روسيا تحبط تمرد «فاجنر» مقابل خروج آمن لزعيمها.. وأوكرانيا تكثف هجومها لسحب نقاط قوة موسكو

عاد الهدوء إلى العاصمة الروسية؛ إثر توصل الكرملين لاتفاق «خروج آمن» لزعيم جماعة «فاجنر» العسكرية، يفجيني بريجوجين، إلى بيلاروس مقابل تحيده وسحبه قواته من روستوف وتخليه عن محاولته التمرد على الجيش النظامي، فيما كثفت القوات الأوكرانية هجماتها على جبهات متعددة للحرب جهة الشرق في محاولة لثقل تكتيكاتها جنوبي دونيتسك، وزابوروجيا بهدف سحب البساط من موسكو التي تُحكم قبضتها على تلك المنطقتين اللتين تعدان نقطة تمركز هجومها على تلك الجبهات الاستراتيجية، وسط إعلان الرئيس الروسي تمسكه بأهداف «العملية العسكرية» وتعهده بالاستمرار في تعزيز قوة بلاده الدفاعية.
وتستمر حالة الطوارئ وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب ضد المخالفين، في شوارع العاصمة في موسكو مع عودة حذرة لحركة المرور في في بعض مقاطعات العاصمة، إثر دحر قوات «فاجنر» .
وأكد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة بثها التليفزيون الرسمي، اليوم الأحد أن الحرب في أوكرانيا تتصدر أولوياته، مشددًا مضيه قدما في العملية العسكرية في أوكرانيا، وإن ما حدث في موسكو لن يثنيه عن تعزيز قدرات بلاده الدفاعية.
وأعلنت وزارة الإعلام الروسية عودة حركة المرور على طرقات العاصمة موسكو إلى طبيعتها، واستئناف تشتغيل الطرق الرئيسية في مقاطعات ليبيتسك، وكالوجا وفورونيج، إثر تسوية تمرد «فاجنر» وإجبارها على سحب آلياتها من الطرق الفيدرالية في العاصمة.
وقالت حكومة مقاطعة ليبيتسك إنه «تم استئناف سير الحافلات على الطرق الرئيسية، في جميع الاتجاهات في المقاطعة وفي موعدها المحددة، عقب ساعتين، إثنين، من بيان أعلن فيه عمدة موسكو سيرجي سوبيانين، في ساعات مبكرة من صباح أمس الأحد، تمديد حالة الطوارئ في موسكو حتى الاثنين، رغم انتهاء أي فرص للمواجهة المسلحة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة.
من جهته، قال نائب وزير السياسة الإقليمية والإعلام في روستوف، سيرجي تيورين، إن محطات الحافلات والسكك الحديدية تعمل بشكل طبيعي، مؤكدا التذاكر مطروحة للبيع، و(الرحلات إلى) جميع الوجهات في موعدها.
وأغلق الجيش الروسي المدينة ونصب فيها الحواجز الأمنية، منذ الساعات الأولى من تمرد بدءه مرتزقة «فاجنر» أمس، ومحاولتهم التقدم باتجاه موسكو من جهة مقاطعة روستوف في مهمة للإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية، طالب سوبيانين سكان موسكو بالبقاء في منازلهم لأسباب أمنية.
عقب ساعات من التمرد الدراماتيكي، أعلن الكرملين، إحباط محاولة التمرد، إثر اتفاق مع زعينم«فاجنر» وإعطائه ضمانات للخروج الآمن نحو بيلاروس، في ساعة متأخرة أمس الأول السبت.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، بث التلفزيون الروسي مقطعا شوهد فيه زعيم فاجنر «بريجوجين» وهو يغادر المقر العسكري في روستوف. ونقلت وكالة تاس الروسية عن قائد بكتائب «أحمد» الشيشانية، إن 3000 ألف جنديا من الكتيبة المشكلة من مجموعة من القوات انسحبت من روستوف، بعد إرسالها إلى المنطقة لمقاومة مقاتلي فاجنرالتي كانت تزحف باتجاه المدينة.، وذلك عقب إحباط الانقلاب والتمرد الذي خطط له زعيم «فاجنر».
وأرسل رئيس جمهورية الشيشان رمضان قواته لتقديم العون لبوتين في إحباط تمرد مجموعة فاجنر، واصفًا تحرك بريجوجين بأنه «خيانة وطعنة في الظهر».
وإثر احباط محاولة التمرد، ناشدت الوكالة الاتحادية للطرق في روسيا، افي ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد السكان بالالتزام بقانون الطوارئ والامتناع عن السير على طريق إم-4 «دون» السريع الرئيسي حتى العاشرة بالتوقيت المحلي (7 صباحا بتوقيت جرينتش).
وقالت الوكالة في بيان نشرته على «تليجرام» وحذفته عقب أقل من ساعتين إن القيود المفروضة على المرور على الطريق السريع في منطقتي موسكو وتولا لا تزال سارية.
الحرب تستعر على جبهات متعددة
ميدانيًا، كثفت أوكرانيا مساعيا للتوغل شرقا في محاولة للاستفادة من توتر الأوضاع في الداخل الروسي، وثقل تيكتيكاتها جهة الشرق التي تحكم موسكو السيطرة عليها.
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية في إفادتها اليومية اليوم، أن روسيا فقدت 224.630 جنديًا في أوكرانيا منذ بداية غزوها الشامل في فبراير 2022 مع ما يقدر بنحو 720 يوما أمس فقط في 24 يونيو، مع تكثيف القوات الأوكرانية هجومها المضاد على جبهات متعددة.
وفي المقابل، نقلت وكالة«تاس» الروسية، عن متحدث قوات «فوستوك» الروسية أوليج تشيخوف، أن قواته صدت هجمات للجيش الأوكراني على محوري جنوب دونيتسك، وزابوروجيه وتمكنت من القضاء على خمسين جنديا أوكرانيا.
وأضاف المسؤول العسكري الروسي أن قواته درحت هجوما أوكرانيا على محور جنوب دونيتسك، بعدما حاولت وحدات كييف التقدم من تجمع قوات «فوستوك» بالقرب من ماكاروفكا، لافتًا إلى تدمير دبابة ومدرعات وقوة بشرية مما أدى لتراجع القوزات الأوكرانية.
وتابع المسؤول الروسي أن القوات الروسية دحرت القوات الأوكرانية في في فوستوك، وصدت هجوما أوكرانيا على منطقة روفنوبل وتم تدمير دبابات وعربات وقوة بشرية مما أدى لتراجع قوات كييف.
في غضون ذلك، أعلن حاكم مقاطعة بيلجورود جنوب غربي روسيا فياتشيسلاف جلادكوف، أن القوات الجوية الروسية أسقطت مسيرة أوكرانية في قرية دولجويه قرب مدينة فالويكي بالمقاطعة.
وحسبما افادت به «كييف إندبندنت» ردت القوات الروسيبة، بقصف 9 بلدات في سومي أوبلاست. وأفادت إدارة سومي أوبلاست العسكرية في «تلجرام» أن القوات الروسية قصفت تسعة مجتمعات حدودية في سومي أوبلاست.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، علمت بتخطيط فاجنر للانقلاب منذ منتصف الشهر الجاري، في حين قال تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن وزارة الخارجية قررت تأجيل العقوبات المفروضة على نشاط فاجنر في إفريقيا.