من محمد الدرة لمستشفى المعمداني.. شباب الراب يعبرون عن أزمة فلسطين ب«راجعين»

القضية الفلسطينية، أصبحت هي الشغل الشاعل و«التريند» شبه المستمر لمعظم شباب الوطن العربي، الذين أدركوا حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، بين قتل الأبرياء، واستشهاد الأطفال حتى الصِغار منهم قبلما يدركوا معنى الحياة أو سبب الاحتلال، والتمثيل بجثث الموتى كأن جيش الاحتلال يريد التأكد أن الفلسطيني لن يُلقي عليه حجرًا وهو جثة هامدة.
ومن هذا المنطلق، قرر مجموعة من شباب الراب من مختلف بلدان الوطن العربي، إطلاق أوبريت جديد يحمل اسم «راجعين»، الذي يرون فيه القصة كاملة، وما عانت منه فلسطين على مر سنوات متتالية، وأجيال مختلفة ذاقت نفس مرارة فقد الأحباء بسبب المُحتل وطريقته الخالية من الإنسانية، وذَكر الكليب عددًا من المواقف مثل استشهاد محمد الدرة، والصحفية شيرين أبوعقلة، وقذف مستشفى المعمداني، وتدمير غزة بالصواريخ دون رحمة.
استخدم أوبريت «راجعين» عددًا من «التكنيكات» المميزة، بين اختيار الموسيقى القائمة على «النوتة» الشرقية، واستخدام إيقاع «الدبكة» الفلسطيني الشهير في بعض المقاطع الخاصة بالأغنية، وتنوع الأوبريت بين طريقة الغناء الهادئة، للتنديد بأحداث الاحتلال، واستعطاف المُستمع بشأن ما يحدث في غزة، حتى خرج من وسط أصوات أشهر مطربين الراب صوت نسائي قوي يناشد الله، بمساعدة أهالي غزة.
أوبريت «راجعين» يحكي جزءً من معاناة فلسطين
حكى الأوبريت جزء من الأزمة، من خلال عرض بعض المشاهد الصعبة بين التدمير، واعتقال الأبرياء، كما اختار الكليب عرض مشهد استشهاد شيرين أبوعقلة، وعرض مشاهد متنوعة للأطفال الذين يلعبون ويمرحون وسط الحُطام، كأنهم لا يكترثون لما يحدث حولهم، بجانب عرض الكليب لبعض مشاهد وقوف الشعب الفلسطيني صاحب القلب الجرئ أمام المُحتل دون خوف.
مُناشدة حُكام العرب ب«راجعين»
ناشد أوبريت راجعين، الحُكام العرب، بالتدخل ومحاولة حل الأزمة الفلسطينية بأي طريقة سواء من خلال التدخل العسكري أو السلمي، من أجل حل الأمور وإعادة السلام والأمان لأبناء فلسطين، ووقف قصف غزة، كما أكدت كلمات الأغنية أن أرض فلسطين ستعود لأهلها من جديد، حتى وإن طال وقت الاستعمار، وازداد الظلم في البلدة.
تفاصيل أوبريت «راجعين»
وجمع الأوبريت 6 مغنيين من مصر منهم نجوم الراب عفروتو ومروان بابلو ومروان موسى مع دينا الوديدي ودنيا وائل وأمير عيد، بمشاركة فلسطينية لكل من دانا صلاح وسيف شروف وعصام النجار ووسام قطب وعمر رمال وزين، بجانب فؤاد جريتلي من ليبيا ودافنشي من السودان وفورتيكس من الكويت، إضافة إلى بلطي ونوردو من تونس والمغربي سمول اكس والثنائي اليانج وراندر من اليمن والسعودية والإماراتية غالية شاكر، بمشاركة أخرس وسيف بطاينة من الأردن.
وشارك جميع الفنانين في العمل بشكل تطوعي بون مقابل في حين تعود جميع عائدات الأغنية لصالح المساعدات لأطفال غزة، وتعد الأغنية أول أوبريت شبابي يجمع أكثر من عشرين فنان عربي على غرار أوبريت الحلم العربي.
وتم تسجيل أغنية راجعين بين الأردن وتونس في حين تم تصوير معظمها في الأردن بحضور الفنانين عفروتو ومروان موسى ودينا الوديدي بينما تم تصوير باقي المشاركين عن بعد كل في بلده، وذلك تحت إدارة المخرج الفلسطيني عمر رمال والمخرج الليبي أحمد كويفية والمنتج ناصر البشير، وخرج الأوبريت للنور بمساهمة كل من حياة أبوسمرة وفرح حوراني وريم كنج وهبة أبوحيدر.
كلمات أوبريت «راجعين»
وجاء المقطع الأول من الأغنية: «فيها تراب اليوم نسقيه بدموع ودم شهيد.. فيها قصة مكتوبة نصر.. بلادنا لنا من بحر للنهر.. ياما قولنا بكرا أحلى بس ما شفنا إلا قهر.. وذنبه إيه طفل الشهيد كان حمله مستقبل زهيد.. واللي عايش طفل تاني بس أهله ميتين.. كل يوم بحكو للصبر سلاحي وأخر صبري هموم.. وأنا واقف وحدي العالم ضدي وأنا لا أخشاه.. سلبوني روحي.. مفتاح البيت في قلبي.. أنا راجع وفي إيدي ولدي.. لو كل العالم كان ضدي.. أنا راجع يا بلادي راجع.. أين حُكام العرب أين القادة.. إخواتي في غزة تتعرض للإبادة.. والنصر أو الشهادة.. فلسطيني شهيد منذ يوم الولادة».