نور محمود بطل «النقطة العميا» يتحدث ل«المصرى اليوم»: أول يوم لى على المسرح كان شبه «امتحان الثانوية»

حقق العرض المسرحى «النقطة العميا»، نجاحًا وصدى واسعا بين الجمهور، مؤخرا، وأصبح الجميع يتساءل عن أبطاله وصُناعه، وبطل العمل نور محمود الذي خطا أولى خطواته تجاه الوقوف على خشبة المسرح بعدما حفظ الجمهور ملامحه في السينما والدراما، وتساءل الجميع ما المختلف الذي يقدمه نور محمود تحت قيادة المخرج أحمد فؤاد، حتى ينال إعجاب الجمهور ويشعروا بأنهم يتعرفون على «نور» من جديد بعد كثير من الخطوات الدرامية التي قدمها.
وفى إحدى ليالى عرض «النقطة العميا»، كشف نور محمود، في حوار ل«المصرى اليوم»، عن العديد من الكواليس الخاصة بالمسرحية، وعن الصعوبات والتحديات، والمواقف الصعبة التي واجهها من أجل تقمص الشخصية، بجانب مجهود المخرج معه ليحقق نجاحًا جديدًا ويجتذب العرض الجمهور.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن مسرحية «النقطة العميا» وكيفية مشاركتك بها؟
- أنا والمخرج أحمد الجهرى أصدقاء منذ وقت طويل، رأيت له العرض المسرحى «ديجافو»، وبعدها شاهدت له العرض المسرحى «كيوبيد»، حينها شعرت بأننى أريد التعاون معه في المسرح، لذلك تحدثت معه، وأخبرته أننى أريد خوض تجربة المسرح لأول مرة معه.
لماذا أخذت خطوة الإقبال على المشاركة في عمل مسرحى؟
لأنى كنت مُدركا أن المسرح سيعطينى ثقلًا مختلفًا، ويفيدنى في عملى لأنه يمنحنى فرصة التمثيل كل يوم «لايف» أمام الجمهور والاحتكاك المُباشر بالجمهور بشكل مستمر، وبعد هذا الأمر بحوالى شهر أو شهر ونصف، أرسل لى محمد النص الخاص بمسرحية «النقطة العميا»، ثم بدأنا في «بروفات» المسرحية.
هل تخوفت من مواجهة الجمهور في المسرح؟
- لم أخف من مواجهة الجمهور، ولكن فكرة التمثيل «لايف» بالنسبة لى كانت مُرعبة، لأن الأمر يختلف عن الدراما، التي تسمح لنا بالإعادة مرة واثنتين وعشرا، أما المسرح فليس به إعادة، لذلك كنت خائفًا للغاية خاصةً في البداية، ولكن بعد التجربة اكتشفت أن التمثيل والحصول على رد فعل الجمهور في نفس اللحظة هو شىء مُمتع للغاية، لذلك أنا سعيد به.
أيهما جعلك تخاف أكثر نسيان الحوار أم مواجهة جمهور المسرح؟
- تخوفت من فكرة التمثيل أمام الجمهور مباشرةً، لأن الدراما والسينما بهما فرصة ثانية دائمًا للمسلسل لإثبات أن العمل بشكل عام جيد، ولكن بالنسبة للمسرح الحكم نستقبله في نفس اللحظة، سواء رضاء الجمهور أم رفضهم للممثل، لذلك كنت قلقًا.
كيف حضرت لليوم الأول لتقديم «النقطة العميا» أمام الجمهور؟
شعرت كأن الأمر «امتحان ثانوية عامة»، إذ كنت خائفًا، ولم أتحدث مع أي شخص في «الكرو»، ولا حتى المخرج أحمد فؤاد، وجلست في الغرفة فقط حتى بداية العرض، وأحمد الله أن العرض نال إعجاب الجمهور في النهاية.
المخرج أخبرنا أنك كنت الأنشط في «البروفات».. فكيف حضرت لها؟
- جعلت المخرج يشعر بالملل بسببى، لأنى كنت أسأله في كل التفاصيل وكل الجُمل المكتوبة في السيناريو، سواء الخاص بى، أو الخاص بزملائى، وفى البداية كنت غير مُقتنع ببعض الجمل في الحوار، ولكن في النهاية أقنعنى المخرج بكل شىء لأنه لديه دائمًا وجهة نظر سليمة في الأمر، وبالمناسبة المخرج أحمد نفسه نشيطًا، إذ كان يحمسنا دائمًا في «البروفات» حتى إذا استمرت ل10 و12 ساعة، كان يُحمسنا ويجعلنا نشعر بقيمة العرض، لذلك هو لديه ملكة توجيه الممثل بالشكل السليم أثناء العرض المسرحى.
آخر مشهد في العرض احتوى على انفعالات متعددة.. كيف تؤديه يوميًا بنفس الصدق؟
- المونولوج الأخير في المسرحية، كان آدم البطل يتعرى من أخطائه، وإذ اعترف أنه يخون زوجته وأن استغلال السيدات أمرًا ليس طبيعيًا، كما أدرك أنه ارتكب جريمة قتل حتى لو عن غير قصد، بشكل عام آدم في هذه اللحظة اكتشف حقيقته الشنيعة التي جعلته يستغل كل الأشياء المحيطة به ليحقق فقط أحلامه، وكان الأمر هدف المخرج أحمد فؤاد، إذ أرادنا أن نجعل الجمهور يشعر بالندم الذي سيطر على الشخصية في هذه اللحظة، وحقيقى المونولوج كان مُرهقا جدًا.
فكرة تكراره.. ألم تصبك بالملل؟
- لا بل كان الأمر بمثابة تحد لى، إذ أردت جعل الجمهور الذي يتغير يوميًا يشعر كل يوم بأن المشهد يُقدم على خشبة المسرح لأول مرة، وأتمنى من الله أن أنجح في هذا الأمر.
بعد الانتهاء من العرض تتخلص من مشاعر الشخصية سريعًا؟
- أقدم «النقطة العميا» في قاعة وليس مسرحًا، لذلك أستطيع التخلص من الشخصية سريعًا لأنى أمثل «فى حضن الجمهور»، وبمجرد انتهاء المسرحية يأتى الجمهور لى ويسلمون على لذلك أستطيع في نفس اللحظة التخلص من مشاعر الشخصية والعودة لطبيعتى، وأشعر بالسعادة عندما يسلّم الجمهور علىّ ويطلبون التقاط الصور معى.
ماذا عن الأعمال المُقبلة؟
- أشارك في مسلسل «محارب» المقرر عرضه في موسم رمضان 2024، وأتعاون فيه مع المخرجة شيرين عادل، والفنان حسن الرداد ويضم بجانبه عددا كبيرا من الفنانين والنجوم، وإنتاج أحمد السبكى.
هل تستعد لعمل سينمائى؟
حتى هذه اللحظة لم أتعاقد على فيلم جديد، ولكن أتمنى أن أركز وأكثف في السينما بالفترة المُقبلة.
قبل موسم رمضان.. تستعد لعمل جديد «أوف سيزون» مثل تجربة «روحى فيك»؟
بشكل عام أنا ممثل، أحكم على العمل من خلال الورق، ولا تهمنى فكرة في أي «سيزون» يُطرح، ولكن فقط أهتم أن يكون عملًا جيدًا يستحق أن أشارك فيه وأضيف له ويضيف لى، ولا أهتم بمسميات «سيزون» أو «أوف سيزون»، والجمهور أصبح واعيا ويشاهد في الأيام العادية كما يشاهدون.
..ومخرج العرض: البروفات استمرت أربعة أشهر حتى وصلنا للشكل النهائى
قال المخرج أحمد فؤاد، إن كل أسرة مسرحية «النقطة العميا»، بذلوا مجهودًا كبيرًا، والفكرة أن كل المجموعة مميزة، وجميعهم تدربوا جيدًا حتى انطلقوا على المسرح، والتجربة تُحسب أكثر لنور محمود، الذي قرر أن يخطو تجاه المسرح بعدما حقق نجاحات في الدراما، بالرغم من أن المسرح أصعب لأسباب عديدة، أولها أن الفنان مُطالب بالمحافظة على نفس الأداء بشكل يومى، ونور كان الأكثر اجتهادًا في البروفات، التي استمرت لأربعة أشهر، حتى وصلنا للشكل النهائى للمسرحية، وأضاف «فؤاد» في تصريحات ل«المصرى اليوم»: «بالنسبة لى أحمد السلكاوى هو الممثل المثالى لأنه طيّع ويحب تجسيد خيال المخرج، دون التركيز على رؤيته الشخصية للحكاية، ولا أفكر في الاتجاه لخطوة الإخراج الدرامى أو السينمائى لأنى لا أرى المسرح خطوة، وأتمنى لو يتجه مخرجو الدراما والسينما للإخراج المسرحى، ليخوضوا تجربة جديدة وثرية».
وعلى هامش الليلة ال33 نفسها، كشف الفنان أحمد السلكاوى، في تصريحات ل«المصرى اليوم» كواليس مشاركته في العرض المسرحى، والصعوبات التي واجهته بسببه، إذ قال: حقيقى أنا سعيد بالمشاركة في المسرحية، إذ بدأ الأمر معى بعرض المخرج أحمد فؤاد عليّ وأنا وافقت مباشرة لأنى أثق فيه وفى كل أرآئه، ومسرحية «النقطة العميا» هي رابع عمل يجمعنا.
وتابع «السلكاوى»: أشعر دائمًا بأنه يفيدنى ويطورنى، وذلك بشهادة الجمهور والنُقاد، ومع الليلة ال33 من العرض، وصلنى إحساس بتغير طعم النجاح في كل مرة، لأن العرض يختلف من جمهور لجمهور بالرغم من أن هناك بعض الثوابت التي تحدث في كل عرض وأولها التحدث مع المخرج وتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف بين العرض والآخر، وبالمناسبة المخرج أحمد فؤاد يجلس معنا بعد كل عرض، ويخبرنا عن مساوئ الليلة السابقة، ويقف على الحرف والكلمة، لنكن كلنا في أفضل أداء بجانب حلاوة النص، والأبطال الرائعون الذين يجعلون كل شئ أسهل، والوقوف أمام الجمهور يصبح أكثر متعة.
وتحدثت بطلة العرض الفنانة هايدى بركات، عن تجربتها، إذ قالت في تصريحات ل«المصرى اليوم» عن العمل: أحمد الله على مشاركتى في المسرحية، وكنت خائفة لأنى الممثلة الوحيدة في كل الأبطال، وقدمت دور عشماوى، وذلك عكس المعتاد في أدوار الفتيات، وبشكل عام المخرج تحدث معنا وسلط الضوء على كل تفاصيل الشخصية، وساعدنى السلكاوى ونور محمود، والحمد لله الجمهور مازال يتذكرنى في «العطار والسبع بنات»، إذ أن هذا المسلسل يشبه «الحاج متولى»، وله مكانة خاصة في قلبى.