«مرحبا، أنا يحيى السنوار. أنتم في مكان آمن لن يصيبكم مكروه».. بكلمات بسيطة وتمكن من اللغة العبرية، نطق يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وأحد مهندسي معركة طوفان الأقصى التي بدأت يوم 7 أكتوبر باقتحام فصائل المقاومة الفلسطينية لغلاف غزة. يمكن القول أن «يحيى السنوار» المطلوب رقم واحد في إسرائيل، ويوصف ب«الرجل الميت»، هكذا وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري، في أعقاب عملية اقتحام غلاف غزة ومقتل قرابة ال 1200 إسرائيلي، فضلا عن احتجاز قرابة ال 240 آخرين. نتنياهو أنقذ يحيى السنوار 6 مرات فجر الصحافي والخبير السياسي الإسرائيلي «بن كاسبيت»، مفاجأة أشبه بالفضيحة من شأنها أن تزيد الحنق الشعبي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، إذ أكد على رفض الأخير، ل 6 عمليات مخابراتية تهدف إلى اغتيال يحيى السنوار، في مقالة مقتضبة عبر صحيفة «معاريف» قال بن كاسبيت: «تم عرض عدد من العمليات المختلفة لقتل زعيم حماس في غزة على رئيس الوزراء خلال السنوات القليلة الماضية من قبل عدد من رؤساء الشاباك المختلفين. لكن في كل مرة كان نتنياهو يتجنب ذلك». وأضاف خلال المقال المنشور على «معاريف»: «العمليات عرضها آخر ثلاثة رؤساء للشاباك: يورام كوهين، ونداف أرغمان، ورونان بار، لكن نتنياهو رفضها جميعا». في مقال ثان يفرد الصحفي الإسرائيلي «بن كاسبيت» مساحة أكبر لسرد جانب من تفاصيل عمليات الاغتيال التي تم طرحها من قبل رؤوسا الشاباك على نتنياهو والتي قوبلت جميعها بالرفض. يقول بن كاسبيت: «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض خطة عملياتية لاغتيال زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ست مرات على الأقل. وهذا واضح من المحادثات مع عدد كبير جدًا من كبار أعضاء المؤسسة الأمنية في الماضي والحاضر»، لافتا إلى أن الخطط كانت مكتملة إلى حد كبير ولم تكن تحتاج إلى مزيد من الوقت أو الجهد، إذ كان من الممكن أن تدخل خطة الاغتيال فورا حيز التنفيذ، لاسيما أن «السنوار» حينها لم يكن مختبئ بشكل تام، ولكنه كان متواجدا بين الناس وحاضرًا في الصورة بشكل كبير لذا كان الاقتراب منه واغتياله – حينها – أمرًا سهل ويمكن تنفيذه على أرض الواقع، إلا أن العقبة الوحيدة التي وقفت حائلا هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيا، لذا يمكن القول أن نتنياهو أنقذ السنوار من الموت المحقق». واستطرد المحلل السياسي الإسرائيلي: «لقد كانت خطط الاغتيال مفصلة ودقيقة إلى أبعد حد، وتضمنت أيضًا «تنسيقات» لتحقيق النجاح بنسبة 100%، ولم تكن الخطة مخصوصة لاغتيال السنوار فقط وإنما استهدفت الوصول إلى قيادات القمة في حماس، على غرار الحرب التي شنتها إسرائيل على جبهة التحرير الشعبية في جنوبلبنان عام 1982». رئيس الشاباك يؤكد.. ونتنياهو ينفي فور تداول المعلومات التي نشرها الصحفي والمحلل السياسي «بن كاسبيت» على صفحات جريدة «معاريف»، خرج مكتب بنيامين نتنياهو ببيان حمل في طياته نفيًا قاطعًا حول ما يتم تداوله عن رفضه خطة قدمتها الاستخبارات الإسرائيلية لتصفية يحيى السنوار. لم يقف الأمر عند إدعاء «بن كاسبيت» ونفي «نتنياهو»، إذ دخل رئيس الشاباك السابق يورام كوهين ليزيد من الطين بلة، ويؤكد ما رواه بن كاسبيت. ظهر رئيس الشاباك السابق، يورام كوهين، في برنامج «لقاء مع الصحافة»، أدلى خلاله بتفاصيل عن الخطط التي تم إعدادها للتخلص من «السنوار» قائلا: «إن الشاباك أوصى بتنفيذ عملية «اغتيال» على جميع قادة حماس في غزة، واقترحت ذلك لاحقًا ل على المستوى السياسي، كان الشاباك ينظر إلى حماس على أنها منظمة قاتلة، عليها أن تحبط قيادته، في ظل الخطر الكبير الذي تطرحه أجندتها، لكن نتنياهو، رفض كل هذه الفرص العملياتية».