالب أرض اللواء»: «4 شباب أنهوا حياة ابني وعمّهم قتل جوزي» (فيديو وصور)

«قتلوا ابنى، مش كفاية حسرونى على جوزى».. السيدة المفجوعة فى ابنها «طالب الثانوى الذى قتله 4 شباب بطعنتين فى صدره عقب وصلة تعذيب بالكرابيج» فى منطقة أرض اللواء بالجيزة، بدت على ملامحها علامات الحسرة، ترتجف وهى تروى أن عم المتهمين قبل 7 أشهر قتل زوجها، قبل أن تفر دمعة من عينيها، تشرح: «قال لابنى متعديش من الشارع هنا تانى افتكره بيشتم عليه، ولما عدى وشافه ضربه وجوزى اتدخل فكان نصيبه كام ضربة بشومة فوق راسه واتقتل».
دول ناويين على شرّ لابنك
فى البداية، ظنت والدة الطالب «عمر»، بعد خروج «فارس»- الرجل الخمسينى- من السجن بعد قضائه فترة حبس 7 أشهر على ذمة قضية اتهامه بقتل زوجها، بأن الأمور ستسير على ما يُرام وأن «كل حى فى حاله»، ونبهت على ابنها بمنتهى الحزم «إياك تعدى من قدام الراجل ده، كفاية اللى حصل لأبوك، ده اتقتل والمتهم خد حكم واستأنف عليه وخرج، وممكن ينتقم مننا».
«عمر»، كان منهمكًا فى مذاكرته وعمله بمصنع ملابس «بيجيب قرشين يزق بيهم نفسه»، تقول والدته «يا حبة عينى، مبقاش يعدى من عند بيت فارس ولا قرايبه المنتشرين بالمنطقة»، حيث انتشرت الأخبار بين السكان «دول ناويين على شرّ لابنك».
تحول المقهى الذى كان يشغى بالعشرات لمشاهدة إحدى المباريات، إلى ساحة عراك بين «فارس»، و«هشام» الشقيق الأكبر ل«عمر»، مما استدعى حضور الشرطة «الناس كلمت النجدة، خافت يحصل جريمة قتل»، حسب شهود العيان «المباحث خدت الطرفين على القسم للتحقيق».
كانت والدة الشابين «هشام»، و«عمر» فى منزلها، تمنى نفسها وتحكى لجيرانها أن «ربنا جابها على خير، فارس خرج من الحبس بقى له أسبوعين، ومفيش مشكلة عملها معانا»، قبل أن يبلغها الأهالى بتفاصيل مشاجرة ابنها الأكبر مع جارهم والقبض عليهما.
قتلوه زى أبوه
فى ذلك التوقيت، حضر «عمر» إلى منزله، استغرب أن «البيت كله فاضى»، اتصل على أمه قالت له بأنفاس متقطعة «فارس اتخانق مع أخوك، رايحين القسم نشوف فى إيه، إياك تحتك بحد وخليك فى الشقة».
المنطقة كانت هادئة تمامًا، خالية من المارة وممن يقفون على النواصى، بينما «عمر» يتوجه إلى مطلع الشارع فى انتظار أسرته، باغته 4 أولاد شقيق «فارس»: «رايح فين يا حبيبى، تعالى ده إحنا مستنيينك؟».. هنا استشعر قلب الأم خطرًا، حسب كلامها «اتصلت على ابنى، فتح تليفونه وسمعت صوت صراخه ومردش عليا.. جيت جرى لقيته مقتول!».
تيقنت «أم عمر» أن حديث الأهالى بشأن رغبة «فارس» وعائلته فى الانتقام لم يكن مجرد كلام فى الهواء، كانت تشير إلى اللقطات المصورة من كاميرات المراقبة «جايين على ابنى بالكرابيج ونزلوا عليه ضرب وتعذيب، وبالمطاوى مزقوا جسده وبعدين سددوا له طعنتين ناحية القلب».
«قتلوه زى أبوه».. سألت الأم المكلومة- صاحب محل «حلاقة»، شاهد عيان- والذى حاول إنقاذ المجنى عليه وأتت الإجابة على لسان الشاهد «دخل المحل دخلوا وراه، ولم يتركوه غير لما تأكدوا من إن دمه بيتصفى».
راحوا منى
الأم لا تصدق، نهاية الابن المأساوية، تذكرت مصير زوجها «اتنين راحوا منى، عشان ابنى ميعديش من الشارع!».
لا مطالب لأم «عمر» التى فقدت من يعولها، سوى القبض على مرتكبى الجريمة؛ إذ تشير إلى هروب المتهمين ال4، وبدورها أصدرت النيابة العامة، قرارات عدة بشأن التحقيقات التى تجرى فى الواقعة، ويتقدمها نقل جثمان المتوفى إلى مشرحة زينهم، وينتدب الطبيب الشرعى لتشريح الجثمان، لبيان ما به من إصابات مع بيان طبيعتها وتاريخ حدوثها والأداة المستخدمة فى إحداثها وأخذ العينات اللازمة، وذلك على أن توافى النيابة بتقرير فنى مفصل فور الانتهاء منه.
النيابة أكدت أنه عقب تنفيذ البند السابق يصرح بدفن جثمان المتوفى بمعرفة أحد أفراد أسرته، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها وصولًا لحقيقتها وشخص مرتكبها، وتكلف وحدة مباحث قسم العجوزة بفحص كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة وصولًا لتحديد هوية المتهم مع إرفاق مقاطع للواقعة محل التحقيق والعرض على النيابة، كما طلبت استدعاء أسرة المجنى عليه لسماع إفادتهم.