د. شوقى علام مفتى الجمهورية ل«المصري اليوم»: المشككون فى دعم مصر لفلسطين «شهود زور»

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستظل فى وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية جميعها، فهى قضية لا تسقط بالتقادم ولا يطرأ عليها النسيان، بل تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، حتى يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة، وستبقى القضية الفلسطينية هى القضية الأهم على الإطلاق، وحجر أساس فى بناء الهوية العربية والإسلامية، ويجب على كل مسلم الدفاع عنها.
وأضاف «علام» فى حواره ل«المصرى اليوم» أن مصر قامت بدورها الريادى تجاه القضية الفلسطينية على مر العصور، ولا تزال تعمل على وقف النزيف، وإنهاء الحرب الموجهة إلى الفلسطينيين، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحمل أمانة القضية الفلسطينية بشرف ونزاهة دون مساومة أو مقايضة، إيمانًا منه بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها فى السلام الآمن الذى لا يقبل الانتهاك من الجانب الإسرائيلى المحتل.. وإلى نص الحوار
الدكتور شوقى علام خلال حواره ل«المصرى اليوم»
■ بداية.. كيف تقرأ أثر التحركات المصرية على مدار التاريخ بشأن القضية الفلسطينية؟
- موقف مصر ومؤسساتها من القضية الفلسطينية سيظل علامة فخر واعتزاز لكل مصرى عاشق لتراب وطنه، وأن الخونة والمشككين فى تلك المواقف المصرية هم شهود زور شهادتهم مجروحة وقولهم مردود عليه.
فمصر قامت بدورها الريادى تجاه القضية الفلسطينية على مر العصور، ولا تزال تعمل على وقف النزيف وإنهاء الحرب الموجهة إلى الفلسطينيين، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحمل أمانة القضية الفلسطينية بشرف ونزاهة دون مساومة أو مقايضة، إيمانًا بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها فى السلام الآمن الذى لا يقبل الانتهاك من الجانب الإسرائيلى المحتل.
■ وماذا عن دور ومواقف المؤسسات الدينية لدعم قضية الأقصى وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى؟
- ما تقوم به مصر من دعم وتقديم المساعدات العاجلة للإخوة الفلسطينيين ليس بغريب، فهى الشقيقة الكبرى للدول العربية، ولذا أثمن الدعوة التى أطلقتها مصر لجمع المساعدات الإنسانية فى مطار العريش الدولى لإرسالها إلى الجانب الفلسطينى، وهى دعوة طيبة وضرورية أشجع الجميع على الاستجابة لها تخفيفًا على إخوتنا فى فلسطين من معاناتهم من قصف قوات الاحتلال الإسرائيلى العنيف.
الدكتور شوقى علام خلال حواره ل«المصرى اليوم»
■ ولكن البعض يرى أن انشغال الشعوب العربية بالتحديات الراهنة يقلل الاهتمام بقضية القدس والصراع الفلسطينى مع الكيان المحتل.. فهل هذا صحيح؟
- القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستظل فى وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية جميعها، فهى قضية لا تسقط بالتقادم ولا يطرأ عليها النسيان، بل تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل حتى يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة، وستبقى هى القضية الأهم على الإطلاق، وحجر أساس فى بناء الهوية العربية والإسلامية، ويجب على كل مسلم الدفاع عنها.
■ تلعب دار الإفتاء دورًا هامًا فى تأهيل الأئمة والوافدين من مختلف الدول.. نود التعرف على هذا الدور؟
- لدى دار الإفتاء المصرية إدارة للتدريب وبرنامج خاص لتأهيل الوافدين وتدريبهم على الإفتاء، وتبلغ مدة البرنامج ثلاث سنوات، يدرس الطالب خلالها عددًا من العلوم المؤهلة للفتوى، كما يتدرب على الإفتاء بشكل عملى على يد أمناء الفتوى بالدار؛ حرصا من الدار على أن تكون الفتوى محققة لاستقرار المجتمعات وملائمة لها، وإيمانًا منا بأن الفتوى صناعة ثقيلة يترتَّب عليها آثار سلبية وإيجابية.
■ وماذا عن التمسك بالدين والقيم الإنسانية فى حياة الأفراد والمجتمعات؟ وكيف يمكننا مواجهة السلبيات الأخلاقية والفكرية والحفاظ على الفطرة السليمة التى خلق الله الناس عليها فى ظل تطور التكنولوجيا والفضاء الإلكترونى؟
- يتعين علينا التمسك بالدين والقيم الإنسانية كأسلوب حياة فى التعامل اليومى للأفراد والمجتمعات لعدة أسباب، أولاً، يمنحنا الدين والقيم الإنسانية الإرشاد والتوجيه لاتخاذ القرارات الصائبة والسلوك الحسن فى حياتنا. ثانيًا، يساهم الدين فى بناء المجتمعات المترابطة والمتعايشة بسلام، حيث يعمل على تعزيز التعاون والتسامح بين الأفراد. وأخيرًا، يمكن للدين أن يواجه السلبيات الأخلاقية والفكرية من خلال تعزيز الوعى بالقيم العليا والمثل الحميدة وتحذير الناس من التوجه نحو المادية والانغماس التكنولوجى العقيم. ويتطلب ذلك استخدام التقدم التكنولوجى بشكل مسؤول والتوازن بين التطور والحفاظ على الإنسان والبيئة والكون.
■ تنطلق فعاليات المؤتمر العالمى الثامن للإفتاء برعاية الرئيس السيسى غدًا.. فما أهميته؟
- مؤتمر الفتوى وتحديات الألفية الثالثة هو مؤتمر دولى تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم بحضور علماء ومفتين وباحثين وضيوف من مؤسسات أممية وشخصيات عالمية من أكثر من 100 دولة، وذلك فى القاهرة خلال 18 حتى 19 أكتوبر 2023 برعاية الرئيس السيسى، ويهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة التحديات التى تطرحها الثورة الرقمية، واستكشاف سبل حماية المجتمعات والأفراد من تأثيراتها السلبية.
■ ما هى الرسالة التى يحملها المؤتمر وكيف يمكن للفتوى والمؤسسات الإفتائية مساعدة البشرية فى مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها فى هذه الفترة؟
- المؤتمر يهدف بالأساس إلى إبراز دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجه البشرية فى الألفية الثالثة. يركز المؤتمر على كيفية مساهمة الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى حل القضايا الإنسانية المحورية ودعم التوجهات العالمية لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية وغيرها، ومن الرسائل أيضًا التأكيد على ضرورة الحفاظ على القيم والأخلاق الحميدة ومواجهة السيولة الأخلاقية والفكرية، والتحذير من محاولات طمس الفطرة السليمة التى خلق الله الناس عليها.
■ ما هى أهمية دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجه البشرية فى الألفية الثالثة.. وما هى القضايا الإنسانية المحورية التى يمكن للفتوى أن تساهم فى حلها؟
- دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية له أهمية كبيرة فى مواجهة التحديات الكبيرة فى الألفية الثالثة، فهى تساهم فى حل القضايا الإنسانية المحورية من خلال تقديم التوجيهات الشرعية والقانونية فى مسائل الحياة اليومية.
■ كيف تسعى دار الإفتاء إلى تصحيح مسار الفتوى والحد من فوضى الفتاوى المنتشرة عبر الفضائيات؟
- تسعى دار الإفتاء إلى تصحيح مسار الإفتاء ومواجهة فوضى الفتاوى عن طريق توفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة متعددة وبوسائل التكنولوجيا الحديثة لمواجهة الجماعات المتشددة، حيث تم تدشين بعض تطبيقات الهواتف الذكية لتيسير الحصول على الفتوى، فضلًا عن وسائل الفتوى الأخرى الخاصة بالدار مثل الفتوى الشفوية والمكتوبة والإلكترونية، إلى جانب تدشين حملات عبر السوشيال ميديا هدفها توعية الجمهور وتصحيح المفاهيم، حيث يصل عدد متابعى الصفحة الرسمية للدار على فيس بوك ل14 مليون متابع حول العالم.
■ ما هى أبرز المحاور التى ستناقش فى المؤتمر؟
- أهم المحاور التى ستتناولها المؤتمر هى: محور تحديات الألفية الثالثة «تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة»، الذى يستهدف استقصاء أشد التحديات خطورة التى تمس البشرية فى هذه الألفية، سواء كانت صحية أو بيئية أو سكانية أو سياسية أو غيرها، وبناء طرائق مواجهة شرعية لهذه التحديات، ومحور الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية، الذى يستهدف مواجهة التغيرات والانحرافات فى المفاهيم والقيم والسلوكيات التى تميز هذه الألفية، سواء كانت نابعة من التطور التكنولوجى أو من التأثيرات الخارجية أو من ضعف الإدراك والإيمان.
■ كيف يمكن للفضاء الإلكترونى أن يكون وسيلة لتطوير الأداء الإفتائى؟ وما هى الخطوات والمبادرات التى يخطط المؤتمر العالمى الثامن للإفتاء لاتخاذها لمواجهة سلبيات الفضاء الإلكترونى؟
- المؤتمر يخطط لتطوير الأداء الإفتائى باستخدام أدوات الفضاء الإلكترونى، مما يتيح للمؤسسات الإفتائية الوصول إلى جمهور أوسع.
■ ما هى رسالة وأهداف ملتقى بحوث ودراسات وفتاوى الأقليات المسلمة الذى سيتم إطلاقه؟
- نهدف لخلق كيان معتدل يمثِّل ملاذًا للأقليات المسلمة ويساعدهم على تجنب التطرف والفتاوى الشاذة.