خبراء: حزب الله يسعى لتجنيب لبنان سيناريو الحرب المفتوحة

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية امس تبادل كثيف للهجمات الصاروخية والقصف المدفعي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك بالإضافة إلى تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيران بتوسيع الصراع نحو لبنان، خلال زيارته امس لإسرائيل.
وفي ظل هذه التهديدات أكد خبراء ل«المصري اليوم»، أن الجانب اللبناني لا يستطيع تحمل تبعات الدخول في حرب من الناحية الاقتصادية في ظل استمرار عمليات نزوح المواطنين من مناطق الجنوب اللبناني، حيث زاد عدد النازحين عن 19 الف نازح، فضلا عن التكلفة الباهظة لدخول البلاد في حرب بعد الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت.
تصعيد محسوب
يشير محمد فوزي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ 7 اكتوبر وحتى اللحظة يتبنيان نمط «التصعيد المحسوب» أو «التصعيد الحذر»، وهو ما يتجسد في تركيز هذا التصعيد على عدم تجاوز حدود وقواعد الاشتباك التي وضعها الطرفين، بمعنى عدم تجاوز المناطق الحدودية.
وأضاف فوزي في تصريحات ل «المصري اليوم»، سنجد أن حزب الله اللبناني يتبنى استراتيجية في هذا التصعيد تقوم على عدد من العناصر، ومنها التركيز على استهداف التمركزات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الحدودية والمناطق اللبنانية المحتلة، وتجنب استهداف أي تمركزات بها مدنيين، كذلك يسعى حزب الله على الاقل حاليًا إلى تجنيب لبنان سيناريو الحرب المفتوحة، ولذلك فهو يتبنى «التصعيد المحسوب»، وفي ذات السياق يفسح الحزب الطريق أمام الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان نحو استهداف العمق الإسرائيلي، كذلك فإن الحزب حريص على عدم خروج أمينه العام في أي خطابات إعلامية، وذلك منعًا لتسرب خطط أو نوايا أو توجهات حزب الله ازاء التصعيد الراهن.
محاولة للضغط على إسرائيل
ويري الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن التصعيد العملياتي لحزب الله تجاه إسرائيل، والذي تزامن مع تصعيد في الخطاب الرسمي الإيراني فضلاً عن تصعيد بعض الفصائل الموالية لإيران في المنطقة ضد الوجود الأمريكي، لا يعبر عن رغبة الطرفين في فتح جبهة ضد إسرائيل، بقدر ما يمثل محاولة للضغط على إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، من أجل تأجيل العملية البرية، خصوصاً وأن العديد من الاعتبارات الداخلية الخاصة بالساحة اللبنانية تزيد من صعوبة انخراط حزب الله في حرب مفتوحة ضد إسرائيل، لكن طبيعة وموقف إسرائيل خلال الساعات والايام المقبلة من العملية البرية في غزة، سوف يكون العامل الأساسي المحدد والحاكم لطبيعة وشكل التصعيد الخاص بحزب الله وإيران.
التصعيد المباشر غير مطروح
في السياق ذاته، أكد محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية، إن مسألة دخول لبنان على خط التصعيد العسكري مع إسرائيل بشكل مباشر غير مطروح من قبل حزب الله لعدة أسباب، أهمها أن المناوشات التي تجري من وقت لآخر على الحدود هدفها فقط تخفيف الضغط على جبهة قطاع غزة من جهة، ومن جهة أخرى فإن إسرائيل ناشدت حزب الله بعدم التدخل في الحرب التي تخوضها إسرائيل على غزة، وأن القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان ليس إلا ردا على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان على شمال إسرائيل.
أزمات يعاني منها لبنان
وأضاف خيري في تصريحات ل المصري اليوم، الضربات التي وجهت من حزب الله على إسرائيل كانت بإيعاز من إيران كنوع من الدخول على خط المواجهة ولتجنب دخولها المباشر في الحرب ضد إسرائيل.
كما أكد أن الجانب اللبناني لا يستطيع تحمل تبعات الدخول في حرب من الناحية الاقتصادية في ظل استمرار عمليات نزوح المواطنين من مناطق الجنوب اللبناني حيث زاد عدد النازحين عن 19 الف نازح، فضلا عن التكلفة الباهظة لدخول البلاد في حرب بعد الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، لافتا إلى أن تصريحات نبيه بري حول رد لبنان على الصورايخ الإسرائيلية على مناطق الجنوب بأنها دفاع عن النفس ليس إلا محاولة لتوريط إسرائيل وإظهارها بأنها من بدأت بقصف جنوب لبنان.