صحيفة بريطانية: متطرفون يهاجمون الكنائس في باكستان

ذكرت صحيفة «سبيكتاتور» البريطانية أنه خلال الفترة الأخيرة، رفعت الكنائس في باكستان حالة التأهب القصوى بسبب ما تعرضت له 19 كنيسة وأكثر من 80 منزلا مسيحيا في باكستان للهجمات والنهب بعد اتهام سكان مدينة جاارانوالا بالإساءة ضد الإسلام.
وأوضحت الصحيفة أن متطرفين أثاروا وأشعلوا الغضب ضد المسيحيين بإدعاء العثور على صفحات مدنسة من المصحف الشريف بالقرب من منزل عائلة مسيحية في جارانوالا، وهو أمر لم يتم تأكيد ارتكاب الأسرة هذا التصرف، وأكدت الصحيفة أنه عقب العثور على الصفحات المدنسة، حرض المتطرفون على العنف مع الإشارة إلى الأحداث التي وقعت في السويد.
واسترطدت أنه بدأ أعضاء الجماعة المتطرفة في الدعوة إلى العنف ضد الكنائس والأسر المسيحية وعلى الفور تجمع عدد كبير من المواطنين الذين يشعرون أنهم تعرضوا للإهانة وهاجموا الكنائس ومنازل الأسر.
واقترحت الصحيفة ضرورة نشر أشخاص من نفس الديانات في المعابد التي تتوافق مع ديانتهم، في باكستان، لاسيما مع الخطاب الذي ينشره المتطرفون بأن هذه المعابد مخالفة تماما للدين الإسلامي.
وفى وقت سابق، نقلت «بي بي سي»، عن الشرطة الباكستانية إن آلاف المسلمين أضرموا النار في 4 كنائس على الأقل، وخربوا منازل مسيحيين بزعم تدنيس رجلين مسيحيين للمصحف الشريف، وقال سكان إن ما يصل إلى عشرة مبان مرتبطة بالكنائس في منطقة «جارانوالا» بشرق إقليم البنجاب تضررت أيضا، واحتجزت الشرطة أكثر من 100 متظاهر وفتحت تحقيقا في أعمال العنف.
وفي عام 2009، أحرقت مجموعة من الجماهير الغاضبة نحو 60 منزلا وقتلت ستة أشخاص، في منطقة «جورجا» في البنجاب بعد اتهامهم بإهانة الإسلام.
ويذكر أن حوالي 96 % من سكان باكستان مسلمون، وتفرض دول أخرى، من بينها إيران وبروناي وموريتانيا، عقوبة الإعدام على إهانة الدين.
ونقلت عن افتخار بشار، الباحث في مركز أبحاث RSIS الذي يركز على العنف السياسي والديني في جنوب آسيا، إن أعمال العنف التي يغذيها الدين في باكستان تصاعدت منذ أن فرضت الدولة عقوبة الإعدام على التجديف، فيما قالت السلطات إنه تم العثور على صفحات ممزقة من القرآن بها محتوى تجديفي، يُزعم أنه مكتوب عليها بالحبر الأحمر، بالقرب من مجتمع مسيحي.
وندد أمير مير، وزير الإعلام في إقليم البنجاب، بالتجديف المزعوم وقال في بيان إنه تم إرسال آلاف من رجال الشرطة إلى المنطقة، واعتقال عشرات الأشخاص، وقال مصدر حكومي لوكالة رويترز للأنباء إن المتظاهرين كانوا في الغالب من أعضاء حزب سياسي إسلامي يسمى «حركة لبيك باكستان»، لكن الحزب نفى أي تورط في الأحداث.
وقال القس الباكستاني، آزاد مارشال، في مدينة لاهور المجاورة إن المسيحيين يشعرون ب«ألم عميق وضيق» إزاء الأحداث، وكتب على موقع «إكس»، المعروف سابقا باسم تويتر: «نحن نطالب بالعدالة، والتحرك من قبل جهات إنفاذ القانون.