هل تشعر بالاكتئاب في ليلة رأس السنة؟ لا تقلق لست وحدك

يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب في أثناء العطلات، وقد يصل الأمر بالنسبة للبعض إلى ذروته في ليلة رأس السنة. فإذا كنت تشعر بالقلق والحزن خلال العطلات، فأنت لست وحدك، إذ تعد حالات الاكتئاب شائعة في هذا الوقت من العام.
موسم الأعياد هو وقت الفرح والاحتفال، ولكن ليس للجميع، إذ يواجه العديد من الأشخاص مشاعر متزايدة من الحزن والتوتر، ويعانون ما يُعرف باسم «كآبة العطلة».
ويقول الدكتور بانكاج بورادي، طبيب نفسي، إن ليلة رأس السنة الجديدة تأتي بمشاعر مختلطة من الارتياح واليأس. قد يجد الناس صعوبة في التخلص من الحزن المستمر عندما يودعون العام الماضي ليتذكروا لحظاته الأخيرة.
رأس السنة الجديدة «اليوم الأكثر إحباطا في السنة»
من المعروف أن المهرجانات والأعياد مرهقة عقليًا. وفقًا لبحث حديث، يمكن اعتبار ليلة رأس السنة الجديدة «اليوم الأكثر إحباطا في السنة».
ويشير «بورادي» إلى العوامل المحتملة التي قد تجعل ليلة رأس السنة صعبة للغاية على الصحة العقلية، بحسب موقع only mind matters.
ويضيف أن التركيز على التفكير هو ما يميز ليلة / يوم رأس السنة الجديدة عن العطلات الأخرى، وهذا يمكن أن يجعلها مزعجة بشكل خاص. في العام الجديد، من الصعب عدم إعادة التقييم والانتقاد الذاتي على الأقل قليلًا.
في أي وقت تفكر فيه بالماضي، من المحتمل أن يجعلك تشعر بمزيد من الاكتئاب، خاصة إذا كنت تشعر أنك لا ترقى إلى مستوى مقارنة بالآخرين. غالبًا ما يكون هذا هو الوقت الذي من المرجح أن نفكر فيه أو نتأمل في إنجازاتنا أو عدم تحقيقها. قد يكون الفشل في الوصول إلى أهداف معينة، أو المشكلات الصحية، أو النكسات المهنية الكبيرة، وما إلى ذلك، ثقيلًا للغاية في نهاية العام.
بالنسبة لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بالاضطراب العاطفي الموسمي، فإن شتاء نهاية ديسمبر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر غير السارة والاكتئاب. هناك ضغط للاختلاط والاحتفال والخروج والذي يمكن أن يكون بمثابة ضغط، إذ يجد الأشخاص المصابون بالاكتئاب صعوبة في مغادرة المنزل. إن السماح للأعراف الاجتماعية بأن تملي عليك ما تفعله بدلًا من القيام بما هو أفضل بالنسبة لك يمكن أن يعرضك للخطر بسبب القلق والاكتئاب.
إنه اليوم الذي يركز فيه المرء أكثر على المستقبل وآمال العام الجديد القادم. مع انخفاض الحالة المزاجية والروح المعنوية، قد يشعر أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، للأسف، بالخوف أكثر من الأمل وهم يتطلعون إلى العام الجديد.
من المهم أن تعرف أنه لا بأس أن تشعر بالاكتئاب أو القلق. الحزن والقلق مشاعر إنسانية طبيعية، ولكنها يمكن أن تصبح خطيرة إذا أصبحت شديدة للغاية وطويلة الأمد. في مثل هذه الحالة، يُنصح بالتعبير عن مشاعرك لأحبائك، أو طلب المساعدة المهنية.
280 مليون شخص يعاني من الاكتئاب
والاكتئاب بشكل عام، هو أحد الأمراض الشائعة في العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ يعاني نحو 280 مليون شخص من هذا المرض، والذي قد يمثل «حالة صحية خطيرة»، وفي أسوأ حالاته قد يتسبب بالانتحار. وتشير إلى أن الاكتئاب يميزه «الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادة».
سبب الشعور بالاكتئاب خلال العطلات
وتقول ندى جولد، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الشعور بمثل هذه المشاعر خلال «أروع الأوقات في السنة» ليس أمرًا غير عادي على الإطلاق. «فهناك توقع بأنه من المفترض أن نشعر بالسعادة خلال العطلات... لذلك، عندما لا يشعر الناس بهذه الطريقة، فإن ذلك يجعلهم يشعرون كما لو أن هناك خطأ ما فيهم».
ويقول قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز ل«DW» دويتشه فيله، إن 88% من الأمريكيين البالغين يشعرون بالتوتر خلال الفترة ما بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وفقًا لاستطلاع عام 2018.
وأفاد 64% من الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أن العطلات تجعل أعراضهم أسوأ، حسبما وجدت دراسة صدرت في عام 2014 عن التحالف الوطني للأمراض العقلية في الولايات المتحدة. وأدى عامين من الصعوبات الاقتصادية والخسارة والانفصال الناجم عن الوباء إلى تفاقم الأمور بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم.
قد يشعر الأشخاص من جميع الفئات العمرية بالحزن أو القلق خلال أوقات الأعياد لعدة أسباب. وتقول دارلين لانسر، المعالجة النفسية المتخصصة في العلاقات ومؤلفة كتاب «قهر العار والاعتماد المتبادل: 8 خطوات لتحرير شخصيتك الحقيقية»، ل DW إن الناس قد يشعرون باكتئاب العطلة إذا كانوا:
* يعيشون بعيدًا أو منفصلين عن أفراد الأسرة.
* لديهم ذكريات مؤلمة عن العطلات التي دمرها أحد أفراد الأسرة المدمنين أو المسيئين.
* يشعرون بالحزن والخجل لكونهم وحيدين.
* يشعرون بالحزن أو الندم أو الخجل بسبب الانفصال أو الطلاق.
* إنهم عازبون وليس لديهم العديد من الأصدقاء المنفردين لقضاء الوقت معهم.
* لا يستطيعون شراء الهدايا التي يتوقعها أطفالهم أو يريدونها.
وأضافت أنه في المناطق التي تقام فيها العطلات خلال فصل الشتاء، «يصاب الناس أيضًا بالحزن العاطفي، وهو اضطراب عاطفي موسمي عندما يكون ضوء الشمس أقل، مما يؤدي إلى الاكتئاب».
وقالت «جولد» إن أنشطة العطلات الشائعة يمكن أن تثير القلق والاكتئاب، موضحة: «أشياء مثل الذهاب للتسوق في العطلة، أو تناول الوجبات مع العائلة والأصدقاء، أو تناول أطعمة معينة، قد تجلب السعادة لبعض الناس، ولكن بالنسبة للآخرين، قد يكون لها تأثير معاكس».
وأضافت أن «الاضطرار إلى التسوق في حالة حدوث مشكلات مالية قد يكون أمرًا مرهقًا. ويبدأ الناس في الانغماس في الحلويات والأطعمة غير الصحية؛ ويمكن أن يسبب ذلك أيضًا تأثيرًا نفسيًا سلبيًا».
نصائح للتعامل مع اكتئاب بداية العام
يسلط موقع «ويب ميد» الضوء على 6 نصائح تساعد على تجاوز اكتئاب بداية العام، والتي يقترحها علماء النفس:
1- إذا كنت تتوقع أنك ستجتر الأفكار السلبية قبل نهاية العام، ضع خطة لتقليل التفكير فيما واجهته.
2- لا تفكر في عيوبك، وفكر في الأسباب التي حالت دون تحقيق ما أردته.
3- بدلا من من التفكير بسلبية، اسأل نفسك: «ما الذي يمكنني فعله لتغيير موقفك؟»
4- حاول أن تشغل نفسك وتبقى نشيطا، مارس الرياضة لتشتت انتباهك عن اجترار خيبات الأمل.
5- ضع أهدافا للعام المقبل قابلة للتحقيق، وليست مجرد أحلام.
6- تأكد من طموحاتك وأهدافك أنها واقعية، وقد تقوم بتقسيمها إلى مراحل.