بين الاجتياح البري والخوف على الشكل العام الدولي.. إسرائيل تحاكم جندي فى جيش الاحتلال بتهمة قتل فلسطيني

أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم، الاثنين، أن شرطة الاحتلال اعتقلت جندي إسرائيلي بتهمة إطلاق النار على رجل فلسطيني بالضفة الغربية، وذلك بعدما سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على قصة الفلسطيني الأعزل، وكيف اعتدى الإسرائيلي عليه وتأثير ذلك على أسرته.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية، منذ قليل، أن الشرطة العسكرية الإسرائيلية اعتقلت الجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي، اشتبه في إطلاقه النار على فلسطيني كان يقطف الزيتون في منطقة نابلس، السبت الماضي.
واستكملت الصحيفة روايتها، لافتة إلى أن الجندي كان في إجازة من الجيش، وأطلق النار على بلال صلاح، وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاما، وأصابه برصاصة في الصدر.
وأضافت الصحيفة أن المحامي المختص بالدفاع عن الجندي، عدي كيدار، التابع لمنظمة إسرائيلية تدعى Honenu، أشار إلى أن الجندي شعر بأن حياته في خطر بعد تعرضه هو وعائلته للهجوم، ووفقا لها، أطلق الجندي بعد ذلك طلقات تحذيرية في الهواء والأرض، وطالبت بإطلاق سراحه فورًا.
Honenu «هونينو» هي منظمة مساعدة قانونية إسرائيلية تقدم المساعدة والاستشارات القانونية لما يقرب من 1000 معتقل سنويًا، ووفقًا للموقع الرسمي للمؤسسة فأنها تدافع عن الجنود والمدنيون الذين يجدون أنفسهم في مأزق قانوني بسبب دفاعهم عن أنفسهم ضد العرب أو بسبب حبهم لإسرائيل، ويرفعون شعارًا «قضية الشعب اليهودي في الوطن اليهودي».
وعلق الجيش الإسرائيلي زاعمًا أنه أجرى تحقيقات أولية أظهرت أن جنديًا من جيش الدفاع الإسرائيلي شارك في الحادث، وأنه تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
وزارة الصحة الفلسطينية
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، أعلنت أن فلسطينيًا قُتل برصاص مستوطن إسرائيلي، بينما كان يقطف ثمار الزيتون جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية، وفقًا لوكالة «رويترز».
وأعلنت الوزارة في بيان: «استشهاد المواطن بلال محمد صالح (40 عامًا) برصاصة في الصدر، أطلقها عليه مستوطن في بلدة الساوية قضاء نابلس»، موضحة أنه الرجل عثر عليه غارقًا في الدماء على الأرض، وتم نقله إلى المستشفى التي كشفت أنه توفي.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني: «إرهاب المستوطنين يتواصل، والهدف المباشر الآن هو إرهاب مواطنينا ومنعهم من الوصول إلى حقولهم وقطف زيتونهم».
وأضاف في بيان: «تم تسليح المستوطن من قبل دولة الاحتلال، وتدريبه على قتل الفلسطيني، وحمايته من قبل الجيش الإسرائيلي ودعمه عبر التشريعات التي يصوغها القتلة أنفسهم. نظام إرهابي متكامل».
عائلة بلال صالح والتحقيقات في الحادث
وتسببت جريمة القتل في جدل مُضاعف حيث تناقلته المواقع الإخبارية الأجنبية، على هامش القصف الصاروخي والاجتياح البري الإسرائيلي بالأراضي المحتلة منذ ال7 من أكتوبر الجاري، عقب إطلاق حركة حماس هجوم صاروخي أطلقت عليه «طوفان الأقصى».
وخلال الساعات الماضية، كشفت وكالة أسوشيتد برس أن مستوطن يهودي قتل فلسطينيا يدعى بلال صالح بالرصاص أثناء قطف الزيتون، وفقًا لتصريحات عم الشهيد.
وأشارت الوكالة الإخبارية إلى أن عم الشهيد الأربعيني، وهو تيسير محمود قال، إن ابن أخيه كان يعمل في بستان بقرية الساوية مع زوجته وأطفالهما الأربعة يوم السبت عندما هاجمتهم مجموعة من المستوطنين.
وأضاف، أن «صالح» الذي كان يشعر بالقلق على سلامة أطفاله، حاول مغادرة المنطقة لكن أحد المستوطنين أطلق النار عليه في صدره.
وأوضح «محمود»، أنه لم يشهد المواجهة لكنه كان قريبا ووصل إلى مكان الحادث خلال دقائق من إطلاق النار، مضيفًا إلى أن «صالح» توفي قبل أن يتم نقله لتلقي الرعاية الطبية.
وادّعى رئيس المجلس الإقليمي الإسرائيلي في السامرة، ويدعى يوسي دغان، خلال مقطع فيديو نُشر على فيسبوك، السبت، إن الإسرائيلي أطلق النار دفاعا عن النفس بعد أن «تعرضوا لهجوم بالحجارة من قبل العشرات من أنصار حماس».
وأدانت فرنسا اليوم الأحد الهجمات الدامية التي نفذها الإسرائيليين، وحثت السلطات الإسرائيلية على حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، خاصة في قرية سوسيا أو سوسية الفلسطينية التي تقع في محافظة الخليل.
وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية: «إن أعمال العنف التي يرتكبها الإسرائيليين ضد السكان الفلسطينيين تتضاعف.. وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف».
وجاءت استجابة الشرطة الإسرائيلية، حسب وكالة أسوشيتد برس، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه تلقى تقريرا عن «مواجهة عنيفة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن فلسطينيا قُتل وأضافت أن الشرطة فتحت تحقيقا، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أشار الأربعاء إلى أن انتقد عنف المستوطنين الغسرائيليين ضد الفلسطينيين، في الوقت الذي دعم فيها استمراره العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقال بايدن وفقًا لصحيفة Times of Israel الإسرائيلية: «ما زلت أشعر بالقلق إزاء مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية»، مضيفا أن العنف «يصب الزيت على النار».
وقال: «إنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي يحق لهم التواجد فيها… يجب على الإسرائيليين التوقف الآن».
وحث بايدن نتنياهو خلال مكالمات هاتفية، الأيام الأخيرة، على التأكد من أن السلطات الإسرائيلية تمنع حوادث عنف المستوطنين المتزايدة، خوفا من أن تؤدي التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية إلى تفاقم الحرب الحالية في غزة بشكل كبير، حسب موقع Axios الإخباري الأمريكي والصحيفة الإسرائيلية، الأربعاء.
وأشارت Times of Israel إلى أن منظمة «ييش دين» الحقوقية الإسرائيلية أعلنت، اليوم الاثنين، أنه وقع أكثر من 100 حادث عنف ومضايقات من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في 62 بلدة وتجمعًا فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأضافت المنظمة أنه توجد حوادث مختلفة، سرق المستوطنون ممتلكات فلسطينية مثل الألواح الشمسية والمولدات، وقاموا بأعمال تخريب مثل إحراق المنازل والسيارات واقتلاع الأشجار، لافتة إلى أنه لم يتم اعتقال أو التحقيق مع أي إسرائيلي في أعقاب الاعتداءات ولم تستجب الشرطة لطلب التعليق على تلك الحوادث.
واختتمت المنظمة الحقوقية عباراتها قائلة إن عنف المستوطنين الإسرائيليين يهدف في كثير من الأحيان إلى تهجير المجتمعات الفلسطينية في محاولة للسيطرة على منازلهم وأراضيهم، وأجبرت مجتمعات رعوية بأكملها إلى الإخلاء منذ بداية العام ردًا على تصاعد عنف المستوطنين، حسب المنظمة.