«الصحة العالمية» تدعو الأطباء لعدم وصف «المضادات الحيوية» إلا عند الضرورة

شدد المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على الحاجة الملحَّة إلى التصدى للتهديد الناتج عن مقاومة مضادات الميكروبات، فمقاومة المضادات الحيوية تُهدِّد الرعاية الصحية فى إقليم شرق المتوسط. وحالات العدوى المقاومة للأدوية تزداد يومًا بعد يوم شيوعًا وانتشارًا بوتيرة أسرع.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة مضادات الميكروبات تندرج ضمن التهديدات العالمية العشرة الأولى للصحة العامة التى تواجه البشرية، ودعت الأطباء لعدم وصف «المضادات الحيوية» إلا عند الضرورة.
ويؤدى سوء استعمال المضادات الحيوية والإفراط فى استعمالها مع البشر والحيوانات وفى الإنتاج الغذائى إلى ظهور أنماط جديدة من المقاومة. فتُستخدم حاليًّا المضادات الحيوية بدلًا من التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، وفى غياب تدابير فعالة للوقاية من العدوى ومكافحتها، مثل المياه النظيفة والإصحاح والنظافة العامة، وهو ما يُعرِّض سلامة الناس للخطر، ويضغط على النُّظُم الصحية، ويهدر الموارد فى نهاية المطاف.
وقد أوضح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، قائلًا: «إن رعايتنا الطبية تعتمد بشدة على المضادات الحيوية، ولذلك يجب أن تظل فعالة. ويجب علينا حماية مستقبل الرعاية الصحية وضمان عافية مجتمعاتنا. ويتطلب ذلك تحسين أسلوب استخدامنا لمضادات الميكروبات فى العلاج».
والمهنيون الطبيون الشباب، الذين يمثلون قوتنا العاملة الصحية المستقبلية، سيكونون الأشد تضررًا خلال حياتهم المهنية بسبب زيادة حالات العدوى المقاومة للأدوية، وبمقدورهم أن يساعدوا على تحسين ممارسات وصف المضادات الحيوية.
وقد أصدرت منظمةُ الصحة العالمية كتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية (الإتاحة والمراقبة والاحتياط)، من أجل تقديم إرشادات بشأن استخدام المضادات الحيوية لأكثر من 30 عدوى شائعة. ويُصنَّف كل مضاد حيوى حسب إمكانية «إتاحته» أو «مراقبته» أو الحفاظ عليه على سبيل «الاحتياط». واعتماد تصنيف «الإتاحة والمراقبة والاحتياط» يتطلب جميع الجهات الفاعلة فى النظام الصحي.
وأضاف الدكتور أحمد المنظرى قائلًا: «أدعو جميع العاملين الصحيين إلى الاستخدام المسؤول لمضادات الميكروبات، وعدم وصف المضادات الحيوية إلا عند الضرورة، وفقًا للمبادئ التوجيهية الوطنية وكتاب المنظمة لتصنيف المضادات الحيوية. وأحث أيضًا عامة الناس على عدم تناول المضادات الحيوية إلا عندما يصفها مهنيٌّ صحي. إن مستقبل مضادات الميكروبات فى أيدى العاملين فى الرعاية الصحية وعامة الناس. واغتنام هذه الفرصة هو بالضبط ما نعنيه بالصحة للجميع وبالجميع».
وتعد مضادات الميكروبات، ومنها المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هى أدوية تُستخدم للوقاية من العدوى وعلاجها لدى البشر والحيوانات والنباتات. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتغير البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات مع الوقت، ولم تعد تستجيب للأدوية، وهو ما يزيد صعوبةَ علاج حالات العدوى، ويرتفع معه خطر انتشار الأمراض، والإصابة بالأمراض الوخيمة، والوفاة.
وقد صدر عن المؤتمر الوزارى العالمى الثالث الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الذى عُقد فى مسقط بعُمان عام 2022، بيان مسقط الذى تعهدت فيه الدول الأعضاء بالحد من استخدام مضادات الميكروبات فى مجال صحة الحيوان والإنتاج الغذائي، وباستخدام المضادات الحيوية على نحو أنسب فى مجال صحة الإنسان.
وإضافةً إلى الوفاة والإعاقة، يمكن أن تؤدى مقاومة مضادات الميكروبات إلى إطالة أمد المرض، وإطالة مدة الإقامة فى المستشفى، والحاجة إلى أدوية أكثر تكلفة، فضلًا عن التحديات المالية التى تواجه المرضى.