من حزب العمال الكردستاني الذي يقف خلف هجوم أنقرة الإرهابي؟

شهدت العاصمة التركية أنقرة، صباح اليوم الأحد، 1 أكتوبر 2023، هجومًا إرهابيًا نوعياً نفذه مسلحان بالقنابل، حيث تمكنت السلطات الأمنية التركية من القبض على أحدهما، فيما فجر الآخر نفسه أمام مقر مديرية الأمن التابعة للوزارة، ورغم أن الهجوم وقع في منطقة استراتيجية حيث توجد العديد من المؤسسات التركية، وهو ما يعكس نوعية للهجوم، إلا أنه لم يسفر عن خسائر بشرية باستثناء إصابة رجلي شرطة بجروح طفيفة.
وتبنى حزب العمل الكردستاني الهجوم، وأفاد موقع «إيه. أن. أف نيوز» الإخباري، القريب من حزب العمل الكردستاني، منذ قليل، إن مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة الخالدون» نفذت التفجير.
وأفاد وزير الداخلية التركي على يرلي كايا عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) بأن أحد الشخصين فجر نفسه، فيما تم تحييد الآخر من قبل الشرطة التركية.
وأوضح الوزير أن الإرهابيين وصلا على متن مركبة تجارية خفيفة وشنا هجوماً بالقنابل أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الشؤون الداخلية، وأصيب ضابطا شرطة بجروح طفيفة أثناء تبادل إطلاق النارن وأكد الوزير أن تركيا ستواصل كفاحها حتى تحييد آخر «إرهابي».
من هو حزب العمال الكردستاني؟
ويصنف حزب العمال الكردستاني من قبل الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة على أنه فصيل إرهابي. ويمارس منذ العام 1984 تمردا ضد الدولة التركية، وللحزب جذور ماركسية ودعا في بيان سياسي أصدره في العام 1978 إلى إقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا، وهي منطقة ذات غالبية كردية، ولكن الفصيل تراجع لاحقا عن إعلانه هذا وانصب تركيزه في السنوات الأخيرة على تعزيز الحكم الذاتي للأكراد، وعادة ما يستهدف حزب العمال الكردستاني قوات الأمن التركية، وغالبا ما يتبنّى تنظيم «صقور حرية كردستان» التابع للحزب هجمات في وسط المدن، وفي العام 2016 تبنّى «صقور حرية كردستان» تفجيرين وقعا أمام استاد في إسطنبول ومتنزه أوقعا 46 قتيلا، وبدأت الحكومة التركية مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني في العام 2013 سعيا لإيجاد حل للقضية الكردية، لكن القتال استؤنف بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2015، وفي أعقاب محاولة انقلابية شهدتها تركيا في العام 2016 استهدفت الحكومة نشطاء أكرادا في حملة قمع واسعة النطاق.
فتح تحقيق في الحادث
كانت السلطات التركية أعلنت فتح تحقيق في الحادث وفرض حظر على الوصول إلى منطقة الهجوم، كما طلبت من وسائل الإعلام التوقف عن بث الصور من مكان الحادث، وتم فتح تحقيق وفرض حظر على الوصول إلى منطقة الهجوم من قبل مكتب المدعي العام في أنقرة، وقد طلب المكتب من وسائل الإعلام المحلية، وخصوصا القنوات التلفزيونية، التوقف عن بث الصور من مكان الهجوم، وتم الالتزام بهذا الطلب من قبل القنوات على الفور.
الرئيس التركي يندد بالحادث
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقر البرلمان في الظهيرة كما كان مقرراً، وقال أمام النواب في جلسة افتتاحية إن «التنظيمات الإرهابية لن تستطيع منعنا من السير باتجاه أهدافنا».