في خضم «النزوح القسري».. ضياع طفلين من عائلة ب مخيم جنين

في خضم النزوح القسري وإجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي، عائلات جنين على النروح من منازلهم، فقدت عائلة أبوسرية طفلين تحت القصف الذي باغت كل من كانوا في طريقهم للخروج من المخيم، رغم امتثالهم لاستدعاءات الاحتلال الغاشمة والتي تستهدف هدم منازلهم.
ورغم استجابة عائلة أبوسرية لاستدعاء جائر من قوات الاحتلال للخروج الفوري من منزلهم رغبة في قصف المنطقة المحيطة به، ليلة أمس، كغيرها من العائلات التي اضطرت للنزوح قسرا إلى أماكن أخرى، إلا أن القصف الإسرائيلي لم يمهلهم؛ وبينما كانت العائلة في الطريق من دوار الحصان على أطراف مخيم جنين، حملت أم من عائلة أبوسرية ابنتها حبيبة ابنة العام ونصف، وسارت برفقة جدتها ونجلها على، لتشهد المنطقة إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال، تفرق على إثره العائلة من هول الموقف لتفقد الأم طفليها تحت تأثير الهلع الذي عانت منه الأسرة وغيرها من الأسر المضطرة للنزوح قسرا، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
ونقلت وفا عن خالة الطفلين المفودين تفاصيل حادثة انفصال ابني أختها عن أمهما، بعد أن خرجت العائلة من منزلها قسرًا: «أثناء سير العائلة، جرى إطلاق الرصاص في محيط المنطقة التي كانت تتواجد فيها، الأمر الذي سبب الذعر لها، فتفرقت العائلة، الابن والطفلة عن الأم والجدة».
وتضيف: «أن أحد المواطنين نقل الطفلين إلى أحد بيوت الأقارب في الحارة الشرقية، دون علم العائلة، لتبدأ رحلة البحث عنهما، حتى باستخدام المناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليلتم شمل العائلة بعد ساعتين ونصف الساعة».
وتعيد جرائم الحرب المرتكبة في جنين الأذهان إلى نكبة عام 1948، عندما تفرق شمل الكثير من العائلات، عقب استهداف قرى بأكملها.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين والذي دخل يومه الثاني على التوالي وسط استشهاد 10 مواطنين، وإصابة نحو 100، بينهم 20 في حالة حرجة، وذلك إضافة إلى نزوح مئات المواطنين الفلسطينيين عن منازلهم، في هجمة توصف بالأشرس والأوسع منذ عام 2002.
هذا وشهدت جميع أرجاء فلسطين من النهر إلى البحر عصيانا مدنيا للتنديد بجرائم الحرب المرتكبة في جنين، التي هجر الاحتلال سكانها قسرا ليتمكن من دكها.
وبالتزامن شهدت غزة وقفة منددة بالعدوان الإسرائيلي على جنين.
ويواجه من بقي في المخيم نقصا في المواد الأساسية والأدوية والمؤن؛ إذ قال رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين، عمار أبوبكر، إن المدينة تعاني من نقص كبير في المواد التموينية، جراء الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ومخيمها.
وأكد أبوبكر لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن جيش الاحتلال منع الصيدليات والمخابز من العمل، إضافة إلى منع التجار من تزويد المواطنين بالمواد الأساسية، ومنع سلطات الاحتلال إدخال المواد التموينية خلال معبر الجلمة أدى إلى تفاقم المعاناة، ما تسبب بنفاد جزء كبير من المواد التموينية من المحلات التجارية.
وقال جيش الاحتلال، إنه يخطط لدهم ما سماه 10 أهداف إرهابية متبقية في مخيم جنين، مضيفا، أن سلاح الجو أغار على 20 هدفا في جنين منذ بداية العملية، كما أعلن اعتقال 120 فلسطينيا خلال العملية المتواصلة في جنين، وما زال يبحث عن 160 مسلحا تحصنوا داخل المخيم.
وأظهرت صور استهداف قوات الاحتلال لعدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بما بدت أنها قنابل غاز، أثناء محاولة خروجهم من مخيم جنين.
وأرغمت قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين من أهالي المخيم على المغادرة تحت التهديد بقصف منازلهم؛ إذ تظهر صور ومقاطع فيديو محاولة عدد من سكان جنين مغادرة مناطق تحرك قوات الاحتلال بحثا عن أماكن آمنة.
وأعادت قوات الاحتلال بعض السكان لدى اقترابهم من مناطق تمركز دورياتها في مناطق متفرقة، بينما يحاول أهالي مخيم جنين اللجوء إلى المستشفى الحكومي هربا من قصف قوات الاحتلال.
من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بوقف تهجير أهالي مخيم جنين.
وقال عباس إن «الجريمة التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية، والمتمثلة بتهجير أهالي مخيم جنين، تضاف إلى جرائم الاحتلال في تهجيرهم»، مشددا على أن «التعامل مع حكومة الاحتلال بالمعايير المزدوجة وعدم محاسبتها على جرائمها السابقة بحق شعبنا، يشجعها على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم التي كان آخرها ما تقوم به الليلة بحق أهلنا في المخيم»، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية «بأشد العبارات»، جريمة طرد وتهجير عائلات فلسطينية في مخيم جنين من منازلها تحت حجج أمنية واهية، مطالبة بتدخل دولي عاجل لوقف تهجير المواطنين المدنيين من منازلهم في المخيم.
ورحبت فصائل العمل الوطني، في بيانات وتصريحات صادرة عنها، اليوم الثلاثاء، بدعوة الرئيس محمود عباس للأمناء العامين لها للاجتماع، وذلك خلال كلمته في مستهل اجتماع القيادة الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء أمس.