بحضور السيسى وبايدن.. ماذا ننتظر من القمة الرباعية فى عمان؟ (تقرير)

في إطار جهودها الرامية لوقف التصعيد في قطاع غزة، تشارك مصر على المستوى الرئاسي غدًا الأربعاء في قمة رباعية بحضور الولايات المتحدة وفلسطين والأردن، التي تستضيف اللقاء، وذلك بحسب ما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، ووكالة «بترا» الأردنية.
وسيلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى غدًا ملك الأردن عبدالله الثانى، والرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، في العاصمة الأردنية عمان، لبحث التطورات الخطيرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، والعمل من أجل إيجاد أفق سياسى يعيد إحياء عملية السلام.
وتأتى زيارة الرئيس الأمريكى إلى الأردن في إطار جولة يقوم بها في الشرق الأوسط لزيارة إسرائيل، وأعلن البيت الأبيض عن الزيارة مساء الإثنين بعد أن التقى بايدن بكبار مسؤولي المخابرات وأقرب مستشاريه في المكتب البيضاوي لمناقشة ما إذا كان سيقبل الدعوة التي وجهها له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال نهاية الأسبوع.
ويرى خبراء، في تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن حضور الرئيس بايدن القمة يأتي لتخوف واشنطن من دخول روسيا على الخط في الصراع في غزة، فيما رأى آخرون أن دور القمة سيكون محدودًا وأن أجندتها غير واضحة.
فهمى: بايدن يهدف لقطع الطريق على روسيا ومصر تسعى ل«مقاربة شاملة»
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «القمة تكتسب أهميتها من حضور الرئيس بايدن»، مشيرًا إلى أن حضور بايدن يأتي ضمن جملة من الحسابات بعضها داخلى خاص بالانتخابات الأمريكية وآخر دولي مرتبط بتحجيم الدور الروسى.
وأضاف فهمى، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن الفرق بين المواجهة الحالية وكل المواجهات السابقة في غزة، والتي كانت تقتصر على حضور مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس الأمريكى يحضر إلى المنطقة لتأكيد دعم أمريكا لأمن إسرائيل، بعد أيام من زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الأمريكيين إلى إسرائيل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن بايدن معنىٌّ بالمواجهة الأخيرة في ظل سقوط قتلى ورهائن أمريكيين.
ولفت فهمى إلى أن زيارة بايدن للمنطقة تأتى في إطار «تخوف من دخول روسيا والصين على الخط في أعقد وأقدم الصراعات في العالم»، وقدمت روسيا أمس إلى مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة، لكنه قُوبل ب«فيتو»، أمريكى بريطانى فرنسى، كما رفضت اليابان- العضو في مجلس الأمن- مشروع القرار.
أما باقي أطراف القمة فأوضح فهمى أن الأطراف الحاضرة هي الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن القمة أساسها مصر والأردن، متمثلة في الإشراف الأردني على المقدسات الإسلامية من جانب، ودور مصر وهى الفاعل الأهم في الإقليم التي ترعى عملية السلام، ولها دور في غزة، ولها تاريخ تراكمى من النقاط الإيجابية.
وتابع فهمى أن «مهمة القمة هي نقل الأقوال الأمريكية إلى أفعال، وأن توفر الأمن للمدنيين والمواطنين الفلسطينيين وتسرع من استئناف الاتصالات الأمريكية والعمل ليس فقط على ملفات محدودة» معقبًا: «مش ملف الأسرى هو المهم».
وأوضح فهمى أنه في ضوء ذلك تتحدث مصر عن «مقاربة شاملة»، لذلك دعا الرئيس السيسي لعقد مؤتمر يوم السبت.
وأكد فهمى أن تلك الخطوة لها دلالاتها، أن القاهرة تسعى ل«توسيع نطاق عملية السلام وإلزام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وإحراج الإدارة الأمريكية كون الطرف الوسيط أصبح منحازًا»
وأختتم أستاذ العلوم السياسية قائلًا: «البديل صفرى متمثل في المواجهة ومزيد من سقوط القتلى الفلسطينيين، وبالتالي الإقليم مضطرب بكل من فيه، لذلك يجب أن تكون هناك قمة لتقريب وجهات النظر وإيجاد نقطة توافقية».
قيادى بفتح: البيت الأبيض حسم أمره بدعم الاحتلال والموقف المصرى متقدم في دعم غزة
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، القيادي بحركة فتح، إن الرئيس بايدن دعا لقمة لاستغلال تواجده في المنطقة، حيث من المفترض أن يزور الأردن قبل التوجه إلى الأراضي المحتلة للقاء نتنياهو.
وأضاف القيادي بحركة فتح في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «نأمل أن تؤدى القمة لوقف العدوان على الشعب الفلسطينى، وفى أقل تقدير فتح ممرات إنسانية وإدخال الطعام والمعدات الطبية».
وتابع الرقب: «كان هناك اليوم أمل بدخول المعدات عبر معبر رفح بعد أن تجهزت الشاحنات»، مرجحًا أن إسرائيل أجّلت إدخال المواد الإنسانية هذا اليوم انتظارًا لزيارة بايدن كأنه أنجز شيئًا خلال زيارته لتهدئة الأوضاع.
وقال وزير الخارجية سامح شكري، في وقت سابق، إن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفًا يسمح بفتح المعبر.
وحول دور الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام أوضح الرقب: «البيت الأبيض حسم أمره بشكل مطلق بدعم الاحتلال».
وعقب اندلاع عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الجاري سارعت الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، وأعلنت إرسال 2000 جندى إلى شواطئ البحر المتوسط قبالة إسرائيل.
وبشأن موقف الرئيس الفلسطيني تابع الرقب: «نأمل أن يكون موقف الرئيس الفلسطينى مماثلًا لموقف مصر، خاصة أن موقف مصر متقدم عن موقف أبومازن في موضوع العملية»، لافتًا إلى أن «مصر حمّلت الاحتلال المسؤولية، وكذلك المجتمع الدولي الصامت».
تابع الرقب: «نعول على مؤتمر السلام الذي سيُعقد في القاهرة السبت المقبل»، مشيرًا إلى أن أجندته أكبر من لقاء القمة غدًا، مضيفًا أنه «حتى هذه اللحظة لا توجد أجندة واضحة لهذه القمة».
عكاشة: القمة هدفها منع تمدد الحرب إقليميًا
ويرى سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المطلوب خلال القمة تنفيذ هدنة إنسانية وإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين والأوروبيين لدى حماس والجهاد.
وأضاف عكاشة، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن الولايات المتحدة تهدف إلى منع تمدد الحرب إقليميًا، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لحث الدول العربية للضغط على إيران ومن ورائها حزب الله لمنع توسع الحرب.
وحول موقف الولايات المتحدة من اجتياح برى لقطاع غزة، أوضح عكاشة أن أمريكا ضد عملية شاملة لاحتلال القطاع، كما أن إسرائيل لا تنوى احتلال القطاع، لكنها تنوى أن تدخل القطاع لتصفية حماس والجهاد.
وأضاف عكاشة أن تلك العملية ثمنها غالٍ في الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين، ولذلك واشنطن لا تريد أن تتحمل مسؤولية تلك العملية، وأكمل عكاشة أن إسرائيل تضغط بأن جزءًا من القطاع يهرب إلى مصر، لكن مصر رافضة لذلك تمامًا، كما أن ذلك ليس وقت هذا الطرح.