«الرقب»: الدولة العميقة تحكم.. والبيت الأبيض لا يملك اتخاذ أي قرار ضد إسرائيل

قال الدكتور والمحلل السياسى الفلسطينى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، بحد ذاتها، لم تستطع تغيير موقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول إقامة الدولة الفلسطينية، موضحا أن «الدولة العميقة» والتى هي عبارة عن مجموعات ضغط موالية للاحتلال هي من تتحكم في السياسة الأمريكية، وليس من يأتى للبيت الأبيض.
وأضاف «الرقب»، ل«المصرى اليوم»، بشأن اجتماع الاتحاد الأوروبى لمناقشة خارطة الطريق القاضية بوقف إطلاق نار في غزة وإقامة حل الدولتين: «رغم امتلاك واشنطن كافة أدوات الضغط العسكرى والمالى على الاحتلال»، مستشهدا بآخر مكالمة بين «بايدن»، و«نتنياهو» حول إقامة دولة فلسطينية، حيث خرج «مكتب نتنياهو» لينفى ذلك، ويؤكد أنه لن يسمح بحكم فلسطينى لغزة، وهو ما يتعارض مع مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية.
كما استشهد المحلل السياسى، بالخلافات بين الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما، و«نتنياهو» وبالرغم من ذلك، أقر «أوباما» مساعدات بقيمة 38 مليار دولار أمريكى لإسرائيل على مدار 10 سنوات، وأكد أن الاحتلال لايؤمن بحل الدولتين حكومة أو معارضة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبى لا يمتلك أدوات ضغط لإجبار الاحتلال على قراره، نظرًا لانقسام دول الاتحاد حول وقف إطلاق النار، بينها ألمانيا، والتى تعد أشد الداعمين للاحتلال، رغم من تحدث «بوريل» من أن الأوروبيين يصفون ما يحدث في غزة ب«المروع».
إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية، إلينا فالتونين، اليوم الإثنين، إن المساعدات لا تصل إلى غزة بشكل كافى، والناس يموتون من الجوع في غزة، داعية إلى وقف لإطلاق النار، واعتبرت، خلال اجتماع دول الاتحاد الأوروبى على مستوى وزراء الخارجية، أنه دون حل الدولتين لن يكون هناك سلام دائم، وأن من مصلحة إسرائيل العمل على حل الدولتين.
وأوضحت وزيرة الخارجية البلجيكية، حجة لحبيب، أنه لن يتم حل الصراع بالسلاح وغزة على شفا مجاعة، مشددة على وجوب إنهاء العنف، وتابعت: «هناك خطر كبير لتصاعد الوضع في المنطقة، وما نراه في الضفة الغربية مقلق للغاية»، مشيرة إلى أنه سيتم الترتيب قريبا لمؤتمر سلام لوضع حل الدولتين على الطريق الصحيح.
في السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن هناك حاجة ماسة لهدنة إنسانية في غزة لتخفيف المعاناة، واعتبرت أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، قبيل بدء الاجتماعات، إن الوضع الإنسانى في قطاع غزة، الذي تفرض إسرائيل حصارا مطبقا عليه حاليا ضمن حربها على حركة حماس، لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك.
وأضاف «بوريل»للصحفيين، قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى «من الآن فصاعدا لن أتحدث عن عملية السلام، لكننى أريد عملية حل الدولتين»، مشيرا إلى أن «السلام والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بالوسائل العسكرية فقط».
وواصل «بوريل»: «ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون بها؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم؟».
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسى، ستيفان سيجورنيه، على هامش الاجتماع، إنه يأمل بأن يفرض الاتحاد الأوروبى عقوبات على المستوطنين، الذين يرتكبون أعمال عنف بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
وانتقد وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، على هامش الاجتماع، «الأجندة العنصرية المتطرفة» للحكومة الإسرائيلية، بقوله إنها تتحدى العالم برفضها قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال «الصفدي»، إن إسرائيل تدمر مستقبل السلام والأمن في المنطقة، الطريق الوحيد للخروج من هذه المأساة هو حل الدولتين، وهم يتحدون المجتمع الدولى بأكمله، وحان الوقت لأن يتخذ العالم موقفا.