موسكو: واشنطن تسيطر على العمليات العسكرية.. و«الناتو»: طلبات كييف من الأسلحةتتجاوز قدراتنا

قالت موسكو إن الولايات المتحدة تسيطر على العمليات العسكرية في أوكرانيا عبر تزويد كييف بالأسلحة. يأتى هذا، في الوقت الذي اعترف فيه حلف شمال الأطلسى بأن طلبات أوكرانيا من الأسلحة والذخيرة تتجاوز قدرات الحلف.
وتتواصل حرب المسيرات بين الطرفين المتحاربين، إذ أعلنت روسيا تدمير مسيرات أوكرانية جديدة استهدفت الأراضى الواقعة قبالة شبه جزيرة القرم، وأفادت أوكرانيا بأن الجيش الروسى شن هجومًا على أراضيها بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، في وقت كثفت فيه القوات الأوكرانية هجماتها باستخدام المسيرات في محاولة لاستهداف المنشآت الحيوية الروسية.
وقال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أمس، إن الولايات المتحدة تسيطر على العمليات العسكرية في أوكرانيا، مضيفًا أن واشنطن في الواقع تواصل حربًا ضد روسيا من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وعلق الوزير الروسى، في تصريحات إعلامية، على إمدادات واشنطن المحتملة من الصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، قائلًا: «بغض النظر عما تقوله، ف(الولايات المتحدة) تسيطر على هذه الحرب، وتزود أوكرانيا بالأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخباراتية والبيانات من الأقمار الصناعية، وتشن حربًا ضدنا»، حسبما نقلت وكالة أنباء تاس الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن أنظمة الدفاع الجوى الروسية دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين قبالة الساحل الغربى لشبه جزيرة القرم.
وقالت الوزارة، في بيان: «فى 17 سبتمبر الجارى، حوالى الساعة 01:15 بتوقيت موسكو، تم صد محاولة من قِبَل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابى بطائرات مسيرة على أهداف في أراضى روسيا». وأضاف البيان: «دمرت أنظمة الدفاع الجوى طائرتين أوكرانيتين بدون طيار قبالة الساحل الغربى لشبه جزيرة القرم الروسية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، قبل بضعة أيام، أن الدفاعات الجوية في جمهورية القرم أسقطت 11 طائرة مسيرة أطلقتها قوات كييف، في محاولة لضرب أهداف في الأراضى الروسية، كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية، مؤخرًا، وفى يوم واحد، 8 طائرات مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.
في مقابل ذلك، قالت رئيسة المركز الصحفى لقيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكرانى، ناتاليا هومينيوك، في تصريحات إعلامية نقلتها وكالة أنباء «يوكرينفورم» الأوكرانية، أمس: «يتم استخدام طائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرات الاستطلاع، حيث تطلق الطائرات صواريخ من الجو، وتتخذ الصواريخ مسارًا معقدًا يتضمن مناورات متعددة»، مضيفة أن العمل القتالى مستمر في اتجاهات مختلفة، ومازال من السابق لأوانه استخلاص النتائج.
وأوضحت «هومينيوك» أن الصواريخ غيرت اتجاه طيرانها عدة مرات، مشيرة إلى «أنهم يحاولون استنزاف نظام الدفاع الجوى وتجاوزه»، لافتة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الروسى هذا الأسلوب من الهجوم، محاولًا إيجاد خيارات للمناورة لتكون فعالة قدر الإمكان.
وهاجمت القوات الروسية، أمس، منطقة أوديسا بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وألحقت أضرارًا بمنشأة تخزين الحبوب والأراضى الزراعية.
وذكرت الإدارة العسكرية الإقليمية في أوديسا، في بيان، أوردته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية: «وحدات دفاعنا الجوى دمرت طائرتين مقاتلتين مسيرتين وخمسة صواريخ».
وأضافت: «لسوء الحظ، أُصيبت بعض الأهداف بقذائف العدو في منطقة بيريزيفكا، وتسبب الروس في أضرار للبنية التحتية الزراعية من أراضٍ زراعية ومنشأة تخزين حبوب». ولم ترِد تقارير عن سقوط أي إصابات، وتعمل خدمات الطوارئ للوقوف على ملابسات الحادث.
في المقابل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أمس، تدمير 12 هدفًا جويًّا للجيش الروسى، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف ما مجموعه 16 هدفًا جويًّا للجيش الروسى داخل المجال الجوى لأوكرانيا.
وأضافت أنه على وجه الخصوص، أطلقت القوات الروسية ست ذخائر من طراز «شاهد» من الاتجاهين الجنوبى الشرقى والجنوبى، بالإضافة إلى إطلاق 10 صواريخ روسية من تسع قاذفات استراتيجية حول قاعدة إنجلز في منطقة ساراتوف الروسية.
وأشارت إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية استهدفت بشكل رئيسى جنوب منطقة أوديسا، فيما نجحت الجهود المنسقة التي بذلتها القوات الجوية والوحدات الفرعية الأخرى لقوات الدفاع الأوكرانية في إسقاط ستة صواريخ كروز روسية، وست طائرات بدون طيار.
وبينما تتواصل الحرب، اعترف رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، روب باور، بأن طلبات أوكرانيا من الأسلحة والذخائر وكذلك حجم المنتجات الدفاعية المستخدمة في أوكرانيا تتجاوز قدرات الحلف. وقال «روب»، خلال المؤتمر السنوى لرؤساء الأركان العامة لحلف شمال الأطلسى في النرويج: «إن أحجام المُعَدات العسكرية والذخيرة التي تطلبها أوكرانيا هائلة، وحجم المنتجات المستخدمة (فى النزاع بأوكرانيا) يتجاوز قدراتنا الإنتاجية».
وأشار إلى أن دول «الناتو» التي تقرر توريد الأسلحة والذخيرة إلى كييف بحاجة إلى التفكير في المخاطر المرتبطة بمثل هذا القرار على أمنها وأمن الحلف، داعيًا، في الوقت نفسه، دول الحلف إلى حل قضايا زيادة الطاقة الإنتاجية في قطاع الدفاع بسرعة وكفاءة.
وتقدم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فبراير 2022، إذ أعلنت الولايات المتحدة، مؤخرًا، اعتزامها تقديم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 600 مليون دولار، تتمثل خصوصًا في مُعَدات لإزالة الألغام وأنواع مختلفة من الذخائر؛ وهو الإعلان الذي جاء غداة كشف وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، عن مساعدة لكييف بقيمة مليار دولار.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع البولندية، أمس، عن إجراء مناورة «نار الخريف» بالقرب من الحدود مع روسيا باستخدام مُعَدات عسكرية اشترتها بولندا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.