كل عام وحضرتك بخير وعيد سعيد..!! قد تتساءل بأى عيد أباركك ولكنى أؤكد لك أنه أيا كان الشهر الذى تقرأ فيه هذا المقال فحتماً سيكون به عيد وربما عيدان إن لم يكن ثلاثة، فنحن كمصريين نتميز عن سائر الأمم بأن معظم أيام العام بها أعياد بل إننا ننتظر أى حدث يقع حتى ندشن عيداً جديداً يضاف إلى قائمة أعيادنا، وهى عادة فرعونية توارثناها جيلاً بعد جيل. قد يبدو هذا أمراً رائعاً وعادة حسنة، لكن إذا نظرنا نظرة متفحصة لمفهوم الأعياد عندنا سنجد أننا ببساطة شديدة نحتفل فى يوم واحد من السنة بالشىء الذى نفتقده فى باقى أيام العام!!.. فإذا نظرنا مثلا إلى يوم الخامس عشر من شهر أغسطس من كل عام ففيه نحتفل بعيد وفاء النيل فتقرع الطبول وتنشر المقالات عن عظمة «شريان الحياة» ويعرض التليفزيون فيلم «عروس النيل»، ولكن فى هذا اليوم فقط نتذكر أن مصر بها نيل يستحق الاهتمام، وفى سائر أيام العام يصبح هذا النيل مرمى للمخلفات ومسبحاً للحيوانات، بل أصبحنا مهددين بنقصان حصة مصر التاريخية من مياهه، وقد قال عنه هيرودوت «مصر هبة النيل»، آدى النيل راح.. نحافظ على هبة بقى!! وإذا قدر لك أن تخرج من منزلك فى يوم الرابع عشر من شهر فبراير فستجد مصر المحروسة مكسوة باللون الأحمر.. ليس احتفالاً بفوز الأهلى على الزمالك فهذا أمر معتاد ولكن إحياء لذكرى عيد الحب، ففى هذا اليوم يفتتح بائعو الزهور أبوابهم للعاشقين وتعزف ألحان الغرام وترتفع مبيعات محال «الدباديب».. وإنه لأمر محير حقاً كيف يكون «الدب» ذلك الحيوان المفترس رمزاً من رموز الحب؟ ولكن.. فى هذا اليوم فقط نحتفى بالحب، أما فى سائر الأيام الأخرى فنترك الزهور تجف فى الأوانى ولا نرى اللون الأحمر سوى فى المدرجات وتكون أعظم أغانى الحب هى أغنية «باحبك يا حمار».. هو يعنى الحمار مالهوش نفس!! الأمثلة كثيرة والوقت قليل وأنا مضطر أن أتركك للاستمتاع بعيد اليوم، مهما اختلفت المناسبات ومهما تعددت الأعياد سيبقى شىء واحد يعبر عنها جميعاً وهى أغنية «يا ليلة العيد.. آنستينا».