غزة: سقوط شهداء بالمئات وصحفيون يروون المأساة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ارتفعت إلى أكثر من 7000 شهيد وأكثر من 18 ألف مصاب، منذ السابع من أكتوبر الجاري، فضلا عن حصار خانق منذ قبل 20 يوما، ليشمل قطع التيار الكهربائي والماء، ومنع دخول المواد الأساسية والوقود.
ووفقا لما نقلت وكالة وفا، الفلسطينية، فإن المعاناة مستمرة بحق الصحفيين، حيث الدمار في كل مكان في القطاع، مضيفة انه بعدما اضطروا للفرار من غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة غزة، يقوم مئات الصحفيين الفلسطينيين بتغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ بدء عملية طوفان الأقصى مجازفين بحياتهم في ظروف مروعة، وتابعت: لقد نصب صحفيون خياما في ساحة أحد المستشفيات لتشكل قاعة التحرير نهارا ومأوى ليلا، ويعمل بعضهم لوسائل إعلام محلية وآخرون لدى الصحافة الدولية، لكنهم يعيشون نفس المعاناة لأداء عملهم منذ بداية العدوان.
ووفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد استشهد 24 صحفيا جراء غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري، وعند بدء العدوان كانت وسائل الإعلام الموجودة في الأراضي الفلسطينية تعمل من مكاتبها في مدينة غزة، إلا أن القصف الإسرائيلي الكثيف الذي دمر عدة أبراج، أجبرهم إلى المغادرة مع فرقهم إلى الجنوب، رغم أن الغارات الإسرائيلية لا توفر أي منطقة.
واستقر مئات الصحفيين بينهم فريق فرانس برس في مدينة خان يونس في خيم نصبت في ساحة مستشفى ناصر، وحين لا يكون لديهم تقارير لإعدادها، تستخدم الخيم «كقاعة تحرير» وينامون فيها ليلا إذا كان صوت القنابل يوفر لهم فترة هدوء ليغمضوا عيونهم.
وتابعت: «في الخيم، ينام البعض على فرش أو على الأرض، ويغطون أنفسهم بسترة. وللحصول على بعض الخصوصية، ينام آخرون وخصوصا النساء في سياراتهم المتوقفة في ساحة المستشفى».
ونقلت عن هدى حجازي (25 عاما) تحمل الجنسية الإسبانية هي وعائلتها وتعمل مراسلة للتلفزيون الإسباني منذ عام 2018، أن «الوضع صعب في المستشفى،وتنام في السيارة، وتابعت: «الجو حار بالكاد أتدبر الاستحمام كل يومين أو ثلاثة في أحد حمامات بعض الأقسام داخل المستشفى».
وتواصل إسرائيل تهديداتها المستمرة ولم تتوقف عن الحرب، التي يطالب أبناء غزة والكثير من دول العالم بوقفها، رغم وجود أسرى لدى حركة حماس التي أطلقت عملية طوفان الأقصى
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينجز، اليوم الخميس، إنه لايوجد مكان آمن في غزة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ عملية طوفان الأقصى.
وأكدت المسؤولة الأممية في بيان وفقا لما نقلت وكالة «فرانس برس»، أن الإنذارات المسبقة التي وجهها الجيش الإسرائيلي إلى الفلسطينيين من أجل إخلاء المناطق التي يعتزم استهدافها في شمال القطاع «لا تُحدث أي فرق»، مضيفة أنه «لا مكان آمنا في غزة».
وتابعت: حين يتم قصف طرق الإجلاء، حين يكون الناس في الشمال كما في الجنوب معرضين للأعمال الحربية، لا تتوافر المقومات الأساسية للاستمرار، وحين لا يكون هناك أي ضمانة بالعودة، لا يترك للناس سوى خيارات مستحيلة.
وأشارت إلى أن الصراعات المسلحة أينما كان يحكمها القانون الدولي الإنساني، ما يعني أنه يجب حماية المدنيين وأن يمتلكوا المقومات الأساسية لاستمرارهم أينما كانوا وسواء اختاروا الانتقال أو البقاء.
وفي إطار الحرب المستمرة تسبب قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المدفعي بالقذائف الفوسفورية، باندلاع حرائق كبيرة على طول الحدود في الجنوب اللبناني، وفي القرى الحدودية اللبنانية.
واستهدفت القذائف الفوسفورية والانشطارية، الأحياء السكنية والمدنيين اللبنانيين والمساحات الحرجية في خراج بلدات علما الشعب، ورميش، وعيتا الشعب، والضهيرة، ومروحين، ويارون، وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري معلقا «هي سياسة الأرض المحروقة تنتهجها إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية ضد الحجر والبشر في قطاع غزة، كما على طول خط الحدود مع لبنان، وإن ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة».