تعد قاعدة «أوريم» العسكرية الإسرائيلية، التى تقع فى صحراء النقب، من بين أهم وأقوى مواقع جمع المعلومات الاستخبارية فى العالم، وعلى عكس قواعد التجسس والتنصت فى العالم، ظلت منشأة التجسس الإسرائيلية فى «أوريم» غير معروفة لعقود من الزمن. وقاعدة «أوريم» العسكرية الواقعة بالقرب من كيبوتس أوريم ليست مملوكة للولايات المتحدةالأمريكية، بل تتبع الوحدة 8200، وهى وحدة التنصت الرئيسية فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية، المعروفة اختصارًا باسم «أمان». تم إنشاء القاعدة منذ عقود لمراقبة الأقمار الصناعية التى تنقل المكالمات الهاتفية بين البلدان، وتوسعت لتشمل الاتصالات البحرية، ثم استهدفت بسرعة عددًا متزايدًا من الأقمار الصناعية الإقليمية. وذكرت صحيفة «لوموند ديبلوماتيك»، الفرنسية، نقلًا عن مصادرها الإسرائيلية كيف أن أجهزة الكمبيوتر فى هذه القاعدة «مبرمجة لاكتشاف الكلمات وأرقام الهواتف ذات الأهمية» من المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكترونى التى تم اعتراضها وما إلى ذلك، ثم يتم نقلها إلى الوحدة 8200 فى مدينة هرتسليا، شمالى تل أبيب. وفى هذا المكان تتم ترجمتها وتمريرها إلى وكالات أخرى، بما فى ذلك الجيش والموساد. وبحسب الصحيفة الفرنسية، تستهدف القاعدة العديد من الدول، الأصدقاء والأعداء. وقالت محللة سابقة فى الوحدة 8200، وهى مجندة فى الخدمة العسكرية، إنها عملت بدوام كامل فى ترجمة المكالمات ورسائل البريد الإلكترونى التى تم اعتراضها من الإنجليزية والفرنسية إلى العبرية. وفيما يتعلق بالوحدة 8200 التى تتبعها قاعدة «أوريم» للتجسس، فهى تعد أحد أهم أجهزة جمع المعلومات فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، وتملك عدة قواعد أخرى فى أنحاء إسرائيل. كما تعد الوحدة 8200، رسميًا، جزءًا من جيش الاحتلال الإسرائيلى، ولديها أيضًا وحدات مراقبة سرية داخل الأراضى الفلسطينية، وتستخدم طائرات «جلف ستريم» المجهزة كطائرات استخبارات للإشارات. ويغطى نطاق عمل قاعدة أوريم للتنصت مناطق جغرافية واسعة فى الشرق الأوسط، فى قارتى آسيا وإفريقيا. وتضم القاعدة نحو 30 هوائيًا وطبقًا، مما يجعلها واحدة من أكبر قواعد استخبارات الإشارات فى العالم. وتعد المحطة الوحيدة ذات الحجم المماثل هى منشأة أمريكية فى مينويث هيل فى يوركشاير بالمملكة المتحدة. ونقلت «بى بى سى» عن صحيفة هآرتس، الإسرائيلية، أن من بين النجاحات الكبيرة للوحدة 8200 التقاط محادثة هاتفية بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والعاهل الأردنى الملك حسين فى اليوم الأول لحرب 1967، كما تم اعتراض محادثة هاتفية بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وبين جماعة أبو العباس الفلسطينية التى اختطفت سفينة الركاب الإيطالية «اكيلى لاورو».